طباعة هذه الصفحة

صحيفة إسبانية تؤكّد أن المغرب لا يؤتمن

الوضع الجديد في الصحراء الغربية يحرّك الأمم المتحدة

تدرك الأمم المتحدة جيدا أن الوضع في الصحراء الغربية قابل للتصعيد وسبق لها أن كشفت عن ذلك خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية، شهر أفريل الماضي، عندما حذّرت الأمانة العامة مجلس الأمن الدولي من أن الوضع غير مستقر ويمكن أن يؤدي الى تصعيد.
في وقت حذرت فيه الصحافة الاسبانية مدريد من سياسات المغرب في المنطقة.
استمرار المغرب في سياسة فرض الأمر الواقع بالصحراء الغربية، سيدفع جبهة البوليساريو الى التصعيد من خلال المواجهة المباشرة مع الجيش المغربي المحتل، لذلك كان من الضروري الاستعانة بخبرة الدبلوماسي الروسي ألكسندر إيفانكو من جهة، لتنظيم أوراق “المينورسو “ ومن جهة أخرى، لسد الفراغ الذي تركه شغور منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة منذ استقالة هورست كوهلر.
وفضلا عن خبرته في العمل الدولي، يمتلك الدبلوماسي الروسي خبرة طويلة في التسيير انطلاقا من عمله كرئيس لأركان بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية على مدار أكثر من عشر سنوات، كما انه مدرك لحجم التحديات التي كادت أن تعصف بمصداقية الأمم المتحدة خلال أزمتي طرد المكون المدني والكركرات.
وأمام الدبلوماسي الروسي جملة من التحديات في مقدمتها كيف يمكن التعاطي مع الوضع الجديد الذي أفرزته حالة الحرب المندلعة منذ 13 نوفمبر2020 والتطورات التي قد تحدث بسبب تجاوز المغرب للشرعية الدولية.

اختبار حقيقي

وستكون مهمة الدبلوماسي الروسي أمام اختبار حقيقي يتعلق بمصداقية الأمم المتحدة، ومدى قدرتها على الحفاظ على الحياد الذي يميز عمل بعثات السلام عبر العالم، وتمكين “المينورسو “ من الاضطلاع بكامل مهامها التي حددها مجلس الأمن الدولي.
ويطمح  الامين العام للأمم المتحدة في أن يسهم تعيين الدبلوماسي الروسي على رأس “المينورسو” في فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الأمم المتحدة وجبهة البوليساريو، والتي تضررت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، نتيجة الفشل في تصحيح الاختلالات التي سجلت بفعل تقاعس الأمم المتحدة عن ردع المغرب.
ويرتبط نجاح مهمة “ألكسندر إيفانكو” بمدى استعداد الأمم المتحدة لقبول شروط جبهة البوليساريو التي وضعتها على الطاولة، وفي مقدمتها جعل الأراضي الصحراوية المحررة مكانا للقاءات الرسمية، واتخاذ قرارات بشأن مسألة حياد البعثة التي رضخت للإملاءات المغربية بخصوص حمل مركباتها لوحات ترقيم مغربية، ووضع أختام على جوازات سفر موظفي البعثة لدى دخولهم إلى الصحراء الغربية وخروجهم منها، بالإضافة الى البحث عن ميكانيزمات لوقف إطلاق النار، والذي بات مرتبطا بتوفر ضمانات أممية تضع خارطة طريق واضحة المعالم بخصوص تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
ويتسلح الدبلوماسي الروسي في مهمته الجديدة بدعم موسكو التي تصدت خلال السنوات الأخيرة لمحاولات متكررة لإضعاف بعثة المينورسو، وتقويض مهمتها الرئيسية التي تأسست من أجلها، المتمثلة في تنظيم الاستفتاء.

المغرب عدو لإسبانيا

ومنذ دعوته إسبانيا فتح صفحة جديدة بعد أزمة دبلوماسية عاصفة. قالت صحيفة “الكونفيدينسيال” الإسبانية أن المغرب ليس صديقًا لإسبانيا، بل هو عدوها الرئيسي، وعلى الجميع ان يقتنع بهذه الحقيقة. وفي مقال تحليلي حول العلاقات الاسبانية المغربية، أكدت الصحيفة الاسبانية أن مدريد تتحمل مسؤولية كبيرة بخصوص مسألة الصحراء الغربية، إذ ما كان ينبغي ترك الصحراويين سنة 1975 أمام الدبابات المغربية والسماح بأن يقع الظلم في طي النسيان، وينتهي الأمر بإبادة جماعية للشعب الصحراوي.
وأكدت الصحيفة أن اسبانيا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حرة ومستقلة، لما لذلك من أهمية في تعزيز دور اسبانيا ونشر ثقافتها بالعالم العربي والإسلامي فضلا عن المساهمة التي ستقدمها الدولة الصحراوية لدعم استقرار وأمن منطقة شمال إفريقيا.
وبعد أن أكدت أهمية القيام بحملة إعلامية وطنية ودولية، يتم فيها مناقشة قرارات الأمم المتحدة المختلفة بشأن الصحراء الغربية ومسؤولية المغرب عن المأزق الذي تشهده القضية الصحراوية، دعت الصحيفة الحكومة الإسبانية إلى إعادة النظر في تحالفاتها وسياستها الخارجية والتوقف عن تقديم الدعم للمملكة المغربية.