طباعة هذه الصفحة

تصعيد غير مسبوق في “المثلث الحدودي”

إستراتيجية جديدة لمواجهة الإرهابيين في الساحل

 اعتبرت دولة تشاد أن قرار سحب 600 من أصل 1200 عسكري من قواتها المتمركزة في المثلث الحدودي، أو ما يعرف بمنطقة “الحدود الثلاثة” بين النيجر وبوركينا فاسو، ومالي، “يرمي إلى إعادة التأقلم مع تنظيم المجموعات الإرهابية” فيما يرى بعض الخبراء، أنه يأتي في أعقاب تهديدات التنظيمات الدموية، وأيضا أثر الهجمات الإرهابية الاخيرة التي شهدتها منطقة بحيرة تشاد.

 قال الجنرال عظيم برماندوا - المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي في تشاد -، إن قرار سحب 600 عسكري تشادي من بين الـ1200 تمّ نشرهم في فيراير الماضي ضمن قوة مجموعة دول الساحل الخمس لمكافحة الجماعات الارهابية في منطقة المثلث الحدودي (بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو)، “اتخذ بالاتفاق مع حلفاء تشاد بمنطقة الساحل”، دون الإفصاح عن تفاصيل، مشيرا إلى أن الجنود الذين سيسحبون “سيتم نشرهم في مكان آخر”.
لا تراجع عن الحرب على الإرهاب
ونفت السلطات التشادية، أن يكون هذا الانسحاب يمثل “تراجعا” عن انخراطها في الحرب على الإرهاب، وقالت إن سحب هؤلاء العسكريين هو مجرد “إعادة انتشار” يأتي ضمن “استراتيجية جديدة للتكيف بشكل أفضل مع تنظيم الإرهابيين”، حسبما أكده وزير الاتصال عبد الرحمن كومالاه، المتحدث باسم الحكومة التشادية.
ويأتي هذا القرار أيضا، في أقل من شهرين عن تسلم الجنرال عمر بيكيمو الذي تسلم قيادة أركان القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الخمس.
تصعيد في المثلث الحدودي
يأتي القرار التشادي، فيما شهدت النيجر- أحد الدول الخمس لمجموعة الساحل الخمس، هجومين دامييين في أقل من أسبوع في “تيلابيري” الواقعة في منطقة “الحدود الثلاثة”. وخلف الهجوم الأول الذي وقع يوم الأربعاء الماضي، مصرع 37 مدنيا بقرية “داري -داي”، بينما أسفر الثاني عن مقتل 19 وجرح اثنان آخران في مسجد بقرية “تيم” في منطقة “أنزورو”.
وكانت القرية المذكورة - التي تبعد 40 كلم شرقي بلدة “بانيبانغو”-، قد شهدت هجمات سابقة. ففي 15 مارس الماضي شن ارهابيون هجمات عدة على سيارات عائدة من السوق الأسبوعية في “بانيبنغو”، وبالمثل قتلوا سكانا واحرقوا سيارات ومخازن الحبوب، في حصيلة بلغت 66 قتيلا.
ومنذ بداية شهر جوان تستهدف الهجمات بشكل أساسي المدنيين العاملين في الحقول. وفي 9 أوت، قام إرهابيون بمهاجمة “سكان يعملون في حقل” في قرية “فالانزاندان” في منطقة “بانيبانغو” نفسها، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة اثنين، حسب وزارة الداخلية النيجيرية.
وقتل 14 مدنيا في 25 جويلية في قرية “ويي”، وبعد ثلاثة أيام من قتل 19 شخصا في قرية “داي كوكو” الواقعة أيضا في “بانيبانغو”، حسب السلطات.
وبدورها، شهدت مالي هجوما إرهابيا الخميس الماضي، خلف مصرع 11 عسكريا، وإصابة 10 آخرين من خلال كمين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتل أكثر من 50 شخصا، عندما أغار إرهابيون على ثلاث قرى وسط مالي.