طباعة هذه الصفحة

من سهل المتيجة إلى الشريعة

«الوريدة».. جوهرة تأسر زوّارها

«البليدة».. عندما تتحدث الطبيعة شعرا أبياته جبال وغابات، وقافيته بحيرات. من «باب السبت» أحد سبعة أبواب كانت مداخل البليدة العتيقة، إلى «الشريعة» المحمية البيئية العالمية، ستكون لديك فرصة المرور بالكنوز الغنية لسهل المتيجة وسفوح الأطلس البليدي، بساتين وحقول الكروم والبرتقال والزيتون وأشجار اللوز وحقول القمح والشعير وشتى أصناف الفاكهة…  ستستمتع بهذه المدينة العريقة وما يحيط بها من مدن في سهل المتيجة وطبيعة ساحرة في الأطلس البليدي، لتكتشف متعة التجول والتنزه في بيئة جبلية رائعة طوال العام، ولا تنسى مناطق رائعة أخرى ولا تفوت فرصة التعرف على أماكن لا يراها الكثيرون، في سياحة ايكولوجية توفرها حظيرة الشريعة.

مدينة الأبواب السبعة
مدينة البليدة يعني اسمها تصغير كلمة بلدة، تتميز بطابعها المعماري الاسلامي بحيث مازالت تتواجد بها حتى الآن الاحياء الشعبية والقصور التي بنيت في العهد العثماني والحمامات والمساجد العتيقة والأسواق الشعبية عبر أزقتها الضيقة، بالإضافة الى المباني التي شيدها الفرنسيون في الحقبة الاستعمارية.
يعود تاريخ تأسيس المدينة إلى سنة 1535 من طرف الرجل الصالح والمهندس «سيد أحمد الكبير الأندلسي» الذي أتى من الأندلس سنة 1519، وكان هناك سكان من الأمازيغ يقطنون جبل الأطلس البليدي وسفوحه فاستضافوه.
ولأنه كان يحمل لمسات أهل الأندلس الفنية في البناء والعمران ولما وجد من الكرم منهم ووجد الطبيعة الخلابة والإمكانيات التي تزخر بها، التفت إلى حال العمران الموجود حينها فأعطاها صبغة أندلسية في بناء البيوت والحمامات والمحلات والقصور فتحولت لجنة غناء.
الزائر لمدينة البليدة لابد أن يتعرف على أبوابها السبعة (حتى وإن هدمت)، أشهرها باب الدزاير (موقعه في الطريق المؤدية للجزائر)، باب الرحبة (نسبة لساحة السوق الرحبة)، باب السبت (كان به سوق يقام كل سبت)، باب الزاوية (نسبة لزاوية لسيدي محجر) باب الخويخة (وهي تسمية تركية فـ»الخويخة» تعني الباب الصغيرة)، باب القصب (وهو باب صغير من القصب يؤدي لتراب سيدي يعقوب)، وباب القبور (نسبة لمقبرة المسيحيين).

جواهر سهل متيجة
قبل زيارتك لمدينة البليدة أو بعدها، لا تفوت دخول مدن الولاية الأخرى المتوزعة من شرقها إلى غربها وشمالها، وخاصة تلك الموزعة على سفوح الأطلس البليدي، «شفة»، «موزاية» و»العفرون» إذا كنت قادما من الغرب الجزائري.
ثم زهور المتيجة ومدن البرتقال «واد العلايق» و»بوفاريك» و»الشبلي»، إذا كنت قادما من طريق العاصمة، وبين هذه المدن يمكنك أن تستنشق هواءً عليلا وسط بساتين البرتقال ويمكنك اقتناء زلابية بوفاريك الشهيرة التي ستجدها طيلة العام وليس في رمضان فقط.
ستستمتع لا محالة بمضائق الشفة والمياه المتدفقة من المرتفعات إلى أسفل الوادي إذا كنت قادما من الجنوب الجزائري، وهي إحدى الأقطاب السياحية الثلاثة للحديقة الوطنية للشريعة.
 أما إذا كنت سالكا تلك الطرق الملتوية بمرتفعات الأطلس البليدي من جهة حدود الولاية مع المدية والبويرة، فسوف تستمع بدون شك بتلك المناظر الخلابة التي لا يراها الكثيرون، وسيكون لك عبور في مدن «مفتاح» و»الأربعاء» و»بوينان» التي استقبلت الكثير من السكان الجدد تعرف بـ «مدينة جديدة عصرية».

الشريعة محّج الزوّار والسيّاح
بلدية الشريعة هي بلدية واحدة فقط من مجموع 12 بلدية (المدية، البليدة وعين الدفلى) تمثل الحظيرة الوطنية، وتعتبر مرتفعات الشريعة التي تصل حتى 1600 متر، الأكثر استقطابا للزوار، وتشمل غابة الأرز الشامخ والنادر، مشجرة غنية ومتنوعة، وأنواعا نباتية نادرة أخرى، إضافة إلى أماكن لممارسة الرياضة الشتوية والصيفية، ومسالك للراجلين من بن علي إلى غاية الشريعة، ومصعد هوائي ينطلق بالقرب من ملعب مصطفى تشاكر، بعض المطاعم والفنادق هي ما يستقبلك إضافة إلى شاليهات بديعة الجمال تضيف للمكان رونقا خاصا.
وبداخل الحظيرة الوطنية للشريعة بشكل عام تمتلك البليدة العديد من الأماكن السياحية والمناطق الخلابة الأخرى، كمنطقة الشفة في الغرب وهي محمية طبيعية يجتازها واد شفة وتتكاثر بها القردة من فصيلة القرد المغاربي (الماغوا) يقصدها الزوار في كل الفصول للاستمتاع بالمناظر الخلابة واللعب مع القردة الطليقة ومياه النهر الباردة، وأيضا حمام ملوان في الشرق وهو عبارة عن حمام كبير ومشهور به مياه معدنية دافئة طبيعية يقصده الناس للراحة كما تتكون المنطقة من نهر يقصده الناس خاصة في فصلي الربيع والصيف ومنطقة المقطع الأزرق.
هي ثلاث أقطاب رئيسية تنعش السياحة في البليدة وتمثل السياحة البيئية، إلا أن هناك كنوزا أخرى، بدأت تحظى باهتمام بالغ بدأ يظهر مؤخرا، أهمها سيدي سالم ببلدية بوعرفة، وبحيرة الضاية (وهي أعلى بحيرة في الجزائر) في مرتفعات بلدية عين الرمانة، منطقة النحاوة بنفس البلدية والتي تقع بين نهرين وبها شلالات، وأيضا في واد السوناطرو بالأربعاء تتواجد به مجموعة من الينابيع المالحة بمنطقة مويلحة وسط غابات تتماشى والواد مخترقة سفوح الجبال المحيطة.