طباعة هذه الصفحة

«غابة الساحل» بزموري البحري

ملاذ الباحثين وسط الطبيعة وسكونها

أشجار عمرها مئات السنين تتعرض للاتلاف

تقع، «غابة الساحل» بولاية بومرداس وبالتحديد في بلدية زموري الساحرة، على بعد 15 كلم من مقر الولاية، سميت بغابة الساحل لأنها تطلّ على الساحل على بعد أمتار فقط.
تنفرد، هذه الغابة بغطاء نباتي فريد من نوعه، بمساحة طولها حوالي 800 هكتار تساهم في الحفاظ على التوازن الايكولوجي بالولاية، تشترك فيها 3 بلديات مجاورة منها بلدية «زموري» التي تستحوذ على أغلبية المساحة، فيما تنقسم المساحة بين كل من بلديتي «لقاطة» و»رأس جنات»، هذا الموقع الجميل والديكور الجذاب الذي يمزج بين الطبيعة الخلابة المتكوّنة من أشجار الصنوبر ونباتات مختلفة الأشكال والألوان، وكذا شواطئ رملية ساحرة تمتد على أكثر من 4 كلم أهلها لتصبح قطبا سياحيا بامتياز على مدار السنة، لاسيما في العطل الموسمية والأسبوعية.
حيث يأتيها الزوار من كل حدب وصوب من أجل الاستمتاع بهوائها النقي وظلال أشجارها الجميلة بعيدا عن ضوضاء المدينة وضجيجها، وهي قبلة لعشاق الطبيعة العذراء وملاذ مفضل للعديد من العائلات الباحثة عن الاستجمام والتنزه بين أحضان الطبيعة الساحرة وأشجارها الخلابة، خاصة وأنها تتميز بإطلالة رائعة على ضفاف شواطئ زموري البحري.
بالإضافة إلى ذلك تعتبر المكان المفضل للجمعيات المهتمة بالتخييم في الهواء الطلق وسط الطبيعة الجميلة، فقبل إقرار تدابير الحجر المنزلي كانت القبلة الأولى لأفواج الكشافة الإسلامية القادمين من الولايات المجاورة كالجزائر العاصمة وتيزي وزو وحتى من جنوب البلاد، حيث تنظم رحلات استجمام لأطفال الجنوب، وهي فرصة للمصطافين من أجل قضاء أوقات ممتعة مع العائلة في جو هادئ ومريح على الشاطئ وداخل الغابة، وهي الأجواء التي ستعود بعد إعلان تخفيف تدابير الحجر المنزلي في حالة استقرار عدد الاصابات.
هي أيضا مكان مميز لممارسة الرياضة في الهواء الطلق ونسماته المنعشة، ومما يزيد من روعة المكان وجود «مركب الأمير عبد القادر» لميدان سباق الخيل المعروف بزموري، والذي رغم المؤهلات السياحية التي يتوفّر عليها، إلا أنه حصر نشاطه في سباق الخيل فقط وأصبح مؤخرا في وضعية يرثى لها لقلة الاهتمام بهذا المكسب السياحي الهام بالمنطقة.
فقد هذا الفضاء الجميل جزء من جماله ورونقه بسبب الإهمال الذي طال هذه الغابة من قطع الأشجار التي تمتد لمئات السنين وإتلاف العديد من النباتات القديمة الموجودة بها، تتعرض شواطئها كذلك للإهمال بسبب نهب الرمال من طرف بعض الأشخاص، وما زاد الطين بله افتقارها للإمكانيات والمرافق الضرورية لجذب الزوار، لكنها وبالرغم من كل ما ذكر أصبحت مؤخرا المتنفس الوحيد بالمنطقة ومقصد يومي للعائلات والأطفال لقضاء أوقات ممتعة لساعات متأخرة من الليل.