طباعة هذه الصفحة

النـيران تلتـهم هكتارات من الثروة الغابيـة في البليـدة

احـتراق مساحات واسعــة مـن أشجـار الأرز بالشريعة

البليدة: أحمد حفاف

احترقت مساحات واسعة من أشجار الأرز بالحظيرة الوطنية الشريعة، إثر نشوب أربعة مواقد متفرقة بالمنطقة منذ فجر أمس، أتلفت هكتارات من الثروة الغابية في سيناريو شبيه تماما بالحرائق المفتعلة التي شهدتها ولاية خنشلة قبل أسبوع.
قال عادل الزغيمي المكلف بالإعلام للوحدة الرئيسية للحماية المدنية بالبليدة، في تصريح لـ»الشعب»، إن ثمة لجنة متخصصة ستتحرى في الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه الحرائق، بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني، وذلك فور إخمادها.
وأكد ذات المتحدث، أن النباتات اليابسة وسط الغابات بسبب الجفاف الذي طبع المناخ، سهًّل انتشار تلك الحرائق، وأن عملية الإخماد تكون بمنع انتشار النيران أولا، وهذا ما قام به رجال الإطفاء في الساعات الأولى ليوم أمس، قبل أن تتدخل المروحيات لدعمهم.
وفي سؤال حول المساحة التي تم إخمادها والتي تضررت، رد بالقول: «لا يمكن أن نٌقدم إحصائيات، لأننا مازلنا نقوم بعملية الإخماد، وسنقدم لاحقا الأرقام الدقيقة وستظهر بعض الحقائق إذا ما كانت الحرائق مفتعلة أو لا».
لكن التوقعات تشير إلى تضرر مساحات معتبرة من الغابات، سواء أشجار الأرز أو بقية الثروة النباتية الأخرى.
وظهر مواطن يوجه نداء استغاثة عبر موقع التواصل الاجتماعي، ويحمّل مسؤولية نشوب الحرائق لهؤلاء الذين يصطحبون معهم الشوّايات إلى الغابات ويرتفع عددهم في عيد الأضحى لتوفر مادة اللحم بالنسبة للجميع، بل دعا والي البليدة إلى منع استعمال هذه الأدوات في المناطق الغابية.
 ولا نستبعد أن يُصدر والي البليدة كمال نويصر، بعض القرارات في إطار الضبطية الإدارية التي يُخولها له القانون، كحظر التجوال في الغابات خلال ما تبقى من فصل الصيف، وتشديد الرقابة الأمنية على هواة السياحة الجبلية ومرتادي الغابات، وذلك للحفاظ على المقومات السياحية الهائلة التي تزخر بها المنطقة.
يشار إلى الرتل المتنقل لولاية تيبازة، قام بتقديم الدعم لنظيره في ولاية البليدة في عملية إخماد الحرائق المشار اليها، بالتعاون مع مختلف الوحدات الأخرى لولاية البليدة ومحافظة الغابات التي كانت قد وضعت مخططا للتصدي للحرائق بإخمادها في بدايتها، غير أن ما حدث أمس يؤكد بأنه شتان بين التخطيط والتنفيذ في الميدان.
وكما أشرنا إليه في أعدادنا السابقة، فإن محافظة الغابات لولاية البليدة، وضعت مخططا بوضع أبراج لمراقبة الحرائق في بدايتها على مستوى المناطق السوداء. كما قررت توظيف فرق تدخل أولية من المواطنين القاطنين في الجبال والمناطق الغابية يقومون بمنع انتشار النيران قبل لحاق رجال الإطفاء بهم.
ولاشك أن حرائق أمس، ستكون لها نتائج سلبية من الناحية الإيكولوجية، فزيادة على تضرر الحيوانات والنباتات في المنطقة، فإن حرق الأشجار الكثيفة التي توفر الأكسجين سيزيد من معاناة سكان البليدة وضواحيها، في وقت يشكو المصابون بفيروس كورونا من نقص في هذه المادة في المستشفيات.