يعيش سكان قرية المهانين الواقع بأعالي بني شقران من الناحية الشمالية الغربية، على بعد كلومترات من بلدية الكرط التابعة إقليميا لدائرة تيزي، ظروفا أقل من أن نقول عنها بدائية، فهم لا يعرفون شيئا عن العالم الحضاري إلا عن طريق المقعرات الهوائية وأحلامهم لا تتعدى البساطة في شكل توفير أدنى شروط الحياة الكريمة.
يواجه سكان دواوير بلدية الكرط، قساوة الظروف المعيشية والتضاريس الجبلية بالقناعة والامتنان لنعمة الأمن، حيث عانت هذه المنطقة خلال العشرية السوداء من ويلات الإرهاب
وتعاني اليوم من عصف الظروف القاسية بحكم موقعها الجغرافي الواقع بقمم بني الشقران والذي تسبب آليا في عزلتها عن غيرها من الدواوير القريبة منها على غرار دوار عروبة
وأولاد بن داهة والعبابسة، رغم أن جميع سكان هذه القرى يتخبطون في نفس الظروف.
ويضطر هؤلاء السكان يوميا للتنقل للمناطق القريبة منهم في جماعات لاقتناء ما يحتاجون إليه بسبب انعدام النقل الريفي
وعدم توفر المواصلات، حيث يعزف الناقلون من جهتهم العمل على خط دوار المهانين نحو بلدية الكرط بسبب بعد المسافة
وتموقعه في أعلى القمم الجبلية، ولو أن الطريق المؤدي إلى قرية المهانين قدوما من بلدية الكرط قد حظيت بمشروع لصيانتها، عملا على تسهيل خدمات نقل المواطنين.
وإن كان غياب وسائل النقل والمواصلات عاملا لعزلة سكان قرية المهانين، إلا أن غياب شبكة الاتصالات الخلوية لمتعاملي الهاتف النقال، تحوّل إلى مشكل حقيقي في هذه المنطقة التي يفقد سكانها الاتصال بالعالم الحضاري عند حدود القرية في نهاية كل مساء لدى عودتهم إلى منازلهم، ولا تبقى لهم أي اتصالات أخرى سوى عن طريق شاشات التلفزيون.
ويلتمس هؤلاء السكان البسطاء من السلطات العمومية الوقوف على المعاناة التي يعيشونها ملحين على فكّ العزلة عنهم عن طريق تخصيص حصة من البرامج التنموية الكبيرة لقرية المهانين على غرار تلك التي حظيت بها القرى والبلديات المجاورة، من بينها مشاريع الترفيه الشباني والتشغيل،
ومشاريع السكن الريفي والتطهير والاتصالات الهاتفية، إضافة إلى ربط القرية بالغاز الطبيعي الذي يحرص السكان على المطالبة به للتخلص من معاناتهم مع رحلات تعبئة قارورات غاز البوتان على ظهور الدواب.
كما طرح سكان قرية المهانين، مشكل تدني المستوى التعليمي لأبنائهم في الطور المتوسط والابتدائي، بسبب ضعف تحصيلهم العلمي الناتج عن الغيابات المتكررة للمعلمين واعتماد البرامج التربوية على تقنيات تكنولوجية حديثة لا تتوفر عند أغلب العائلات في قرية المهانين، بداية من الأجهزة الالكترونية الذكية إلى غياب شبكة الانترنت لعدم وجود تغطية هاتفية.
في ذات السياق، قال رئيس بلدية الكرط عبد القادر سنوسي يوسف، أن 5 قرى وتجمعات سكنية مبعثرة تابعة إداريا لبلدية الكرط، من بينها قرية المهانين، استفادت من مشاريع تنموية للبنى التحتية، على غرار مشاريع التموين بمياه الشرب، الصحة، الإنارة الريفية وصيانة الطرق، التي تبقى من الاحتياجات الواجب معالجتها في مقدمة الانشغالات التي يطرحها المواطنون عادة.
وأكد حاجة سكان قرية المهانين إلى توفير التغطية بشبكة الهاتف والهاتف النقال التي تعتبر من بين المسائل التي يولي إليها والي معسكر أهمية بالغة، وأشار متحدث «الشعب» أنه تمّ تخصيص مبلغ 1,7 مليار سنتيم لمشاريع التموين بمياه الشرب ومشاريع الإنارة العمومية المقتصدة للكهرباء، إضافة إلى تخصيص 60 إعانة ريفية تم توزيع أكبر عدد منها على سكان مناطق ظل بلدية الكرط من بينها قرية المهانين.