اجتاحت حرائق غابات مهولة عدة ولايات من الوطن في زمن واحد، متسببة في هلاك مواطنين من ولايتي تيزي وزو وسطيف، وإصابات متفاوتة وسط أعوان الحماية المدنية بعد عمليات التدخل السريعة لإنقاذ السكان من مخاطر ألسنة النيران القوية التي التهمت عدة مباني في القرى الجبلية وعشرات الهكتارات والمساحات من الثروة الغابية.
عاش سكان المناطق المتضررة من حرائق الغابات، خاصة القاطنين بأعالي جبال تيزي وزو، حالة كبيرة من الذعر والخوف بعد أن حاصرتهم النيران في منازلهم، واضطروا إلى الهروب وترك ممتلكاتهم، مقدمين عدة نداءات استغاثة لمصالح الحماية المدنية من أجل التدخل الاستعجالي لإنقاذهم من الموت وإبعاد الجميع عن خطر هذه الحرائق المهولة التي مست عدة ولايات الوطن، من بينها جيجل وسطيف والبويرة وبجاية وبومرداس وقالمة وعنابة والطارق وبرج بوعريريج.
وأسفرت حرائق الغابات، بحسب آخر حصيلة أعلنت عنها المديرية العامة للحماية المدنية، عن مقتل 6 أشخاص من ولاية تيزي وزو وشخص واحد من سطيف، أغلبهم شباب لقوا مصرعهم وهم يحاولون إخماد النيران القوية التي اقتربت من منازلهم وإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم، زيادة عن تسجيل عدة إصابات بين المواطنين ورجال الإطفاء جراء الاختناق بدخان الحرائق.
41 حريقا عبر 18 ولاية
في هذا السياق، أكد رئيس مكتب الإعلام والتوعية بالمديرية العامة للحماية المدنية النقيب نسيم برناوي، في تصريح لـ«الشعب”، أن عدد الحرائق ارتفع تدريجيا من 37 حريقا سجل صباح أمس على مستوى 18 ولاية، إلى 41 حريقا بسبب عوامل مناخية صعبت من عملية إخماد النيران في ظل موجة الحر الشديدة التي تعيشها مختلف ولايات الوطن هذه الأيام، مشيرا إلى أن ولاية تيزي وزو تشهد أكبر عدد من الحرائق إلى غاية مساء أمس بـ19 حريقا من بين المناطق عين حمام، واضية، واسيف، بني دوالة والأربعاء نات إيراثن وعزازقة.
وذكر النقيب برناوي، الولايات الأخرى المتضررة من الحرائق والمتمثلة في 4 حرائق في كل من بجاية وجيجل وحريقين في خنشلة وحرائق مسجلة في الطارف وعنابة وبومرداس وقالمة وبرج بوعريريج والمدية وتيارت وسطيف، قائلا امكانات كبيرة تم تسخيرها خاصة في تيزي وزو للسيطرة على الوضع المقلق من خلال تجنيد 12 رتلا متنقلا بتعداد يقدر بـ900 عون وتوفير عدد كبير من شاحنات إخماد النيران ومروحيتين من المجموعة الجوية للحماية المدنية تحت قيادة المدير العام.
وأضاف، أن أعوان الحماية المدنية تمكنت من إخماد 14 حريقا في ولاية تيزي وزو بعد تسجيل 66 بؤرة حريق في عدة مناطق من الولاية وإنقاذ مستشفى واقع بمنطقة عين الحمام من الاحتراق، مبرزا حجم المجهودات التي يبذلها رجال الإطفاء في التدخل الاستعجالي لإخماد النيران في المناطق الأكثر تضررا، موضحا أن الأولوية في الاستجابة لنداءات الاستغاثة لإخماد الحرائق التي تهدد سكنات المواطنين قبل الغابات البعيدة عن السكان التي يتم التعامل معها بصفة تدريجية.
وقال المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، إن مواقد الحرائق في عدة مناطق بداية من تيزي وزو إلى ولايات أخرى، تمت في توقيت زمني قريب جدا، ما يبعث على الشك ويرجح فرضية افتعالها، كاشفا أن التحقيقات جارية لمعرفة أسباب هذه الحرائق وتقييم خسائر الغطاء النباتي، بالإضافة إلى استمرار بذل المجهودات وتوفير مزيد من الإمكانات عبر تلقي الدعم من الولايات المجاورة من أجل التحكم في نسبة كبيرة من الحرائق.
ونفى النقيب برناوي تسجيل وفيات في صفوف أعوان الحماية المدنية، مؤكدا أن البعض منهم أصيبوا بحالة اختناق فقط بسبب الدخان الكثيف للحرائق خلال عمليات التدخل لإطفاء النيران، في حين أن الوفيات مست 7 مواطنين، من بينهم 6 من تيزي وزو وشخص واحد من سطيف، مشيرا إلى صعوبة إخماد الحرائق في هذا الظرف المناخي الحار.