يعيش المواطنون في كل ربوع ولاية البويرة حالة من الهلع والخوف، جراء تأثير الموجة الثالثة من الفيروس كوفيد-19 التي أثرت بشكل مباشر على الحياة العامة لساكنة الولاية، وباتت تشكل خطورة كبيرة على الصحة العمومية. تزامن ذلك مع عدم توفر مادة الأكسجين في مستشفيات الولاية، وهي ظاهرة أصبحت وطنية تعيشها جل مستشفيات الوطن، وهو ما دفع إلى ظهور الحملات التضامنية للمحسنين وفعاليات المجتمع المدني وكذا المواطنين، تدعيما لمجهودات السلطات الولائية التي تسابق الزمن لاحتواء الوضع الوبائي الخطير ومنعه من الانتشار بأكثر حدة في أوساط ساكنة الولاية.
مع دق ناقوس الخطر من طرف السلطات العليا بالبلاد، وتحذير المواطنين من خطورة الموجة الثالثة التي يسببها المتحور دلتا، تكون الشعور الجماعي لدى المواطنين في ولاية البويرة، لاسيما لدى أصحاب المال والأعمال، الذين أصبحوا يتقاسمون المسؤولية لحماية أرواح الناس من هذا الوباء، وبدأت المبادرات والحملات التضامنية تتوالى لدعم الجيش الأبيض في مستشفيات الولاية.
محسن يتبرع بـ100 سرير وقارورات الماء والمناديل المبللة
في خطوة تضامنية كبيرة قام أحد المحسنين بولاية البويرة، وهو معروف بأعماله الخيرية لفائدة المغلوب على أمرهم، بتقديم يد المساعدة للمستشفيات الخمسة الموزعة على تراب ولاية البويرة: الأخضرية، عين بسام، سور الغزلان، أمشدالة وبعاصمة الولاية، وذلك بالتبرع بـ100 سرير طبي وأكثر من 14 ألف قارورة ماء و17 ألف منديل مبلل.
جاءت هذه العملية على إثر نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الأطقم الطبية بالولاية لمساعدتها بهذه المواد الهامة، وتمت الاستجابة لها في وقت وجيز، لتتوالى المبادرات التضامنية في مدن أخرى في عين بسام، سور الغزلان، الأخضرية، امشدالة وغيرها... من طرف المحسنين وأصحاب المال لمد يد العون والتبرع بالمواد الضرورية التي تحتاجها مصالح الكوفيد بها، في ظل النقص الحاد لتلك المواد وتزايد حالات الإصابة بهذا الوباء اللعين.
فعاليات المجتمع المدني تتحرك لاقتناء مولدات الأكسجين
ومنذ الوهلة الأولى من إعلان عن نفاد مادة الأكسجين بعدد من مستشفيات الولاية، تحركت آلة المجتمع المدني لإنقاذ أرواح المرضى الموجودين بمصالح كوفيد، وبدأت تنظم وتهيكل نفسها للقيام بأكبر حملة تضامنية، معتمدة في ذلك على مواقع التواصل الإجتماعي، من خلال صفحات الفيسبوك وأنستغرام لإسماع نداءاتها إلى أكبر شريحة من المجتمع البويري، وبدأت أكبر عملية لجمع الأموال لاقتناء مولد الأكسجين لفائدة مستشفى الأخضرية «عمران أوعمران، الذي يضمن التغطية الصحية لدائرتي القادرية والأخضرية، ومن هنا قامت مبادرة خيرية جمعت كل الجمعيات والصفحات الفايسبوكية لجمع مبلغ مليار وأربع مائة مليون، لإقتناء مولد لإنتاج مادة الأكسجين من خارج الوطن لصالح مستشفى الأخضرية، وبدأت العملية التي يساهم فيها رجال أعمال، نساء وشيوخ وحتى الأطفال من داخل البلاد وخارجها، ووصل المبلغ في ظرف يومين ما يقارب مليار و80 مليون سنتيم والعملية لازالت متواصلة.
نفس المبادرة تقوم بها فعاليات المجتمع المدني في من مدينتي عين بسام وسور الغزلان لاقتناء مولدات الأكسجين، كما دخلت على الخط اللجان الدينية للمساجد، أين أطلقت اللجنة الدينية لمسجد حي الثورة بعاصمة الولاية، مبادرة تضامنية لاقتناء مواد التعقيم، الأقنعة ومكثفات الأكسجين وغيرها من المواد الضرورية التي يحتاجها المرضى في هذا الظرف العصيب الذي تمر به الولاية والبلاد على حد سواء.
المواطنون يطالبون بالحجر الطوعي في عدة بلديات
نظرا للتفشي الرهيب للفيروس اللعين المتحور دلتا في الآونة الأخيرة، وتزايد حالات الإصابة بشكل خطير جدا، أطلق مواطنون من عدة بلديات نداءات عبر صفحات الفيسبوك لتطبيق الحجر الطوعي، في خطوة منهم لاحتواء الوباء والتقليل من الإصابة به. هنا بدأت النداءات من بلديات حيزر، تاغزوت والأسنام بشرق الولاية، حيث دخل مواطنوها في حجر طوعي ابتداء من الساعة الواحدة زوالا إلى السادسة صباحا، وسط تطبيق صارم لهذه الإجراءات عن طريق تكثيف حملات التعقيم في الأحياء والشوارع الرئيسية برفقة السلطات العمومية. ودخل على الخط كذلك التجار بعاصمة الولاية، الذين طالبوا بغلق المحال التجارية وتوقيف الحركة التجارية ابتداء من الساعة 13:00 زوالا، ولاقت العملية استجابة واسعة من طرف المعنيين.
ويبقى الوعي الجماعي للمواطنين وحس المواطنة السلاح الوحيد لمجابهة الوضع الوبائي الخطير.