استعرض المؤرخ محمد عباس التحضيرات قبل اجتماع 22 بالمدنية، والذي ترأسه الشهيد مصطفى بن بولعيد بهدف إرساء قواعد الكفاح المسلح من أجل الاستقلال الوطني في الوقت الذي كان الحزب الوطني يتخبط في أزمة داخلية كادت تبعده عن هدفه الرئيسي المتمثل في تحرير الوطن.
وأضاف في تدخله أمس خلال ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد والكشافة الإسلامية الجزائرية في الذكرى 60 للاجتماع ان مجموعة 22 اختارت مناضلين سابقين في المنظمة الخاصة، الفرع المسلح لحركة انتصار الحريات الديمقراطية و كلفت لجنة بتوفير أحسن الظروف الممكنة على المستوى المادي والإنساني والتنظيمي لمباشرة الكفاح المسلح ضد فرنسا الاستعمارية، مشيرا إلى أن الفقيد محمد بوضياف كان مسؤولا عن المنظمة الخاصة بشرق الجزائر .
وأوضح محمد عباس أن اللجنة كانت تضم خمسة أعضاء (مصطفى بن بولعيد ومحمد بوضياف ورابح بيطاط وحجزالعربي بن مهيدي وديدوش مراد)، قبل توسيعه ليشمل كريم بلقاسم الذي كان مسؤولا عن حركة انتصار الحريات الديمقراطية بمنطقة القبائل، وقال أيضا أن لجنة الست هي التي خططت لاندلاع حرب التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر 1954، مضيفا أن الياس دريش هو العضو 22 في الاجتماع، كونه صوت في الانتخاب عوض عبد القادر خليفي الذي تغيب عن حضور الاجتماع لظروف وهذا بشهادة محمد بوضياف، قال المؤرخ.
من جهته أفاد مصطفى زرقاوي مسؤول تخزين الأسلحة بالعاصمة، انه بعد اكتشاف المنظمة العسكرية السرية، وإلقاء القبض على بعض مناضليها في مارس 1950 قرر القادة التحضير لاجتماع 22 بعد استدعاء أعضاءها الذين فروا إلى منطقة الأوراس، كونهم يملكون التجربة والسرية في الميدان العسكري والتي تعد من الشروط للانضمام للمنظمة، مضيفا أن الشئ الذي كان مهما بالنسبة للمناضلين هو الأسلحة قائلا أن الفضل يعود للمرحوم محمد بوضياف ومراد ديدوش في المحافظة على الأسلحة باسترجاعها من المناضلين كي لا يأخذها العدو بعد إلقاء القبض عليهم، وكذا الاستعداد للثورة رغم قلة الأسلحة.
وأكد زرقاوي في هذا الصدد، أن اندلاع الثورة كان بفضل الجزائريين وبأسلحتهم وبعد سنوات جاء الدعم من طرف الدول الشقيقة.