بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسالة تعزية إلى عائلة المرحومة المجاهدة مريم بلميهوب زرداني، هذا نصها:
آلمنا أن نتلقَّى بتأثّر وحسرة النبأ المُفجع، بوفاة المجاهدة مريم بلميهوب زرداني .. وإننا لَنُقاسمكم الحزنَ والأسى، ونحن نَفقِدُ المجاهدة والمحامية والحقوقية رفيقة الشهيدات جميلات الجزائر .. والمجاهدات الماجدات، التي وهبت شبابها فداءً للوطن، فانطبع اسمُها في سجِّل مناضلات ومجاهدات الثورة التحريرية المباركة، اللائي تَشهد لهن مساراتهن بالشجاعة والتضحية والوطنية .. لقد ظلّت أختُنا المرحومة وفيةً للمبادئ والمثل التي إنغرست في وجدانها، وهي التي تَشَرَّبتها في مدرسة الثوار الأبطال، وفي زنزانتها وهي حرة أبية حتى داخل السجن الاستعماري، وعُرفت بالتزامها الوطني وبغيرتها على القِيَم النوفمبرية، وتَعَلُّقِها برسالةِ الشهداء الأبرار .. وواصلت عطاءها بإخلاصٍ من مواقع المسؤوليات والمهام السامية التي تقلدتها .. منتخبةً في المجلس التأسيسي 1962، ووزيرةً وبرلمانية في مجلس الأمة، ومن خلال نشاطاتها في مجال تخصُّصها الحقوقي بنفس القناعة والنزاهة، والرُّوح الوطنية العالية رحمة الله عليها.
وإننا إذ نُشيّعها اليوم بالتقدير المستحق للمجاهدات، نَستحضر باعتزازٍ شرفَ وَمَجْد أخواتِها الشهيدات والمجاهدات .. وفي هذا المصاب الجلل أتوجه إليكم أنتم أفراد عائلة فقيدتنا رحمة الله عليها .. وإلى أخواتها المجاهدات .. وإخوانها المجاهدين أطال الله في أعمارهن وأعمارهم، بخالص التعازي وصادق مشاعر المواساة، مُتضرعًا إلى المولى عزّ وجلّ أن يلهمكم الصبر والثبات، ويتغمدها بواسع الرحمة والمغفرة في جنة الخلد .. عظم الله أجركم.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»
..وڤوجيل يعزي
بعث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، برسالة تعزية ومواساة إلى أسرة ورفاق المجاهدة مريم بلميهوب زرداني، التي وافتها المنية، أمس.
قال قوجيل في رسالة التعزية: «شاء الرحمن الرحيم أن ترحل عنا اليوم، العضو السابق بمجلس الأمة والمحامية والوزيرة، الأخت المجاهدة مريم بلميهوب زرداني عن دنيانا وتنتقل إلى جواره ليشملها برحمته وعفوه»، مشيرا إلى أن الفقيدة «انضمت في صفوف جيش التحرير الوطني وهي لا تزال في ريعان شبابها، فأدت واجبها الوطني المقدس إبان ثورة التحرير المظفرة».
وأوضح أن الراحلة «لم تكتف بمهامها العظيمة قبل الاستقلال، بل وأدت ما أوكل لها من مسؤوليات بعد استرجاع السيادة الوطنية بكفاءة وعزيمة وقوة إرادة، فتصدت لمهامها طيلة عقود داخل الوطن وخارجه، برلمانية فوزيرة ثم عضوا ورئيسا للمجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي بمجلس الأمة». وأضاف، أن الفقيدة «كانت - رحمها الله - من الرعيل الأول للمحاميات العربيات وعضو في اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة التابعة لهيئة الأمم المتحدة».
وخلص إلى القول: «أمام مشيئة الله، لا أملك إلا أن أقف إلى جانبكم في هذه المحنة الأليمة، معربا لكافة أفراد أسرتها وذويها الأبرار ورفاقها المجاهدات والمجاهدين، أصالة عن نفسي وبالنيابة عن السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة، عن عزائي الأخوي ومواساتي الصادقة، متضرعا إلى الباري عز وجل، داعيا إياه أن يتغمدها برحمته ويهيئ لها مقاما عليا في جنته وأن يرزقكم أنتم وكل أقاربها وذويها صبرا جميلا ويوفي لكم أجرا عظيما إنه سميع مجيب الدعاء».