انطلقت، صبيحة أمس الأول، من قصر المعارض بالجزائر العاصمة، قافلة تضامنية نظمتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، محملة بأزيد من 400 طن من المساعدات الغذائية والطبية، لفائدة المتضررين من حرائق الغابات في مختلف الولايات.
تندرج هذه العملية التي نظمت تحت شعار «من الفلاح وإلى الفلاح»، في إطار سلسلة القوافل التي شرع في إرسالها يوم الأربعاء، انطلاقا من مقر الغرفة الوطنية للفلاحة بقصر المعارض، باتجاه الولايات المتضررة من حرائق الغابات وعلى رأسها ولاية تيزي وزو.
وتقدر حمولة المساعدات التي وجهت، الأسبوع المنصرم، إلى المتضررين من الحرائق بأكثر من 550 طن من المساعدات.
وفي تصريح للصحافة على هامش إطلاق هذه القافلة، أوضح رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة محمد يزيد حنبلي، أنه تم جمع هذه المساعدات من الفلاحين والمتعاملين الاقتصاديين، وذلك بالتنسيق مع الهلال الأحمر، ووزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وكذا المجمع العمومي لنقل السلع «لوجيترانس».
وأكد نفس المسؤول، أن هذه القافلة ستكون متبوعة بقوافل أخرى تتضمن المساعدات الطبية اللازمة لمواجهة هذه الأزمة ومختلف المواد واسعة الاستهلاك (مياه معدنية ومواد غذائية)، إضافة إلى الأفرشة والأغطية، كما تتضمن أغذية الأنعام قدمتها الدواوين المختصة قصد مساعدة المربين.
وأشار حنبلي أيضا، إلى أنه سيتم بعد إخماد الحرائق تقديم تعويضات عينية للفلاحين تسمح لهم باستئناف نشاطاتهم، لاسيما ما تعلق بالأشجار المثمرة والحيوانات.
من جانبه، أكد المفتش العام بوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، عيسى طهراوي، على أهمية هذه العمليات، مثمنا الهبة التضامنية التي تنظمها الجمعيات والشركات والمواطنون، وأضاف أن السلطات ستستمر في توفير المساعدة للمواطنين المتضررين.
قافلة ثانية لفائدة ضحايا حرائق بجاية
انطلقت، أمس الأول، من قصر المعارض بالصنوبر البحري، قافلة تضامنية ثانية محملة بالمواد الغذائية والصحية لفائدة العائلات المتضررة من حرائق الغابات بولاية بجاية.
انطلقت حوالي 20 شاحنة نصف مقطورة، تحت إشراف وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، تحمل مواد غذائية واستهلاكية وتجهيزات صحية ومياه ومنتوجات فلاحية، وتضم القافلة خلايا جوارية تابعة للوزارة من أجل التكفل النفسي والاجتماعي بالمتضررين.
وقال المكلف بالاتصال بالوزارة، رشيد طواهري، إن هذه القافلة التضامنية التي ساهمت فيها عدة قطاعات وزارية أخرى كالفلاحة والتجارة والداخلية، وجهت إلى بجاية باعتبارها «من الولايات الأكثر تضررا من حرائق الغابات، إلى جانب تيزي وزو»، مضيفا أن هذه القوافل «ستستمر إلى غاية انفراج الأزمة».
قافلة أخرى إلى تيزي وزو والولايات المجاورة
بادر قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، أمس الأول، بإطلاق قافلة تضامنية مع المتضررين من الحرائق بولاية تيزي وزو والولايات المجاورة، بمشاركة مواطنين وفنانين ومؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي.
وتحمل القافلة مساعدات إنسانية موجهة للمواطنين المتضررين من الحرائق بتيزي وزو والولايات الأخرى المجاورة لها، معبأة بمواد غذائية ومياه معدنية وأغطية وأفرشة وألبسة للأطفال وأدوية خاصة بمعالجة الحروق، وأخرى مخصصة لأصحاب الأمراض المزمنة وغيرها، بحسب ما لاحظته «واج» بمقر فوج الإصلاح بحي باب الوادي.
وفي هذا الصدد، أكد الناطق الرسمي لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، عيلول أمين عبد الإله، أن «هذه الهبة التضامنية، التي شارك فيها فنانون ومؤثرون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب مواطنين من بلدية باب الوادي، تهدف إلى توحيد الجهود بين الأفراد والجماعات في سبيل التضامن وإغاثة المتضررين من الحرائق التي تشهدها ولاية تيزي وزو والعديد من الولايات عبر الوطن».
وبحسب نفس المسؤول، تحمل هذه القافلة التضامنية التي تضم حوالي 20 شاحنة، تنطلق اليوم، إلى الولايات المتضررة، اسم «قوافل الواجب-2 «، بعد الطبعة الأولى التي نظمها قدماء الكشافة في 2020 بسبب فيروس كورونا، مؤكدا أن جمعية قدماء الكشافة ترى أنه من «واجبها تقديم يد المساعدة والإغاثة والتضامن مع الجزائريين، باعتبار أن العمل التضامني علامة من علامات الوحدة الوطنية والتكافل الاجتماعي، وهي - كما قال - مؤشر جد هام للسلم الإجتماعي والأهلي في ظل الأوضاع المتوترة إقليميا».
وأضاف، أن هذه المبادرة من شأنها القضاء على «النزعة الجهوية وخطابات التفرقة التي تسوق لها جهات معينة وزراعة الأمل بين أفراد الوطن الواحد».
من جهة أخرى، أكد الناطق الرسمي لقدماء الكشافة أنه على إثر سلسلة الحرائق التي شهدتها عديد ولايات الوطن وخاصة ولاية تيزي وزو والخسائر المعتبرة التي لحقت بها والتي شارك في إخمادها أفراد الجيش الوطني الشعبي والمواطنون من جميع الولايات المتاخمة لها، تم تشكيل «خلية أزمة» على المستوى الوطني وخلايا جهوية على مستوى ولاية تيزي وزو «بصفة استعجالية»، كما تم تجنيد الأفواج الكشفية على المستوى الوطني للإلتحاق بالهبة التضامنية.
وفي هذا الصدد، تم فتح مركز فوج «الهلال تيزي وزو» كمركز لتجميع التبرعات والإعانات وتوزيعها على المناطق المتضررة. وساهمت محافظة قدماء الكشافة لولاية تيزي وزو في إطفاء ألسنة اللهب وإجلاء المواطنين المصابين والمتضررين من الحرائق-يضيف نفس المصدر.
وأشار بيان لهذا التنظيم الكشفي، أنه منذ الساعات الأولى لاشتعال سلسلة الحرائق، انطلقت مبادرات من طرف الأفواج الكشفية على غرار أفواج ولايات بومرداس وتيزي وزو والجزائر العاصمة وهذا من خلال،» قافلة مستعجلة» من تنظيم فوج «السلام ذراع بن خدة» انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، إلى قرى بلدية الأربعاء ناث ايراثن، لتضاف لها عدة قوافل يوم الأربعاء إلى بلدية عين الحمام محملة بالمواد الغذائية والأفرشة والأدوية والمياه المعدنية وعصائر.
وتم تنظيم قوافل أخرى نظمها «فوج البدر» بلدية بغلية إلى قرية عزوزة بلدية الأربعاء ناث إيراثن مكونة من 3 شاحنات معبأة بالمواد الغذائية والطبية ومياه معدنية وحفاظات.
وتم إرسال قوافل أخرى في اليومين الماضيين منها ما نظمها فوج شباب «محمد بوراس» بلدية الرغاية ولاية الجزائر إلى قرية ايلولة بعزازقة مرفقة من طرف قيادة فوج «أرزقي شرقاوي» تتمثل في شاحنة محملة بأدوية وأفرشة ومياه معدنية ومواد غذائية وحفاظات وحليب الأطفال، وقافلة أخرى نظمها فوج «الإحسان دلس» بالتنسيق مع فرع كافل اليتيم دلس إلى قرى ومداشر بلدية أقبيل دائرة عين الحمام (حوالي 14 قرية) ممثلة في 17 شاحنة وسيارة نفعية محملة بـالمواد الغذائية والطبية والأفرشة ومواد أخرى مع تجنيد عشرات المتطوعين.
في حين توجهت القافلة الأخرى في نفس اليوم ونظمها فوج البدر بلدية بغلية إلى قرى ومداشر بلدية بوزقن بتقديم 2500 وجبة كاملة ساخنة.
وفي ذات البيان، سجل قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية و»بأسف» استشهاد المدنيين والعسكريين على اثر هذه الحرائق، «متضرعين لله عز وجل أن يرحمهم ويسكنهم الفردوس الأعلى مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان» و»داعين للمصابين بالشفاء».