يطالب، العديد من سكان قرية بوقزين ببلدية معالة، 55 كلم غرب عاصمة ولاية البويرة، بإلتفاتة جادة من السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي، لرفع الغبن والمعاناة اليومية عنهم، جراء غياب وانعدام عدد من المشاريع التنموية، التي من شأنها أن تنتشلهم من حالة العزلة والتهميش.
يشير مواطنو القرية لـ»الشعب»، أن قريتهم تعاني من عدة نقائص وانشغالات تنموية، نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم، دفعتهم شهر مارس الفارط للخروج إلى الشارع وتنظيم حركة احتجاجية أمام مقر البلدية، رفقة سكان عدد من القرى المجاورة أولاد عراب، أولاد بن سلام، بني حليمة وغيرها، للمطالبة بإخراجهم من دائرة النسيان و الإقصاء واللامبالاة.
وتأتي في مقدمة هذه الإنشغالات يقول السكان، انعدام المياه الصالحة للشرب في حنفيات منازلهم، حيث يعاني السكان مع هذه المادة الحيوية والضرورية في حياتهم اليومية، حتمت عليهم هذه الظروف البحث عن ينابيع المياه في الأماكن البعيدة، باستعمال الدواب بينما يستعمل آخرون سياراتهم ومركباتهم، للحصول على لترات من المياه، لا تكفي لسدّ رمق فلذات أكبادهم.
ويضطر البعض الآخر إلى كراء صهاريج المياه بأثمان باهظة، مضيفين أنهم يعيشون أزمة العطش حادة حتى في عزّ الشتاء، وتزداد أكثر حدة مع حلول فصل الصيف بسبب شحّ مياه الينابيع والآبار، هذه الأخيرة التي تعتبر المصدر الأساسي للتزود بالماء الشروب.
إلى جانب ذلك، يعاني هؤلاء السكان من انعدام شبكة الغاز الطبيعي، الذي حوّل حياتهم إلى كابوس حقيقي يؤرقهم، مشيرين أنهم ملوا من كثرة الشكاوي والرسائل المتكرّرة للجهات المعنية، لأجل التكفّل مثل أقرانهم في القرى المجاورة لهم.
وبسبب المعاناة المتواصلة يعتمد السكان على قارورات غاز البوتان في التدفئة والطهي، وتزداد المعاناة القاسية أكثر مع حلول الشتاء، أين يتهيأ السكان لجلبها من مدينة الأخضرية، التي تبعد عنهم بـ 15كلم، أو اللجوء إلى الاحتطاب من الغابة المجاورة لقريتهم.
ويشكو السكان أيضا من غياب التكفّل الطبي والصحي بعيادة القرية، حيث يأتي الطبيب مرة في الأسبوع للقيام بالفحوصات الطبية، وهذا ما اعتبره قاطنو القرية قليل جدا مطالبين بتوفير الطبيب طيلة أيام الأسبوع، حيث يضطر المرضى إلى التنقل إلى مستشفى الأخضرية وإلى العيادات الخاصة والأطباء الخواص لأجل العلاج والقيام بالفحوصات الطبية، مما يكلّفهم ذلك مصاريف إضافية أنهكت جيوبهم الفارغة.
إضافة إلى ذلك، يقول السكان أنهم بحاجة ماسة إلى توسيع الكهرباء الريفية، فهناك العديد من المستفيدين من السكن الريفي، ينتظرون بفارغ الصبر ربط مساكنهم بالكهرباء، ولازالت رهينة هذه الأخيرة إلى يومنا هذا، آملين في أن تستجيب السلطات المعنية لهم قبل الدخول الاجتماعي القادم، كما طالب السكان بضرورة تهيئة الطرقات داخل القرية بسبب اهترائها وعدم صلاحيتها وتآكلها عن آخرها، حيث تتحوّل في الشتاء إلى برك مائية وفي فصل الصيف إلى غبار متطاير في السماء، دون نسيان الأضرار الجسيمة التي تلحق بمركباتهم السياحية.
ويبقى أيضا فتح المسالك الغابية أهم مشكل، يواجهه فلاحو المنطقة للوصول إلى بساتينهم وحقولهم الزراعية، وفي هذا الصدد قال السكان أنه بسبب عدم وجود مسالك غابية، لم يتمكنوا من إخماد الحرائق المهولة الأخيرة التي اشتعلت في المنطقة، وكبّدتهم خسائر فادحة في الأشجار المثمرة، حيث احترقت المئات من أشجار الزيتون، التين، اللوز وغيرها، وأتلفت محاصيلهم الزراعية التي تعد مصدر رزقهم الوحيد، لذلك يجدّد هؤلاء مطلبهم بتعبيد طرقات وفتح مسالك فلاحية لجنب هكذا خسائر مادية فادحة في الثروة الغابية وممتلكاتهم.
وتجدر الإشارة أن القرية حضيت بزيارة ميدانية لوالي الولاية خلال شهر ماي الفارط، أين استمع وقتها إلى عدد من المواطنين وممثلي المجتمع المدني، الذين طرحوا عليه عدة انشغالات تنموية لأجل التكفل بها.
وعلى ضوء ذلك، يبقى أملهم كبير معلق على السلطات المعنية للإستجابة لمطالبهم وانشغالاتهم التنموية المتعدّ دة، في أقرب الآجال الممكنة.