علينا أن نتجنّد لمحاربة مخاطر الفيروس
أعطى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، إشارة انطلاق أكبر حملة تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا في الجزائر من أجل السعي إلى تحقيق مناعة جماعية، واكتساب حماية فعّالة من خلال تلقيح أكبر عدد من المواطنين للتمكن من التصدي إلى مخاطر موجات جديدة عنيفة، وتسريع العودة إلى الحياة العادية.
قال وزير الصحة إنّ أكبر حملة تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا لن تنتهي في غضون أسبوع، وإنما ستمتد إلى نهاية السنة الجارية في جميع ولايات الوطن بالتعاون مع كافة الشّركاء والمجتمع المدني والهيئات المحلية، داعيا المواطنين إلى التفاعل الايجابي مع هذه الحملة، وضرورة توجّههم بقوّة إلى مختلف الفضاءات التي تم تخصيصها لعملية التلقيح.
وأكّد أنّ خطورة الفيروس أصبحت واقعا لا يمكن إنكاره، وتستدعي تجنّد الحكومة والشعب معا لمحاربته والعودة إلى الحياة العادية في أقرب وقت، مشيرا إلى أنّ تسريع وتيرة التلقيح على المستوى الوطني تمثل الوسيلة الوحيدة لمواجهة موجة أخرى شديدة الخطورة والحفاظ على صحة المواطنين، وكذا المساهمة في تخفيض عدد الإصابات والتقليل من الوفيات وتخفيف الضغط على المستشفيات وأعوان الجيش الأبيض، الذين رفعوا التحدي ما يزالون مجنّدين لمواجهة هذه الأزمة الصحية في الصفوف الأمامية بالرغم من الصعوبات التي تواجههم في الميدان.
وتوقّع بن بوزيد نجاح هذه الحملة الوطنية وتلقيح عدد قياسي في ظرف وجيز باعتبارها الأكبر منذ بداية جلب اللقاحات إلى الجزائر، خاصة مع المساهمة النوعية لجميع الهيئات والمؤسسات، وتضافر الجهود لتحقيق الهدف المنشود والمتمثل في تلقيح على الأقل 70 بالمائة من المواطنين، الذين تزيد أعمارهم عن 18 سنة خاصة المسنين من 65 سنة فما فوق وأصحاب الأمراض المزمنة المعرضين أكثر من غيرهم إلى مضاعفات الفيروس الخطيرة.
مضاعفة الجهود والإمكانيات لإنجاح الموعد
كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن مضاعفة الجهود والإمكانيات وتهيئة جميع الظروف الملائمة لضمان السير الحسن لأكبر عملية تلقيح في البلاد، حيث تمّ تخصيص حافلات مزوّدة بجميع المعدات والمستلزمات الطبية للتنقل الى جميع الأحياء وتجنيد فرق طبية وشبه طبية تعمل على التكفل بجميع المتوافدين على فضاءات التلقيح لبلوغ مستوى أكبر من عدد من الملقحين، مشيدا بدرجة الوعي العالية التي أبداها المواطنين منذ الشروع في الحملة.
وفي ذات السياق، أبرز وزير الصحة إلى أنّ عملية التلقيح مسّت منذ بداية السنة وإلى حد الآن أزيد من 8 ملايين شخص ولكنها شهدت استجابة واسعة من قبل المواطنين في شهر جويلية بسبب الموجة الثالثة التي كانت الأخطر والأعنف من الأولى والثانية من حيث حصيلة الإصابات وعدد الوفيات التي خلفتها يوميا، مؤكّدا التزام الدولة بحماية صحة المواطنين، والتي تتجسّد بتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين لحمايتهم ضد هذا الفيروس الخطير، زيادة على مساعي النهوض بالقطاع الصحي الذي يعد من الأولويات.
كما حذّر وزير الصحة من خطورة فيروس «دلتا» المتحور، الذي لا يفرق بين كبيرا وصغيرا بعد أن سجلت عدة إصابات لدى الأطفال في الموجة الأخيرة التي عاشتها الجزائر، وهي الأخطر مقارنة بالموجات السابقة، مشدّدا على ضرورة تلقيح الطاقم التربوي وجميع عمال التربية الوطنية وجميع الأشخاص البالغين لحماية الأطفال من خطر الإصابة بالفيروس وضمان دخول اجتماعي مدرسي آمن.
أشار بن بوزيد الى الدور الهام لوسائل الاعلام في ايصال الرسالة الهادفة والتحسيس والترويج الايجابي لأكبر حملة تلقيح على المستوى الوطني، معتبرا أنّها شريكا فعّالا وحلقة أساس في إنجاح العملية، وتحقيق الهدف المنشود بإشراك جميع القطاعات والهيئات والجمعيات وعمال الصحة من أجل العمل سويا على محاربة هذا الوباء، وتخفيض مستوى خطورته على حياة المواطنين، ولن يتحقّق ذلك دون حملة تلقيح قوية تمكن من اكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس.
الحل الوحيد لتجنّب موجة رابعة خطيرة
من جهته، أكد الناطق الرسمي للجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة فيروس كورونا البروفيسور جمال فورار أن اللقاح ليس إجباريا، ولكنه الحل الوحيد المتاح الى حد الان لتفادي المضاعفات ومخاطر موجة رابعة محتملة، داعيا الجميع إلى المساهمة في انجاح أكبر حملة تلقيح وطنية ضد فيروس كورونا.
وأضاف البروفيسور فورار أنّ عملية التلقيح الكبرى سيستفيد منها كبار السن فقط، ولم يتم بعد اتخاد قرار تلقيح الأطفال رغم أنهم أصبحو معرضين أيضا لمخاطر هذا الفيروس، مشيرا الى أن جميع الاجراءات الاحترازية يتم اتخاذها لحماية هذه الفئة خاصة مع اقتراب الدخول الاجتماعي.
وفيما يخص عدد الملقّحين الى حد الآن على المستوى الوطني، أجاب أنّ أكثر من 8 ملايين جزائري ملقح من بينهم 3 ملايين تلقّوا الجرعة الثانية، والعملية تتم بصفة تدريجية وسريعة لاستفادة أكبر عدد من المواطنين، موضّحا أنّ اللقاحات متوفّرة في جميع الفضاءات المخصّصة للتلقيح، وعلى الجميع الاقبال عليها لتجنب مخاطر موجة أخرى.