طباعة هذه الصفحة

أمام وفد معهد الدراسات السياسية لنيجيريا

عرض إستراتيجية التكفل العلمي والبحثي بالانشغالات البيئية

عرضت، مساء السبت، بعنابة استراتيجية التكفل العلمي والبحثي بالانشغالات المرتبطة بالبيئة وترقية الاقتصاد الأخضر أمام وفد المعهد الوطني للدراسات السياسية و الاستراتيجية لنيجيريا وذلك في إطار سلسلة الزيارات التي يقوم بها لعدد من ولايات الوطن للإطلاع على التجارب الجزائرية في عديد المجالات.
في هذا الإطار، زار الوفد النيجيري مركز البحث في البيئة بالجامعة المركزية بسيدي عمار بولاية عنابة، حيث تتبع عرضا مفصلا حول نشاطات هذا المركز التي تشمل مجالات البحث المرتبطة بحماية وتطوير وتثمين الموارد الطبيعية وتقييم التغييرات المناخية وآثارها على البيئة، بالإضافة إلى الحماية من الأخطار الناجمة عن التلوث وترقية الاقتصاد الأخضر.
كما زار وفد الإطارات السامية للمعهد الوطن، للدراسات السياسية والاستراتيجية لنيجيريا مخابر البحث التابعة لهذا المركز واطلع على برامج البحث المرتبطة بالبيئة والتنوع البيولوجي والبيئة والصحة، بالإضافة إلى الاقتصاد الأخصر وتسيير النفايات.
وقد اغتنمت مديرة المركز، السيدة زهاد بوسلامة فرصة زيارة الوفد النيجيري إلى هذا الصرح العلمي والبحثي لتدعو إلى ترقية التعاون الجزائري - النايجيري في مجال البحث العلمي من خلال إبرام اتفاقيات تعاون ما بين الطرفين.
وخلال زيارة الوفد لعنابة، ذكرت ممثلة المعهد الوطني للدراسات السياسية والاستراتيجية لنيجيريا البروفسور فومي بارامالم بأن المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية والسياسية لبلدها يولي أهمية لدراسة التجارب الجزائرية في مجال إعداد الإستراتيجيات وتحديد البرامج الموجهة للتنمية والتكفل بترقية نوعية حياة الساكنة خاصة بالمناطق الفقيرة والمعزولة.
وفي المجال الاقتصادي زار الوفد النايجيري مركب مخصبات الجزائر «فرتيال» (وحدة عنابة) التي تنتج سنويا 1,1 مليون طن من الأمونياك ومختلف الأسمدة وتتبع عرضا حول نشاطات هذا المركب الذي يلبي احتياجات السوق الوطنية في هذا المجال ويصدر منتجاته إلى عدد من دول البحر الأبيض المتوسط.
وخلال العرض، أبدى أعضاء الوفد النايجيري اهتماما بطبيعة نشاطات وحدة مركب «فرتيال» الذي يعمل -بحسب ما ورد في الشروحات التي قدمت بالمناسبة- وفق المعايير الدولية الخاصة باحترام البيئة، كما استفسروا حول مصدر المواد الأولية وحصة الصادرات من منتجات المركب، بالإضافة إلى آفاق فتح خطوط لتصدير منتجات «فرتيال» نحو السوق الأفريقية.
اطلاع على تجربة تنمية مناطق الظل بسوق أهراس
من جهة أخرى، اطلع وفد المعهد الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية لنيجيريا خلال الزيارة التي قام بها السبت إلى ولاية سوق أهراس على تجربة الجزائر في تنمية مناطق الظل والتكفل بانشغالات القاطنين بها.
ووقف الوفد النايجري المكون من 17 عضوا مصحوبا بسلطات الولاية على المجهودات الكبيرة التي بذلتها السلطات العمومية للتكفل بمنطقة الظل مشتة «أولاد علي» التابعة لبلدية أولاد إدريس (13 كلم شمال سوق أهراس)، وهي المنطقة التي استفادت من إنجاز عدة مشاريع في مجال الأشغال العمومية وقاعة علاج ومدرسة ابتدائية.
كما استغل بعض الناشطين في المجتمع المدني الفرصة لتعريف زوار الجزائر بجانب من عادات وتقاليد المنطقة، وذلك بتنظيم معرض متنوع، وذلك بالمدرسة الابتدائية الطاهر طهراوي بذات المشتة تضمن عدة أجنحة أشرفت عليها جمعيات ولائية ممثلة في الجمعية الولائية «صوت المجتمع المدني» والجمعية الولائية للمرأة الريفية وجمعية تربية النحل.
وكان الوفد النيجيري قد استهل زيارته لولاية سوق أهراس بالتنقل إلى المدينة الأثرية «مادور» بمداوروش (40 كلم جنوب سوق أهراس)، حيث قدم مرشد سياحي بعين المكان لمحة تاريخية عن الموقع الذي يعتبر عاصمة لأول جامعة في أفريقيا تحت حكم صيفاكس (220 - 230 قبل الميلاد) ومنه خرجت إلى النور أول رواية متاكلمة في التاريخ الإنساني وهي «الحمار الذهبي « للفيلسوف لوكيوس أبوليوس.
أما ثالث محطة لزيارة ممثلي المعهد الوطني للدراسات السياسية والإستراتيجية لنيجيريا، فكانت شجرة القديس أوغستين (354 -430 ميلادي) بوسط مدينة سوق أهراس وهي عبارة عن شجرة زيتون ضخمة تشير المصادر التاريخية إلى أن الفيلسوف والقديس كان يتعبد ويدرس تحتها.
بعد ذلك، توجه هذا الوفد المتكون من 17 إطارا ساميا مختصا في المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية إلى ولاية عنابة في زيارة مماثلة.