«أوبريقادو كويرتيبا... وافتحوا أبواب بورتو أليغري نحن قادمون”، هو شعار كل المناصرين الجزائريين المتنقلين إلى مدينة كوريتيبا لمشاهدة المباراة الثالثة والأخيرة برسم الدور الأول من مونديال البرازيل، أين شكر “الأفناك” سكان مدينة كوريتيبا على حفاوة الاستقبال وعلى مساندتهم الكبيرة للخضر طوال التسعين دقيقة.
تيقّن الجزائريون بأن عشق البرازيليين لمنتخبنا بدأ يكبر من لقاء لآخر، وعند نهاية المباراة مباشرة رسم أنصار المنتخب الوطني، ليلة أمس الأول، صورا جد رائعة بالمدينة بعد إطلاق الحكم التركي لصافرة النهاية، واجتاح آلاف المناصرين الجزائريين المحتفلين بتأهل الخضر شوارع المدينة للاحتفال بالإنجاز التاريخي للخضر الذي طال انتظاره منذ أول مشاركة في نهائيات كأس العالم - جوان 1982 وإلى غاية 2010، التي خرج منها المنتخب الجزائري من الدور الأول في مشاركاته الثلاث السابقة.
بمجرد إطلاق الحكم التركي صافرة نهاية مقابلة الأفناك ضد الدببة الروسية، بدت دموع الفرح على وجوه غالبية الأنصار وسجد الجميع شكرا لله عز وجل، واختلطت أهازيج الأنصار بدموع الفرح، وأيقن وقتها كل الجمهور البرازيلي العشق الجنوني للجزائريين للساحرة المستديرة، وأدرك كل الحضور قيمة التأهل الذي حققه زملاء رجل المباراة لمرتين متتاليتين “إسلام سليماني”، وخرج الجزائريون من الملعب أفواجا أفواجا للاحتفال بالتأهل التاريخي لأشبال البوسني هاليلوزيتش الذي انتظره الجزائريون منذ أول مشاركة للخضر في المونديال.
مناصر من بريكة رتل القرآن منذ بداية اللقاء
لفت انتباه الحضور مناصر جزائري من مدينة بريكة، لم يشاهد أية دقيقة من المباراة التي جمعت بين المنتخب الوطني الجزائري والمنتخب الروسي، هو الذي لا يقوى ولا يتحمل مشاهدة مباريات كرة القدم بسبب عدم تقبله لهزيمة الجزائر، أين يغمى عليه في حال تسجيل الهدف من الجانب الجزائري أو العكس، اكتفى بتلاوة القرآن منذ بداية اللقاء والإكثار من الأدعية، والكل توجه إليه عند نهاية اللقاء من أجل مواساته والتقاط صور تذكارية معه.
من جهة أخرى، أكد مناصر جزائري في تصريح بعد نهاية اللقاء، أن كأس العالم هذه هي كأس تحطيم كل الأرقام بالنسبة للتشكيلة الوطنية، وقال: “نحن أول منتخب إفريقي يسجل رباعية في كأس العالم، وأول منتخب إفريقي يفوز على روسيا، ولأول مرة يتأهل فريقان إفريقيان للدور الثاني، وقال إن الجزائر ستحقق مفاجأة بالتأهل إلى الدور ربع النهائي بعد الفوز على ألمانيا بركلات الترجيح، وملاقاة فرنسا التي لم تقدم الشيء الكثير أمام الإكوادور والمرور لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية للنصف النهائي.
حسين شاب جزائري يقطن بساو باولو تنقل لمناصرة الخضر رفقة زوجته
ونحن نبحث عن مكان المقعد المشار إليه في تذكرة الملعب، التقينا بحسين، شاب جزائري رفقة زوجته، عائشة المغربية الأصل، يقطن بساو باولو، قطع مسافة 750 كلم من أجل مناصرة الخضر، وكان في قمة السعادة بعدما التقينا به خارج الملعب عند نهاية المباراة، أين أكد لنا بأنه منذ تأهل الجزائر إلى المونديال وهو ينتظر من أجل أن يعيش هذه اللحظات التاريخية، وأنه سيعود مرفوع الرأس إلى ساو باولو أين سيلاقي أصدقاءه وكله فخر بما أنجزته كتيبة “الكوتش” وحيد، كما كشف لنا أنه تنقل من فرنسا إلى البرازيل منذ سنة ونصف، وهو يعيش حياة عادية رفقة زوجته.
بعض الأنصار قرروا العودة إلى الجزائر
مباشرة بعد العودة إلى فندق توليب إين بكوريتيبا، المحاذي للمطار الداخلي للمدينة، باشر عدد كبير من الأنصار في تحضير أمتعتهم وغادروا الفندق 4 ساعات بعد نهاية المباراة بين الجزائر وروسيا، حيث فضل البعض العودة إلى الجزائر من أجل قضاء شهر رمضان رفقة العائلة وجميعهم من الأنصار المتزوجين، فيها نفدت العطلة للبعض الآخر، ومنهم من صادفتهم أمور عائلية وكانوا مجبرين على مغادرة البرازيل باتجاه الجزائر، رغم تكفل موبيليس ببقية الأيام التي سيقضيها الأنصار في البرازيل.
إعلان موبيليس التكفل بكل الأنصار أسعد الجميع
بعد انتشار الخبر الذي أعلنه الرئيس المدير العام لمتعامل الهاتف التاريخي موبيليس، عن التكفل بقرابة ثلاثة آلاف مناصر المتنقلين إلى البرازيل لتشجيع المنتخب الوطني إلى غاية إقصاء الخضر، بسرعة البرق في صفوف الأنصار، انطلقت الأهازيج والهتافات في مدينة كوريتيبا معبّرين عن فرحتهم بالبقاء “
تخوفات من عدم التحصل على تذكرة دخول لقاء ألمانيا
تخوفات كبيرة في أوساط المناصرين الجزائريين من تضييع مباراة المنتخب الوطني ضد المنتخب الألماني، بعد التصريح الذي أدلى به، صبيحة أمس، الرجل الأول في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم “محمد روراوة”، الذي أكد أنه في حال تأهل الخضر إلى الدور الثاني، أكدت له الفيفا أنه سيتحصل على 1000 تذكرة فقط، لكن موبيليس التي عودتنا على تطبيق ما تقوله، تكون قد دبّرت أمر اشتراء التذاكر من أحد الاتحاديات المقصاة من المونديال.