طباعة هذه الصفحة

الأندية بعيدة عن المنافسة والخضر على أبواب مواعيد

مصــير مجهول لكرة اليد الجزائرية

نبيلة بوقرين

يتواصل الغموض حول مصير كرة اليد الجزائرية نظرا لعدم عودة الأندية إلى التحضيرات الخاصة بالموسم الرياضي القادم، والتي من المفروض انطلاقها شهر أوت مثلما جرت عليه العادة في السنوات السابقة، إلا أن أغلبها لم تحدد البرنامج الذي ستعمل وفقه للسنة الثانية على التوالي، ما يطرح عديد التساؤلات حول مستقبل الكرة الصغيرة في الجزائر التي تتجه للاندثار، بعدما كانت في الماضي القريب ثاني رياضة أكثر شعبية بعد كرة القدم.
موعد العودة للتحضيرات بالنسبة لأغلب الأندية يبقى مجهولا لحد الآن، وذلك راجع للمشاكل المالية وفي نفس الوقت لغلق القاعات الرياضية نظرا للارتفاع المحسوس في عدد الإصابات بفيروس كورونا، ما يجعل الأمور تسير نحو الأسوأ بسبب التوقف الطويل الذي كان في مارس 2020، باستثناء الأندية التي لعبت دورة اللقب مؤخرا والتي تندرج ضمن الموسم 2019/ 2020، ليعود بعدها الغموض حول تاريخ انطلاق المنافسة مجددا.

هجرة لاعبي البطولة هروبا من المصير المجهول

الوضع الراهن فتح الباب على مصرعيه أمام أفضل اللاعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية من أجل الهجرة نحو الخارج بهدف إنقاذ مستقبلهم الرياضي، والعودة للنشاط مجددا خاصة الأسماء التي تحمل الألوان الوطنية، ما يعني أنهم اختاروا القرار الصائب حتى يستعيدوا لياقتهم ومستواهم قبل الدخول في غمار التحضيرات المتعلقة بالبطولة الأفريقية التي ستجري بالمغرب في جانفي 2022، والتي ستليها مواعيد لا تقل أهمية في مقدمتها الألعاب المتوسطية بوهران الصيف القادم.
كرة اليد الجزائرية شهدت حركة غير مسبوقة سواء في صفوف اللاعبين أو المدربين هروبا من واقع أصبح أكثر من مرير بغياب المنافسة للموسم الثاني على التوالي، وضعية ساهمت في رحيل أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني مسعود بركوس إلى نادي ايستر الفرنسي قادما من المجمع البترولي، بسبب المشاكل التي طالت وعصفت بالنادي، خطوة جعلت أسماء أخرى تحذو حذوه في صورة محمد أمين حنتيت الذي انضم إلى فريق الخليج السعودي، إضافة إلى رحيل كل من زهير نعيم ورضوان ساكر عن صفوف نادي أمل سكيكدة نحو الشارقة الإماراتي والترجي السعودي على التوالي، هذا الأخير سيلعب له محمد قريبة قادما من نادي برج بوعريريج، فيما انتقل نبيل شهبور إلى النصر الكويتي قادما من نادي أولمبيك عنابة.

حركة تنقلات طالت اللاعبين المحترفين والمدربين

تغيير الأجواء مسّ حتى اللاعبين الذين ينشطون في الخارج رغبة منهم في تطوير مستواهم، والأمر يتعلق بكل من مصطفى حاج صدوق الذي انتقل إلى نادي بفادي فينترتور السويسري قادما من الوكرة القطري، كما أن الحارس خليفة غضبان انضم الي دينامو بوخاريست الروماني قادما من أديمار ليون الأسباني، بالإضافة إلى انتقال هشام داود إلى نادي ليموج الفرنسي قادما من نادي ايستر الفرنسي.
القائمة أيضا عرفت انتقال إلياس باهنة من نادي إيفردون السويسري إلى نادي فيتوريا البرتغالي، وهو نفس مصير لاعب الدائرة هشام كعباش الذي حط الرحال بنادي فيلوربان الفرنسي قادما من نادي بشكتاش التركي، فيما حمل وليد بادي ألوان نادي بونتولت كومبولت الفرنسي، ونور الدين هلال تعاقد مع نادي مضر السعودي قادما من الشمال القطري، ويوسف بوزولي انتقل إلى العدالة السعودي، ومختار كوري غير الأجواء من النادي الإفريقي التونسي إلى المحيط السعودي.
من جهتهم، المدربين وبالنظر للبطالة التي يعيشونها بالرغم من سجلهم التدريبي الثري، وخبرتهم الطويلة في ميادين الكرة الصغيرة، إلا أنهم سئموا من التوقف الطويل للمنافسة ما جعلهم يفرون نحو البطولات الخليجية، على غرار كل من إبراهيم بودرالي الذي تعاقد مع الخور القطري، ولحقه شعيب كافي إلى نادي قطر القطري، فيما التحق المدرب المخضرم صالح بوشكريو إلى نادي النصر الكويتي، وحل كمال عقاب بفريق شباب الأهلي الإماراتي قادما من النجم الساحلي التونسي، وحط سعيد حجازي الرحال بنادي برقان الكويتي، كما أن هشام بودرالي بعدما قدم مشوارا مقبولا رفقة نادي أولمبيك عنابة بجانب مدرب الحراس هشام فليغة، ظفرا سويا بعقد احترافي رفقة نادي النور السعودي، وهو الأمر الذي ينبأ بقرب الكارثة في البطولة الجزائرية، بعد رحيل أهل الاختصاص في ظل شح الإطارات المؤهلة لخلافتهم، ما يتطلب دق ناقوس الخطر، لأن الصغيرة الجزائرية ستعاني من فراغ كبير مستقبلا.
بالمقابل فإن الميركاتو الثري الذي عرفته كرة اليد الجزائرية في الداخل والخارج، من شأنه أن يخدم المنتخب الوطني لأن اللاعبين إذا كانوا في أفضل لياقتهم بدنية، أكيد سيقدمون مستوى عال جدا في المنافسات القارية، لتفادي ما حصل في بطولة العالم الماضية التي عانى خلالها زملاء برياح من الإرهاق بسبب نقص التحضير البدني كونهم تنقلوا إلى مصر منقوصين من المنافسة الرسمية، إضافة إلى توقف البطولة الذي زاد من تأزم الوضع بالرغم من ذلك إلا أنهم قدموا ما عليهم فوق البساط وشرفوا الألوان الوطنية، من خلال احتلالهم المركز 22 عالميا، وفي نفس الوقت لفتوا انتباه كبار الأندية التي تهافتت على خدماتهم خلال سوق التحويلات الصيفية.
أنقذوا الصغيرة الجزائرية..
هذا، ويجب أن تكون هناك حلول مستعجلة لإعادة بعث النشاط مجددا لتفادي ضياع اللاعبين الشباب، الذين سئموا من هذه الوضعية إلى درجة أن أغلبهم قرر التوقف عن ممارسة الرياضة، بغية إيجاد مصادر للرزق، لأننا نسير وفق نظام منافسة هاوي وقانون لا يضمن دخل الرياضيين إلا بوجود منافسة رسمية.
من جهة أخرى، عندما تغيب المنافسة الرسمية لمدة طويلة، فإن اللاعبين سيكونون أمام حتمية الانطلاق من النقطة الصفر، ما يعني أننا لن نجد الخلف لتدعيم صفوف الفريق الوطني مستقبلا، بعد اعتزال الجيل الحالي.