هزت معركة داخلية شرسة بين الديمقراطيين الجدول الزمني لتبني الكونجغرس الأمريكي خطتي الاستثمار العملاقتين اللتين وضعهما جو بايدن في البنى التحتية والإنفاق الاجتماعي وتصل قيمتهما إلى ما يقارب خمسة تريليونات دولار.
عاد أعضاء مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية إلى واشنطن أمس للقيام بعدة عمليات تصويت إجرائية.
وبحسب «الفرنسية»، عمليات التصويت هذه حاسمة للسماح للديمقراطيين بالمضي قدما نحو التمرير النهائي لخطتي بايدن من قبل الكونغرس وهو أمر غير متوقع قبل الخريف.
وكان القادة الديمقراطيون يأملون إنهاء عمليات التصويت المهمة من دون أي معوقات في مجلس النواب. لكن توترا بين الجناحين اليساري والوسطي داخل الحزب الديمقراطي برز في الأيام الأخيرة.
وفي صلب هذا الأمر، خلاف حول الأولوية التي يجب إعطاؤها لمشروع أو لآخر من المشاريع الاستثمارية على جدول التصويت.
وقد وافق مجلس الشيوخ على خطة بايدن للاستثمار في البنى التحتية بقيمة 1200 مليار دولار في 10 أوت الجاري. ودعم العديد من الجمهوريين هذه الخطة في خطوة نادرة.
ويطالب نحو عشرة ديمقراطيين معتدلين في مجلس النواب بالموافقة الفورية على هذا المشروع الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الأمريكيين.
ووعدت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الجناح اليساري بأنها سترفع أولا للتصويت الشقّ الاجتماعي الآخر لخطة بايدن: خطة استثمارات ضخمة بقيمة 3500 مليار دولار في التعليم والصحة وسوق العمل والمناخ.
ترى بيلوسي أن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان تمرير الخطتين في مجلس النواب، حيث لا تتمتع إلا بأغلبية ضيقة، لأن 100 من التقدميين يطالبون بالتصويت أولا على الإنفاق الاجتماعي.
ويخشى هؤلاء أنه، إذا تمّ التصويت أولا على البنى التحتية، سيقرر الوسطيون لاحقا عدم دعم خطة الإنفاق الاجتماعي البالغة 3500 مليار دولار، معتبرين أنها ضخمة للغاية.
وتمسك كل معسكر بموقفه أمس، لكن النقاشات كانت مكثفة لحلحلة الوضع.
ويتوقّع أن يلقي بايدن الذي يواجه وضعا صعبا بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، بثقله في النقاشات في الكواليس.