يواصل مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي، هجماتهم على مواقع قوات الاحتلال المغربي المتواجدة على طول الجدار الرملي (جدار الذل والعار)، ما خلف هلعا ورعبا وسط جنود الاحتلال الذي يبدو بأنه بدأ يغرق في رمال حرب سوف لن يخرج منها إلا منهزما.
كما شنّ مقاتلو الجيش الصحراوي هجمات جديدة استهدفت قواعد إسناد لقوات الاحتلال المغربي، الموجودة بقطاع أوسرد، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من القاعدة المستهدفة و ركزت مفارز أخرى قصفها على تمركزات قوات الاحتلال بمنطقتي أكويرة ولد أبلال وأبيرات تنوشاد بقطاع المحبس.
التزام الأمم المتحدة بحل القضية
الانتصارات التي يحقّقها الجيش الصحراوي تتزامن وتلقى رئيس الجمهورية والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، رسالة جوابية من الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، شكره فيها على ما تضمنته رسالته الموجهة إليه من عبارات الدعم الطيبة بمناسبة إعادة تعيينه أميناً عاماً للأمم المتحدة.
كما ذكر الأمين العام بالتزامه القوي بالعمل للنهوض بالقيم الدائمة لميثاق الأمم المتحدة مع تأكيده في ذات السياق على التزام الأمم المتحدة بإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية.
وكان رئيس الجمهورية قد بعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تم تعمميها كوثيقة رسمية لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 3 أوت 2021 حيث هنأه فيها على انتخابه لولاية ثانية على رأس الأمم المتحدة التي تمثل، بحسب رئيس الجمهورية، المنظمة الدولية بامتياز التي أنشئت لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب وتنمية العلاقات السلمية والودية بين الأمم على أساس احترام مبدأ المساواة في الحقوق وتقرير المصير لجميع الشعوب.
كما استرعى رئيس الجمهورية انتباه الأمين العام وانتباه أعضاء مجلس الأمن إلى الوضع الذي يُنذر بالخطر بشكل متزايد في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية لا سيما في أعقاب العدوان الذي شنته دولة الاحتلال المغربية على المناطق المحررة من الصحراء الغربية في 13 نوفمبر 2020.
وندّد رئيس الجمهورية الصحراوية بالخصوص بالحرب الإرهابية والانتقامية التي تشنها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمدونين الذين يتعرضون يومياً لفظائع يندى لها الجبين وممارسات همجية ولا إنسانية.
قلق بشأن الانتهاكات
وطالب عدة خبراء تابعين للأمم المتحدة في بيان مشترك من قوة الإحتلال -الحكومة المغربية- تحديد السند القانوني بشأن استمرار تواجد عناصر الشرطة والأمن والسيارات أمام منزل الناشطة الصحراوية سلطانة خيا منذ نوفمبر 2020، ومنعها وعائلتها من مغادرة المنزل، وكذا تعرضها للتهديدات والمداهمات التي تتعرض لها وبقية النشطاء الصحراويين في الأراضي المحتلة.
كما دعوا أيضا المغرب لتقديم معلومات بشأن التحقيق الذي تم فتحه في 29 سبتمبر 2020 حول تأسيس منظمة “إساكوم” والأسباب وراء فتح هذا التحقيق من قبل المحكمة المغربية في مدينة العيون المحتلة.
وفي ظل تزايد الشكوى بشأن الإعتداء على النشطاء الحقوقيين الصحراويين، طالب خبراء الأمم المتحدة من المغرب الكشف عن الضمان بشأن تمكين المدافعين عن حقوق الإنسان من العمل في بيئة مواتية تسمح لهم بالقيام بأنشطتهم المشروعة دون خوف من المضايقة والوصم وسلامتهم الجسدية؛ أو التجريم من أي نوع.
اعتداء على سلطانة خيا
في السياق، تعرضت المناضلة الصحراوية، سلطانة سيدي براهيم خيا، الموجودة تحت الاقامة الجبرية بمدينة بوجدور لإعتداء جسدي من قبل عناصر جهاز الأمن التابع لقوة الاحتلال المغربي التي تحاصر منزل عائلتها، منذ نوفمبر الماضي، بحسب ما أفادت اللجنة الإعلامية في مدينة بوجدور المحتلة.
وبحسب اللجنة الإعلامية، تعرضت أيضا والدتها المُسنة، للتعنيف الجسدي واللفظي بعبارات عنصرية وحاطة من الكرامة الإنسانية.
وكانت المناضلة الصحراوية، سلطانة خيا، أدلت في وقت سابق بشهادة مروعة عما لاقته من سوء معاملة من طرف الشرطة المغربية، مؤكدة انها تعرضت للضرب والاغتصاب، لأنها طالبت بحق تقرير مصير الصحراء الغربية.