ذكرت صحيفة «الكونفيدينثيال» الإسبانية، أن تورط المغرب في فضيحة برامج التجسس «بيغاسوس»، بالإضافة إلى انتهاكه المتزايد لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، دفعت الإدارة الأمريكية إلى إعادة التفكير في بيع أسلحة للمغرب، مشيرة إلى أن واشنطن بمختلف توجهاتها، تشعر بقلق متزايد من تصرفات النظام المغربي.
كشفت الصحيفة في مقال مطول، بأن العلاقات الأمريكية المغربية تشهد توترا بسبب سلسلة الفضائح اللامتناهية المغربية، بالإضافة إلى انتهاكها المتزايد لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، الذي دفع إدارة بايدن إلى إعادة التفكير في بيع أربعة من أحدث جيل الطائرات بدون طيار وقنابل من نوع (JDAM) تم حظرها في اللجان الرئيسية للكونغرس ومجلس الشيوخ.
وعلقت الصحيفة على تداعيات قرار ترامب الإعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، والذي «ولّد نوعا من الشعور بالإفلات من العقاب تجاه المغرب، وهو ما أدى إلى زيادة انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية التي يحتلها المغرب، الذي لم يتوقف عن التعذيب والاغتصاب والضرب والاختفاء القسري، واشتد الآن منذ أن انتهك الجيش المغربي في نوفمبر 2020 وقف إطلاق النار الموقع منذ عام 1991».
النظام المغربي بأسلوبه المتخلف دولة نكرة
وأبرزت الصحيفة، أن الوضع في الصحراء الغربية «يتسم بالقمع»، حيث تمنع قوات الإحتلال المغربي، حرية الصحافة أو التنقل بحرية، كما أشارت إلى ذلك سوزان شولت، رئيسة مؤسسة منتدى الدفاع وهي منظمة مقرها واشنطن تركز على حماية حقوق الإنسان.
وجاء في المقال، «لقد تحول النظام المغربي بأسلوبه المتخلف إلى دولة نكرة، بحيث تتسع دائرة المعارضة له في مجلس الشيوخ الامريكي، سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين الذين عبر عدد منهم عن رفضهم بيع واشنطن الأسلحة، خاصة بعد اندلاع الحرب من جديد بينه وجبهة البوليساريو منذ نوفمبر، الشيء الذي يثير الشكوك حول الاستخدام الفعلي من قبل الرباط لهذه الأسلحة في مواجهة البوليساريو وفرض الأمر الواقع في الصحراء الغربية».
وقد أشارت «الكونفيدينثيال» الإسبانية، إلى أن «معارضة بيع الأسلحة الأمريكية للمغرب، دفع هذا الأخير إلى شراء طائرة بدون طيار من طراز «Bayraktar TB2s» بقيمة 70 مليون دولار، حيث من المقرر أن تصل في غضون شهرين.
علاوة على ذلك، نشرت إحدى المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، بيانا يحث رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب مينينديز (ديمقراطي من نيوجيرسي)، ورئيس لجنة القوات المسلحة، جاك ريد (ديمقراطي من رود آيلاند)، على منع بيع هذا السلاح للمغرب، وكان من بين الموقعين على البيان عضو الكونغرس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، غريغوري ميكس (ديمقراطي من إلينوي) ومايكل ماكول (جمهوري من تكساس) وقادة آخرون من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى أضافت الصحيفة، أن أزمة الهجرة الدبلوماسية التي أحدثتها الرباط في سبتة، والتي كان لها تداعيات دولية واسعة، ساهمت، وفق رأي جيسون بوبليتي، المحامي الخبير في قضايا الأمن القومي ورئيس النقابة، في «تدهور صورة المغرب لدى واشنطن. كما زادت بعد الكشف مؤخرا، عن استخدام أجهزة المخابرات المغربية «برمجيات» بيغاسوس للتجسس على الشخصيات الدولية، بما في ذلك الحلفاء ونشطاء حقوق الإنسان الصحراويين، الشيء الذي سيكون له تأثير قوي على ثقة واشنطن في الرباط وعواقب وخيمة، لأن الحليف المفترض للولايات المتحدة لا يجب أن يتصرف على هذا النحو».
واعترض الكونغرس الأمريكي، في يونيو الماضي، على فتح قنصلية الولايات المتحدة في الداخلة المحتلة، وبيع طائرات بدون طيار للمملكة المغربية، وهما الوعدان اللذان سبق وأن قطعهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للرباط.