طباعة هذه الصفحة

في غياب واجهة بحرية وشواطئ

السدود والأحواض بحثا عن الاستجمام بعين الدفلى

عين الدفلى: و.ي. اعرايبي

لا تزال السياحة الجبلية ومواقع السدود المنتشرة بولاية عين الدفلى أهم ملاذ يقصده الشباب والعائلات بحثا عن التنزّه والاستجمام في غياب الجبهة البحرية بالولاية وبعد المسافة التي تفصل بين المنطقة والولايات الساحلية الأقرب كتيبازة، العاصمة والشلف.

الوصول إلى هذه المواقع المائية المنتشرة عبر إقليم الولاية لم يعد مكلفا لهؤلاء المتردّدين على هذه السدود التي لم تعد مكسبا للفلاحة ومصدرا من مصادر التزود بالماء الشروب لفائدة سكان الولاية التي عرفت تراجعا على مستوى الوفرة خاصة بالمناطقة التي تقل فيها المياه الجوفية بالنظر إلى الوضعية الجيوفزيائية التي تميز هذه مناطقة من الولاية.
هذه المسطحات المائية المنتشرة بكل من بومدفع والروينة وزدين وواد الشرفة وعريب وجليدة وواد الجمعة، تستقطب الكثير من الباحثين عن الانتعاش وسط ارتفاع محسوس في درجات الحرارة، وبالرغم من تفاوت كمية المياه المخزنة بها كما هو الشأن بالعبادية وبوقلي وتلغسيا بالجمعة أولاد الشيخ وسدي بوزيان ببلدية بلعاص، تلقى رواجا كبيرا وسط السكان.
هذه المواقع المائية وبحكم تواجدها بين تضاريس ومرتفعات جبلية وأودية وغابات كانت تعرف بقلة الحركة بها، لكنها صارت في السنوات الأخيرة من الأماكن المفضلة التي تحجّ إليها العائلات والشباب بأعداد كبيرة للتمتع بنسائم الهواء المنعش والهدوء الذي توفره هذه المواقع الطبيعية التي عادت لها الحياة بعد شروع وزارة السياحة في تنفيذ مخطط وبرنامج السياحة الطبيعية المرتبطة بالمواقع المائية والجبلية.
بالإضافة إلى الأماكن الدينية ذات البعد الاجتماعي في تركيبة المناطقة المحيطة بها كالزوايا والأضرحة بكل من جليدة والجمعة، أولاد الشيخ ومليانة والعامرة والعبادية وغيرها من الأماكن التي يقصدها مئات الزوار ضمن الفضاء السياحي التي عملت المديرية المعنية على تجسيدها والذي أقرته الوزارة المشرفة على القطاع لاستغلال كل الفضاءات والهياكل لتعويض السياحة الشاطئية بالمنطقة.
وبحسب الزوار والعائلات التي التقتها «الشعب» بسد «غريب» بواد الشرفة وسد «سدي أحمد بن طيبة» بعريب و»أولاد ملوك» بالروينة و»زدين» و»المستقبل» ببومدفع فإن المجيئ لهذه السدود ذات المناظر الخلابة والطبيعة الهادئة البعيدة عن الضوضاء والضجيج صار اختيار تحبذه العائلات والشباب، حيث تتحين الفرصة في كل مرة من أجل القدوم إلى هذه الحواجز المائية، حيث أضاف علي محمد وابنه سفيان وخديجة المولعة بفن الرسم  للمواقع المائية كالسدود التي قالت «آتي إلى هنا لأراقب تموجات مياها الهادئة، خاصة مع هبوب الرياح الخفيفة» مؤكدة لـ»الشعب» أنها متمسكة بهذه المواقع وتدعو سكان الولاية لكشف خبايا سياحة السدود التي ظلت في السنوات المنصرمة مهمشة ولا تحظى بأي إهمام - تقول خديجة - من مدينة خميس مليانة المعروفة بحركتها التجارية وضجيجها الذي يظل بالنسبة إليها مزعجا لا يوفر لها الذي تتطلع إليه في يومياتها.
تصريحات هؤلاء التي سجلناها بسد «سدي أمحمد بن طيبة» لا تختلف عما أكده لنا الشاب أسامة رفقة زميله فريد الذي اعتاد للمجيء إلى سد غريب المشترك بين ولايتي المدية وعين الدفلى على مستوى واد الشرفة البلدية الصغيرة والقديمة في تاريخها وفضائها الذي يعود إلى القرن العشرين، فوجود ها بين هذه الجبال والطريق الذي يمتد على طول السد الذي يربط بين أراضي المدية على مستوى منطقة وامري وواد الشرفة بعين الدفلى التي تغطيها غابات تمتد إلى أزيد من 90 سنة.
سحر المكان الذي تفضله العائلات الوافدة إلى هذا المكان، خاصة الشباب الهاوي للصيد، حيث يتوزعون على ضفاف السدّ للتمتّع بصيد السمك الذي تمّ استزراعه منذ سنوات ضمن برنامج الوزارة ومديرية القطاع بالولاية التي أدخلت هذه العميلة ضمن فضاءات المجال السياحي الذي عرف نشاطا وانتشارا بين محبي صيد السمك، وهو ما أعطى للعائلات لزيارة هذه الهياكل المائية التي تحوّلت من مورد للماء والسقي إلى قطب سياحي لأبناء الولاية.
بالرغم من جمالها وروعتها واستقطابها للكثير من الزوار، تبقى السباحة ممنوعة في المسطحات المائية بالنظر إلى خطورتها، خاصة وأن عددا من الضحايا قد لقوا حتفهم بعيدا عن أنظار مرافقيهم، فالكثير منهم يقصدونها دون علم عائلاتهم وأهاليهم.
«لكن يبقى الاستقطاب السياحي لهذه المسطحات المائية بحاجة إلى تنظيم وحراسة» يقول عمي قويدر من سكان واد الشرفة الذي أكد لنا أن هذه المنطقة باستطاعتها أن تدر أموالا تستفيد منها خزينة البلدية العاجزة حسب قوله، فهل يلقى هذا النداء استجابة من طرف الجهات المعنية لتمكين العائلات والسكان من تنشيط هذه الفضاءات وتوفير أجواء الراحة مع كل فصل صيف وباقي الأيام حسب ما أكده لـ «الشعب» رئيس البلدية في وقت سابق.