طباعة هذه الصفحة

بعد تعيينه ممثلا لغوتيريش ورئيسا لبعثة “المينورسو”

هل سيحرّك “ألكسندر إيفانكو” المياه الرّاكدة في الصحراء الغربية؟

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيوغوتيريس، تعيين الروسي ألكسندر إيفانكو، ممثلا خاصا له في الصحراء الغربية، ورئيسا لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الإقليم (مينورسو)، محل الكندي كولين ستيوارت، وفق ما ذكره الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
بينما لا يزال منصب المبعوث الأممي الخاص شاغرا منذ استقالة الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر في ماي 2019، تسارع المنظمة الأممية إلى تهيئة مناخ مناسب بما يوحي الدّفع باتجاه استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب في ظل تعقد الصراع مؤخرا.
وتختلف مهام الممثل الأممي الخاص عن المبعوث الخاص، إذ يركز الأول بشكل أكبر على إدارة عمل البعثة الأممية، بينما ينصب عمل الثاني على المفاوضات بين طرفي النزاع والبحث عن حل له.
ويبدو جليّا أن اختيار إيفانكو لم يكن صدفة، فالرّجل على دراية كبيرة بملف النزاع الصحراوي، إذ سبق له و أن شغل منصب رئيس أركان بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية منذ عام 2009; وله أكثر من 30 عامًا من الخبرة في الشؤون الدولية وحفظ السلام والصحافة، لهذا يعوّل عليه كثيرا لتحريك الجهود السلمية، وعدم التحوّل الى موظّف يعمل على إطالة أمد النزاع وتجميد القضية العادلة.
وكان إيفانكو يشغل منصب رئيس فريق في المينورسو، كما شغل سابقا منصب مدير الإعلام لبعثة الأمم المتحدة في كوسوفو (2006-2009) والمتحدث باسم الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك (1994-1998).
وبدأ إيفانكو حياته المهنية في الصحافة، وعمل مراسلا لصحيفة روسية في أفغانستان والولايات المتحدة، كما شغل منصب كبير مستشاري الممثل المعني بحرية وسائل الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ما بين 1998 -2005.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حض المغرب وجبهة البوليساريو على قبول المرشح الجديد الذي سيقترحه عليهما لمنصب المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية، بعد أن تمّ رفض 13 مرشّحا.
وكان المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك،  قال في مؤتمر صحافي بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، إن “ألكسندر إيفانكو، سيخلف الكندي كولين ستيوارت (الذي استلم المنصب منذ أواخر 2017)، والذي يشعر الأمين العام بالامتنان له على خدمته المتفانية وقيادته الفعالة لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء”.

المبعوث الأممي رقم 14

ويأتي تعيين إيفانكو في ظل حالة ترقب لمعرفة هوية المرشح رقم 14 لمنصب مبعوث أمين عام الأمم المتحدة الشخصي إلى الصحراء، وذلك بالتزامن مع تحركات للإدارة الأمريكية الجديدة من أجل دفع المغرب إلى الموافقة على تعيين مبعوث أممي جديد، إلا أنه إلى حد الساعة لم يتم تعيين خليفة للمبعوث الشخصي السابق الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر.
وكان لافتاً خلال الأشهر الماضية تحرك غوتيريش لتسريع اختيار مبعوث خاص جديد إلى الصحراء، بعد سنتين من شغور المنصب في وقت ظلت فيه مهمة إقناع أطراف النزاع بمرشحين لهم القدرة على إدارة العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، صعبة طيلة الأشهر الماضية.
وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بعد مباحثات جمعته مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في جويلية الماضي، المغرب وجبهة البوليساريو إلى قبول المرشح الجديد الذي سيقترحه عليهما، وذلك من أجل “مواجهة كل الإحباطات الموجودة بسبب أزمة ما زال لا يوجد مخرج لها”، على حد تعبيره.
وكشف غوتيريش أنّ الأمم المتحدة تبذل “جهوداً كبيرة” من أجل تعيين مبعوث جديد إلى الصحراء، وأنه اقترح 13 اسماً، لكنها “لم تحصل على موافقة من الأطراف”، معتبراً أن استمرار النزاع يؤثر على “عامل الاستقرار في المنطقة التي تواجه خطر الإرهاب”.
وبينما أكد أمين عام الأمم المتحدة أنه “من الضروري للغاية إيجاد حل سياسي، ولهذا من الضروري استئناف الحوار السياسي وأن يقبل الطرفان مبعوثاً”، تُطرح أكثر من علامة استفهام حول مواصفات المرشح الذي سيحظى بموافقة المغرب؟.
ومنذ استقالة المبعوث الأممي السابق كوهلر، في ماي 2019، لدواعٍ صحية، لم يغير مجلس الأمن من قراءته للوضع والمخرج السياسي لملف الصحراء الغربية، وهو ما بدا جلياً من خلال سعيه لإعادة الدينامية والزخم إلى العملية السياسية، عبر إحياء آلية “الطاولات المستديرة”.