طباعة هذه الصفحة

فيما تسجّل 380 ألف حرفي

الصناعة التقليدية تستقطب السيّاح

بومرداس: كمال زقاي

تعتبر الحرف والصّناعة التّقليدية عامل جذب للسّائح الأجنبي والوطني على حدّ سواء، وموردا اقتصاديّا هامّا للأسر والجماعات المحلية التي تفتقر للصّناعات الكبرى والنشاطات التجارية العملاقة، بسبب ضعف مداخيلها أو لموقعها الجغرافي الذي لا يغري الصّناعيّين بالاستثمار فيها.
يرى مدير غرفة الصّناعة التّقليدية والحرف بولاية بومرداس، سعدي آيت زروقي، «أنّ إدماج نشاط الصّناعة التقليدية في التّرويج للسياحة الجزائرية داخليا وخارجيا، حتمية وليس خيارا، بالنظر إلى ما تمثّله هذه الحرف والتحف اليدوية من قيمة فنية وثقافية وعامل جذب خاصة للسائح الأجنبي، الذي يبحث دائما على تخليد مروره في أي مدينة أو موقع أثري باقتناء مواد وتحف رمزية لكنها معبّرة ومختزلة للموروث الثّقافي المحلي».
ويدعو إلى ضرورة الإسراع في تطبيق قرار وزارة السياحة القاضي بفتح المركبات والفنادق السياحية أمام الحرفيّين، بتخصيص فضاءات عروض دائمة داخل بهو المؤسّسات الفندقية بطريقة تساهم في التّرويج والتعريف بمنتجات الصّناعة التقليدية، ومنح فرص للبيع والتسويق، وأيضا التّعريف بالموروث الثقافي الجزائري والزّخم الكبير الذي تعرفه هذه الصّناعة المتكوّنة من 339 حرفة، يمارسها 380 ألف حرفي على المستوى الوطني، منهم 4740 حرفي ناشط بولاية بومرداس في مختلف الأنشطة الموزّعة بين الفنية، إنتاج المواد والخدمات.
ويحذّر مدير الغرفة أيضا من تراجع نشاط الصّناعة التّقليدية بالجزائر، واندثار الكثير من الحرف المتوارثة أبا عن جد كصناعة السّلال والقفف، المظلاّت الشّمسية من مادة الدوم، القصب والخيزران، صناعة الأحذية، الفخار، وغيرها من المهن المهدّدة بالزّوال في حالة استمرار الرّكود السياحي وتراجع عدد السياح الأجانب، الذين يمثّلون الزّبون الرّئيسي للمنتجات التّقليدية، حيث يفضّل الأجنبي دائما اقتناء التّحف التّذكارية ولو على رمزيتها، في حين يفضّل السّائح الجزائري المواد ذات الاستعمال اليومي.
ومن المقترحات التي قدّمها مدير غرفة الصّناعة التّقليدية لإنعاش قطاع السياحة بالجزائر، «أهمية تشجيع الأعياد والمهرجانات المحلية بالولايات والترويج الإعلامي للسياحة الداخلية»، وهنا قدّم مثالا عن عيد الفضة لبلدية بني يني بتيزي وزو، الذي يستقبل 50 ألف زائر خلال 10 أيام فقط من التّظاهرة، ونفس الشيء بالنسبة لمهرجان زربية آيت هشام، تدعيم المسالك السياحية والفنادق بفضاءات لعرض وبيع التّحف التقليدية، فتح ورشات حيّة في المعارض لجلب السياح، وأخيرا أشار إلى نقطة مهمّة تتعلّق بشرط إضفاء الطّابع التّقليدي، وكل ما يرمز للموروث الثقافي الجزائري من وسم ورموز على الفنادق، وجعلها عنصرا أساسيا في عملية التّصنيف.

الترويج أهم الحلول
قدّمت الباحثة المتخصّصة في الدّراسات السياحية دليلة مسدوي، جملة من المقترحات والحلول الممكنة لإصلاح حال السياحة الجزائرية وإعادة تفعيل نشاطها، والاستغلال الأمثل للموروث السياحي الزّاخر والمتنوّع، وهي تقريبا أهم النّتائج والتّوصيات التي توصّلت إليها الدراسة الجامعية، بداية بحسن النية وإظهار إرادة سياسية راشدة من قبل القائمين على القطاع لتقييم ما هو موجود وتثمينه، وتجاوز السّلبيات والنّقائص وكل ممارسات الماضي العشوائية، من سياسات فاشلة وغياب التّخصّص في المجال، مع الحرص على تفعيل بنود وآليات المخطّط التّوجيهي الممتد حتى سنة 2025.
وتبرز الأستاذة بالمناسبة «أهمية التّرويج للسياحة الجزائرية بصفة عامة والداخلية بالخصوص عن طريق تنظيم تظاهرات ومهرجانات وطنية، التّكثيف من الحصص التّلفزيونية للتعريف بالمناطق والوجهات السياحية عبر مختلف ولايات الوطن، اعتماد سياسة نشر الوعي وغرس الثّقافة السياحية لدى المواطن الجزائري، وإقناعه بأهمية الاستثمار واستغلال النّشاط كمورد اقتصادي مثلما يقوم به المواطن في البلدان المجاورة.
المصدر: مجلة التنمية المحلية (بتصرف)