الالتزام بإجراءات الوقاية مع التلقيح سيسمح بتجاوز هـذه الموجة الخطيرة
«دلتا» تتسبب في زيادة احتياج المرضى للأكسجين
أكد عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة وباء كورونا الدكتور إلياس أخاموك، أن الجزائر سجلت أرقاما قياسية غير مسبوقة في عدد الحالات المؤكدة بفيروس كورونا هذه الأيام، مشيرا إلى وجود احتمال بتجاوز ذروة هذه الموجة من الإصابات.
قال عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة الوباء في تصريح خص به «الشعب»، إن قدوم موجة ثالثة قوية من الفيروس كان متوقعا بسبب الاستهتار الكبير في الالتزام بالإجراءات الوقائية رغم تحذيرات الأطباء، مبرزا أن جميع الظروف كانت مهيأة لتسجيل تزايد في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وأضاف، أن التراخي في تطبيق شروط الوقاية سجل لدى أكثر من 90٪ من المواطنين منذ بداية الموجة الثالثة واستمر إلى غاية بلوغ مرحلة خطيرة من تفشي الوباء، مرجعا السبب أيضا في تصاعد منحنى الإصابات بهذا الشكل الرهيب، مقارنة بالموجتين الأولى والثانية، إلى انتشار الفيروس «المتحور دلتا» الأكثر شراسة وعدوى من الفيروسات الأخرى.
في ذات السياق، قال عضو لجنة رصد وباء كورونا: «لو كان هناك التزام واع ومسؤول بقواعد الوقاية من قبل الجميع لما وصلنا إلى الوضع الخطير والمقلق ولكانت الموجة خفيفة يمكن تجاوزها بأقل الأضرار، والأمر يتطلب الاستمرار في تطبيق الإجراءات الوقائية مع الإقبال على التلقيح من أجل كسر سلسلة العدوى وضمان عودة الاستقرار مجددا».
ويرى أن المواطن من المفروض أنه ليس بحاجة إلى القوة والردع من أجل الالتزام بإجراءات الوقاية، لأن الأمر يتعلق بحمايته شخصيا وكل من حوله من التقاط عدوى الفيروس المنتشر حاليا، والذي لم يعد يؤثر على كبار السن فقط والمصابين بأمراض مزمنة وإنما حتى الشباب الذين تفوق أعمارهم 18 سنة أصبحوا عرضة لأعراضه الخطيرة.
السلالة الهندية تطغى على الموجة الثالثة
كشف محدثنا، أن السلالة الهندية «دلتا» التي تنتشر بقوة في الجزائر في هذه الموجة، تتسبب في احتياج المرضى للأكسجين بشكل جنوني في ظرف 3 أو 4 أيام من بداية ظهور الأعراض، في حين أن السنة الماضية لم يكن هناك حاجة ماسة لهذه المادة إلا بعد مرور 5 إلى 10 أيام، مشيرا إلى أن السلالة المنتشرة حاليا لديها خصائص جديدة تختلف عن السلالة الأصلية للفيروس كورونا، من حيث سرعة الانتشار والخطورة.
ودعا الدكتور أخاموك المصابين بفيروس كورونا والذين تظهر عندهم أعراض ضيق في التنفس، إلى التوجه إلى الطبيب من أجل تلقي العلاج اللازم مع بداية ظهور الأعراض قبل تفاقم نقص الأكسجين في الدم، موضحا أن كبير السن الذي تقل نسبة الأكسجين لديه عن 88٪ يكون بحاجة استعجالية إلى الاستشفاء والوضع تحت الأكسجين. في حين أن المرضى الذين تكون نسبة الأكسجين لديهم تقل عن 92٪ فهم يحتاجون إلى أدوية يصفها لهم الطبيب تساعدهم على استرجاع التنفس.
«فحص «بي.سي.آر» كفيل للتمييز بين أعراض كورونا والتسممات الغذائية
فيما يخص تشابه أعراض الإصابة بالتسممات الغذائية مع علامات فيروس كورونا، أجاب الدكتور أخاموك أن الأعراض التي تأتي على شكل حمى وإسهال وفشل، تتعلق بالإصابة بفيروس كورونا إلى غاية إثبات العكس، من خلال إجراء فحص «بي.سي.آر» الذي يعد الفحص المرجعي للكشف عن الإصابة حتى قبل بداية الأعراض.
وأوضح عضو اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة وباء كورونا، أن التسممات الغذائية التي تكثر في فصل الصيف، في أغلب الحالات تكون جماعية يصاب بها أكثر من شخص بسبب تناول أكل فاسد، ولكن إذا كانت الإصابة بالأعراض المذكورة تمس شخصا واحدا فقط في هذه الفترة، فإن الاحتمال الأكبر يكون في الإصابة بفيروس كورونا.
وشدد على ضرورة تلقيح أكبر عدد من المواطنين من أجل التقليل من مخاطر الفيروس وتعزيز سبل الحماية من الموجة الحالية والموجات الأخرى، مؤكدا أن اللقاح لا يشكل خطرا على الشخص الذي لا تظهر لديه أعراض الإصابة بفيروس كورونا حتى وإن كان حاملا للفيروس، عكس الذين تأكدت إصابتهم وظهرت عليهم علامات المرض والمطالبون بالانتظار إلى غاية مرور 3 أشهر من أجل أخذ اللقاح.