مناورة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى» أصبحت مكشوفة للعام والخاص كما أنّ لعب دور الضحية أصبح يعكس بوضوح خبث نوايا المخزن ولابأس من التذكير أنٌ من كان وراء غلق الحدود بين البلدين العام 1994 هو النظام المغربي وهو من بادر بإطلاق تهمته الجاهزة في حق الجزائر بالوقوف وراء اعتداءات مراكش الإرهابية وهو من سارع إلى فرض التأشيرة على الجزائريين إرضاء لنزوات «إسرائيل» التي فتحت مكتب اتصال لها بالرباط يومها وعندما ردّت الجزائر بغلق الحدود البرية بدأ النواح والعويل من أجل التضليل تشويها للحقائق والوقائع.
ما أشبه البارحة باليوم وها هو النظام المغربي يحاول لعب دور «اليد الممدودة» مجدّدا زورا وبهتانا، بينما لم تمتد هذه اليد، في حقيقة الأمر، إلا بالإثم والعدوان في حق الجزائر وهذه اليد الممدودة بالمفهوم المخزني هي إغراق جيرانه بالسموم وهي كذلك دعم الإرهاب وتدبير الدسائس والمؤامرات ولعلل ما صرّح به وزير خارجية الكيان الصهيوني وما أطلقه من حماقات في حق الجزائر يؤكّد أنّ هذه اليد الممدودة المزعومة هي التي توفٌر منصة وقاعدة للتحرّش بالجزائر والتحريض ضدٌها.
لم يفهم المخزن أنّ قرار قطع العلاقات ليس قرارا انفعاليا ولا ظرفيا ولكنٌه قرار مدروس ومبرّر، ومثل هذه القرارات لا يمكن التراجع عنها بجرّة قلم، كما يتوهّم المخزن، الذي جرّب حظّه مع الاعتداء على علاقات الجوار والأخوة باتهام بلادنا وفرض التأشيرة على الجزائريين ومن يومها لم يتوقّف عن استجداء الجزائر من أجل فتح الحدود مجدّدا، بعدما أدرك حجم ما ارتكبه من حماقة عندما فعل كل شيء من أجل الدفع بالأمور نحو هذا الانسداد والقطيعة فكان له ما أراد وها هو اليوم يتمادى في غيّه وعدوانه والنتيجة يعلمها الجميع فلماذا يطالب، اليوم، باستئناف علاقات مع بلد يصنّفه في خانة «عدٌو» ويتعامل معه وفق هذا الإدراك، صحيح هناك يد ممدودة ولكنٌها ممدودة بالعدوان والتحرٌش فقط.