تتفجر قضية بيغاسوس، وتتداعى معها شظايا الألاعيب المغربية، بأدوات صهيونية وبأساليب تتنافى مع الأخلاقيات.
لم يكتف المخزن بتشويه ما يدّعيه من سلالة شريفة ودفاع عن القدس، بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الخارج مطلقا، عن الشرعية الدولية، بل تمادت المملكة كدولة وظيفية في المنطقة ولصالح القوى الإمبريالية والنيوليبيرالية في ممارسة الشغب السياسي، مع دول أوروبية ساندت حقوق الصحراويين في تحقيق مطالبهم المشروعة، لتصفية آخر استعمار مسنود بالشرعية الدولية، والحقائق التاريخية في القارة الإفريقية.
واضح تماما أن «بيغاسوس» وهو برنامج تجسس «إسرائيلي» خطير، قد كشف سوءات المغرب الحقيقية للعلن والعالم، وأماط اللثام عن الصورة الحقيقية لنظام يستعمل كل الأساليب لتشويه التاريخ والجغرافيا وضرب القيم المشتركة، لتحقيق أهداف تتنافى تماما مع الحق والقانون والشرعية الدولية.
الجيش الوطني الشعبي، أكد مرار وتكرارا من خلال ندواته المنظمة شهري فبراير وماي الفارطين على المخاطر السبيرانية التي تتهدد الجزائر وتتربص باستقرارها ووحدتها الوطنية، وهو ما أبانت عنه تحركات مغربية واهية للمطالبة بالمساس بجزء لا يتجزأ من إقليم الوطن، الذي حرره أبطال وشهداء الجزائر قاطبة بأرواحهم ودمائهم الزكية.
وأكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في ندوة «حروب الجيل الجديد: التحديات وأساليب المواجهة»، «تعزيز جدار الصد ضد كل الحملات المغرضة، التي تحاول، عبثا، استهداف وحدتنا الوطنية وسيادتنا واستقرارنا»، من خلال «الحروب الهجينة»، و»تبني استراتيجية التأثير على الإدراك الجماعي بغرض التلاعب بالرأي العام لمواطني الدولة المستهدفة».
الجزائر، مثلما هو واضح، كانت السبّاقة للتحذير من المخاطر الإقليمية والدولية لما يقوم به المخزن، حيث حذر وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، شهر فبراير الفارط، من هجومات سيبرانية متكررة على مؤسسات ومواقع جزائرية عديدة قادمة من المغرب، بالإضافة لتحالفاته المشبوهة والعلنية مع الكيان الصهيوني للالتفاف على الشرعية الدولية وضرب استقرار المنطقة، والمماطلة في تسوية ملف تقرير المصير بالصحراء الغربية.