تعرف مستشفيات ولاية معسكر، على غرار باقي مستشفيات الوطن، أزمة حادة في توفير الأكسجين الطبي، بالرغم من التموين المستمر والمنتظم بهذه المادة الحيوية.
تعمل إدارة المستشفيات الخمسة للولاية، على تبادل مرضاها المصابين بالفيروس المتحور، من خلال نقلهم يوميا إلى المستشفيات التي تتوفر على الأكسجين ولو بنسب قليلة، ويتواصل مسار تحويل المرضى جماعيا بعد نفاد كمية الأكسجين بالمؤسسة الاستشفائية المنقول إليها، بالاستعانة بسيارات إسعاف مصالح الحماية المدنية، في وقت أرجع فيه المختصون أسباب نفاد الأكسجين إلى استهلاكه المتزايد لدى المصابين إصابات متقدمة.
وأكدوا أن التحكم في عدد الإصابات باتباع القواعد الوقائية، إضافة إلى التلقيح لتحقيق مناعة جماعية هو الحل الوحيد للتحكم في الوضع الوبائي، وبالتالي السيطرة على مشكل النفاد المتواصل للأكسجين بالمستشفيات.
ويتم نقل المصابين بالفيروس من مستشفى المحمدية إلى معسكر، على مسافة 45 كلم، من أجل الحصول على جرعات الأكسجين، التي في حال نفادها يتم إعادتهم إلى مستشفى المحمدية في حال تمت تعبئة خزان الأكسجين أو توزيعهم على مستشفيي غريس وتيغنيف لذات الغرض، وهكذا يمضي مرضى الكوفيد-19 يومياتهم مع الوباء رفقة مرافقيهم من أفراد عائلاتهم، الذين يسمح لهم بدخول المؤسسات الاستشفائية بكل حرية من أجل العناية بمرضاهم، في وقت يعتبر هؤلاء ناقلين للفيروس في ظل تحركاتهم وتنقلاتهم غير المتحكم فيها.
وعكس الوضع الوبائي، يتخبط قطاع الصحة محليا في فوضى القرارات العشوائية التي أثرت كثيرا على مستوى الخدمات العلاجية المقدمة للمصابين بأمراض مزمنة ومستعصية، لاسيما بالنسبة لمرضى السرطان، بفعل توجيه الاهتمام إلى تسيير الوضع الوبائي المتخبط هو الآخر بين العجز والفوضى، مقارنة مع الأشهر الأولى لحلول الجائحة أين سجل تحكم في تسيير الوضع الوبائي الناتج عن خطة تخصيص مصلحة مرجعية واحدة لعلاج كوفيد-19 بمستشفى يسعد خالد، الذي تتسع طاقته الاستيعابية لاستقبال 260 / 300 مريض.
ويتوزع العدد التقريبي للمصابين عبر مستشفيات الولاية بين 45 / 50 إصابة، يمكن أن تجمع كلها في مستشفى واحد من أجل التحكم في التموين بالأكسجين، غير أن الأمر يصطدم مع عدم تجهيز كل المصالح الاستشفائية بشبكة الأكسجين الحائطي - الأمر الذي يحتمل تداركه بتوفير قوارير الأكسجين والمكثفات.
ودعت عدة أوساط إلى اعتماد الخطة الأولى لتسيير الوضع الوبائي المعتمدة في بداية تفشي الوباء، من خلال تخصيص مستشفى يسعد خالد بمدينة معسكر التي تتوسط دوائر الولاية، وحشد جهود مواجهة الجائحة على ذات المستشفى، من حيث استقبال المصابين ومعالجتهم، إلى الإمداد بالأكسجين الطبي، والرفع من عدد الأطباء والممرضين المناوبين، للحد من عناء التنقلات اليومية للإصابات الحرجة بين المستشفيات، والتخفيف من الضغط المسجل على مستشفيات الولاية التي تتوجه لاحقا إلى خدماتها الاستشفائية العادية، وتسمح الخطة المؤقتة بتسيير أمثل للأكسجين من حيث تحقيق إمداد منتظم وبكميات كافية لمستشفى واحد بدل 5 مستشفيات.