أرقام الوفيات مرتبطة بخطورة المتحورات
أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين البروفيسور بقاط بركاني، أمس، وتزامنا مع اقتراب الدخول الاجتماعي، ضرورة الفصل في قضية تلقيح الأطفال ضد فيروس كورونا وبصفة إرادية من الأولياء، لأنهم عرضة للإصابة بالفيروس، موضحا أنّ كسر سلسلة العدوى في الوسط المدرسي تستوجب عدم استثناء هذه الفئة من التطعيم.
أوضح الدكتور بركاني خلال نزوله ضيفا على»الشعب»، أنه بالرغم من نقص الإمكانيات لاعتماد خطوة تلقيح الأطفال، إلا أننا أمام مسؤولية تلقيح أكثر من 10 ملايين تلميذ إلى جانب مستخدمي القطاع، مشيرا أن العملية شهدت تقدما في عدد من الدول التي قامت بتلقيح الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 سنة، في حين اشترطت أخرى التطعيم قبل الدخول المدرسي.
وأضاف، في ذات السياق، أنّ الكثير من الهيئات الدولية أعطت موافقتها لتحصين هذه الفئة من عدوى الفيروس، من خلال توسيع عملية التلقيح لتشمل الأطفال من سن 12 إلى 15 سنة لحمايتهم من العدوى، لأنّ الدراسات الأخيرة أثبتت أنّ المتحورات لا تستثنهم، وهو الأمر الذي عاشته بلادنا في هذه الموجة التي شهدت إصابة عدد كبير منهم.
وشدّد على أهمية تلقيح الأطفال ما فوق 12سنة، وذلك بإشراك الأولياء لضمان دخول اجتماعي آمن، خاصة وأنّ الوضع الوبائي في تراجع يومي، والتسريع في وتيرة اللقاح يكسر سلسلة العدوى ويضمن موسما دراسيا خاليا من المرض، هذا إلى جانب الإجراءات الوقائية المنصوص عليها من طرف اللجنة العلمية لمتابعة الوباء.
وبخصوص اللقاح، قال البروفيسور أنه اختياريا بالنسبة للأطفال في الأطوار التعليمية الثلاث، لكنه إلزاميّ للفئة ما فوق 18سنة، وهذا لمنع انتقال العدوى في الجامعات، داعيا إلى توعية وتحسيس المواطنين بأهمية التلقيح لتوفير الحماية الفردية والجماعية.
أرقام الوفيات لا تعكس الواقع
وفي قراءته للوضع، وتحديدا ارتفاع عدد الوفيات مقارنة بالإصابات، أوضح البروفيسور، أنه راجع لخطورة المتحورات التي زادت من حالات الوفيات في الآونة الأخيرة، إلا أنّ الوضع في تحسّن بالرغم من أننا نعيش انعكاسات الموجة الثالثة المعروفة بالمتحور دلتا الذي تغلب على المتحورات الأخرى في البلاد.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس عمادة الأطباء، أنّ الوضع الوبائي لفيروس كورونا يبعث على القلق من حيث عدد الوفيات، الأمر الذي يحتاج إلى التزام أكثر بالتدابير الوقائية، إلى جانب عمليات التلقيح التي تشهد انتشارا واسعا، خاصة مع التسهيلات التي منحت للصيادلة والعيادات الخاصة.
وشدّد الدكتور على أهمية التعريف بمزايا التلقيح، لأنّ الكثير من المواطنين يتجاهلون التطعيم ضد فيروس كورونا، ولا يهتمون به بالرغم من توسّع رقعة العدوى، وهو الخطر القائم الذي أدى إلى زيادة حالات الوفيات، وكذا الحالات الخطيرة الموجودة على مستوى مصالح الانعاش.
وتحدث البروفيسور في سياق موصول، عن الآثار الجانبية لـ»الكوفيد» في الحالات الخطيرة التي تعاني اليوم من أمراض كثيرة، تتعلق بضعف التنفس المزمن، أمراض القلب، وغيرها من الأمراض الناتجة عن الوباء الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد.
وعليه، أكد رئيس عمادة الأطباء، على أهمية التلقيح لبلوغ المناعة الجماعية التي لا تكون إلا بتلقيح 80 بالمائة من المواطنين، مشيرا أننا مازلنا بعيدين عن المناعة الجماعية التي تقدر بنسبة 70 بالمائة، وعلى المواطنين الإقبال على التطعيم، لأنّ احتمال الموجة الرابعة وارد.