طباعة هذه الصفحة

أكّدوا أن القصور العربي فسح المجال لتغلغله

خبراء يدعون لمنع الكيان الصهيوني من دخول الاتحاد الإفريقي

دعا خبراء أمنيون وسياسيون من عدة دول عربية إلى “تحرّك عربي جماعي منسق وفاعل وسريع”، لإفشال قرار منح الكيان الصهيوني صفة مراقب لدى الاتحاد الافريقي، محذرين من خطر اختراق الكيان الغاصب للقارة.
جاء ذلك خلال ندوة، نظمها معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي تحت عنوان “التداعيات والآثار الجيو  سياسية والأبعاد الإستراتيجية لانضمام إسرائيل للاتحاد الإفريقي بصفة “عضو مراقب”، وهذا بمشاركة خبراء ومختصين من مصر والسودان والجزائر والأردن وفلسطين.
وشدّد المشاركون في الندوة على ضرورة عدم الاكتفاء بالإعلان عن رفض قرار رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي “موسى فقي”، منح الكيان الصهيوني صفة مراقب، بل العمل من أجل إلغائه خاصة وأنه اتخذ دون استشارة الدول الأعضاء في الاتحاد.
كما دعا المشاركون، جميع الدول والمؤسسات العربية والإفريقية الصديقة، لدعم التحرّك الذي تقوده الجزائر وجنوب إفريقيا للحيلولة دون مصادقة الاتحاد الافريقي على هذه العضوية.
واعتبر الخبراء، أن استعادة الكيان الإسرائيلي لصفة مراقب في الاتحاد الافريقي يشكل اختراقا خطيرا لأفريقيا، ولمصالح الشعوب الافريقية ذاتها.

تأثير على القضية الفلسطينية

 وفي الإطار، لفت عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عمر حمايل، أن خطر منح الكيان الصهيوني صفة مراقب يكمن في محاولة التأثير على الكتلة التصويتية الإفريقية الداعمة لفلسطين في المنابر الدولية، منبها لمخاطر اختراق برلمان عموم افريقيا وغيره من الهيئات والمنابر.
ودعا البرلماني الفلسطيني إلى تغيير أدوات التفاعل والتعامل مع الدول الافريقية من خلال المزاوجة بين المبادئ الراسخة والكفاح المشترك ولغة المصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية، وهو ما يحتاج ـ حسبه ـ إلى رسم خارطة طريق لآلية التعامل مع افريقيا مستقبلا وانتهاج دبلوماسية جديدة.
وقدّم ضيف شرف الندوة، المستشار نعيم الجمل من فلسطين، مقارنة بين العلاقات التي ربطت بين دول الاتحاد الافريقي وفلسطين قديما وحديثا، مؤكدا على وجود قصور فلسطيني وعربي في التعامل مع افريقيا، الأمر الذي فسح المجال للتوغل الإسرائيلي في القارة السمراء.

تحذير من التداعيات الأمنية للقرار

من جهته، لم يخف أستاذ العلوم السياسية، ادريس عطية، خوفه على مستقبل الاتحاد الافريقي، متوقّعا أن يشهد هذا التكتل انقساما في سياق الجدل الواسع بين الدول المؤيدة والمعارضة لقرار موسى فقي.
ومن جانبه قال الاستاذ شادي محسن من مصر، أن سياسة الكيان الصهيوني في افريقيا تقوم على التسويق لمسألة مكافحة الإرهاب ومواجهة ما تسميه النفوذ الإيراني في افريقيا، والترويج للكيان المحتل بكونه  قادر على مكافحة الإرهاب ومساعدة الدول الافريقية في مكافحته.
وأضاف أن الكيان المحتل يقوم بتصدير السلاح الى دول افريقية وإقامة مراكز استخبارات وتجسس بها، وذلك كمدخل للاستثمار ونهب موارد القارة.