حلم الدور الثاني بدأ يتجسد.. في انتظار التأكيد أمام روسيا
لحظات تاريخية ونتيجة كبيرة حققها الفريق الوطني على كوريا الجنوبية ,, الفوز الذي تجسد بعد 32 سنة من الانتظار و7 مقابلات مونديالية خارج دائرة التفوق.. ولم تكن العبرة فقط في الرقم المحقق وانما في الطريقة التي فرض بها زملاء سليماني منطقهم على المنافس.
وابهروا كل المتتبعين بالقدرات الجزائرية الحاضرة في المونديال،، الامر الذي يفتح ابواب الامل في التأهل الى ثمن النهائي على مصراعيها بالنظر لفنيات اللاعبين والرسم التكتيكي الذي يمكن للناخب الوطني تقديمه في مباراة روسيا المقررة يوم الخميس القادم بمدينة كوريتيبا.
والشئ الذي يبقى مميّزا هو العزيمة التي لعب بها الفريق الوطني كأنهم في النهائي، كون المجهودات التي بذلوها في اللقاء الاول لم تكن كافية للتحقيق الانجاز امام بلجيكا،، وبالتالي اثبتوا ان الفريق جاهز لتقديم كأس عالم في المستوى ليدخل بها التاريخ من الباب الواسع، وهذا ما قاله القائد مجيد بوقرة عند نهاية المبارة “نتمنى ان نجتاز المنتخب الروسي للدخول في التاريخ بالتأهل الى الدور الثاني”.. هذا هو الانطباع الذي كان في ذهن كل اللاعبين الذين اضهروا ان لديهم الرغبة في تحقيق شئ كبير بالبرازيل وعبروا عن ارتياحهم للاداء الذي قدموه ومركزين على انه مجهود جماعي وليس عمل فردي الذي اوصل الفريق الى هذا المستوى، حيث اكد سليماني: “النتيجة تحققت بفضل كل التشكيلة التي كانت فوق الميدان ووصلنا الى الاهداف بعد لقطات جماعية وهذا حسب الخطة التي قدمها لنا الناخب الوطني الذي تحدث معي مطولا واعطاني النصائح لتقديم الافضل”،، ويمكن القول ان سليماني الى جانب فتحه لباب التسجيل فقد اختير احسن لاعب في المباراة من طرف الفيفا، بالنظر للمجهودات التي قام بها والعمل الكبير الذي قدمه لزملائه في الخط الامامي .
ماندي يؤكد أحقيته بالمشاركة كأساسي
وفيما يخص التشكيلة والتكتيك الاختيارات كانت موفقة من طرف هاليلوزيتش الذي لعب مباشرة في الهجوم، وما اعطاء الفرصة مباشرة للثنائي براهيمي – جابو سمة كبيرة للاختيار، وهذا الثنائي لم يخيب تماما وكان وراء كل اللقطات الحاسمة وسجل كل واحد منهما هدفه وعلى طريقة الكبار، وحتى رونالدو، النجم البرازيلي السابق قال: “ هدف براهيمي جميل وكأننا في لعبة “البلاي ستايشن” الامر الذي يؤكد ان هذا الاعب له مكانه و بامتياز في التشكيلة الأساسية، بنفس المكانة لجابو الذي كانت عليه شكوك حول المستوى الذي سيقدمه الا انه لعب بدون عقدة وهو الذي فتح العقدة في الدقائق الاولى من المباراة بمراوغاته وتحكمه في الكرة .
وخط الدفاع الذي كان النقطة التي اثارت الكثير من التساؤلات عرفت تغييرات معتبرة على الجانبين، ولأول مرة منذ سنوات طويلة تمنح الثقة لمدافع على الرواق الأيمن من الدفاع لعنصر يلعب في ناديه في نفس المنصب، وهو ماندي الذي كان الحل الأمثل الامر الذي مكّن احداث توازن في الخط الخلفي لهذه المنطقة من الميدان وادى دوره بدون أي ضغط و كان حاضرا وذكيا في تمركزه امام سرعة الكوريين الذين لعبوا كثيرا على الأجنحة.. كما ان الناخب الوطني اعاد مصباح الى الرواق الايسر لأسباب تكتيكية كونه معروفا بعدم تخليه على لعبه الدفاعي وحراسته المشددة على المنافس وعدم ترك فراغات كما حدث في المباراة الاولى امام بلجيكا.. وبما ان العمل كان موفقا على الجناحين فان محور الدفاع الذي جدد فيه هاليلوزيتش الثقة والمشكل من بوقرة – حليش لعب مرتاحا الى درجة ان حليش عاد الى مستواه الحقيقي واثبت وجوده عندما سجل الهدف الجزائري الثاني على طريقة الكبار.
وفي هذا المقام لابد من ذكر المردود الكبير لكارل مجاني الذي كان حلقة الوصل بين الدفاع والوسط وحتى مع الهجوم اين كان وراء الهدف الاول الذي سجله سليماني حيث كانت التمريرة من مجاني الذي يعرف قدرات سليماني عندما ينطلق بالكرة في وسط الهجوم .
وبما ان الفريق كله لعب بشكل جيد، لكن المنافس الكوري استطاع الوصول الى شباكنا لمرتين وكانت له العديد من الفرص الكبيرة التي ردها الحارس مبولحي بأعجوبة وساهم بشكل كبير في هذا الفوز المحقق وكان فعلا حامي عرين الفريق الوطني اين يجدد فيه الناخب الوطني الثقة في كل مرة.
هاليلوزيتش: حضرت هذه الاستراتيجية منذ عدة أشهر
الاستراتيجية التي تغيرت اعطت الثمار، وفي هذا الاطار اشار الناخب الوطني بعد المباراة “لم أغيّر الاستراتيجية بحكم انه لم تكن مجدية ومقارنة باللقاء الأول وانما كانت هذه الخطة محضّرة منذ مدة طويلة عندما درسنا طريقة لعب المنافس وعلى ضوء الامكانيات التي نتوفر عليها قمنا بهذه الاستراتيجية التي كنت موفقة ايضا بفضل احترام اللاعبين للتعليمات بطريقة جيدة”،، ولم يضيع هاليلوزيتش الفرصة للرد على المنتقدين وقالها صراحة: “ الكثير من الناس لم يتركوا اية فرصة لهذا الفريق بعد المباراة الأولى وانتقدوا بشدة، لكن كأس العالم هي دورة بعدة مقابلات والتحضير يكون باستراتيجية وقدمنا امام كوريا الجنوبية الدرس لكل المشككين بقدرات الفريق الجزائري.. واحيّي اللاعبين على هذه المباراة البطولية التي اثبتوا بها ان المنتخب الجزائري له قدرات رائعة، ونحاول في كل مرة تقديم افضل ماعندنا، وحتى مع بلجيكا قمنا بمباراة محترمة امام احسن تشكيلة اوروبية لهذه السنة”.
كما ان هاليلوزيتش اراد النظر الى المستقبل مؤكدا ان المأمورية لن تكون سهلة امام الفريق الروسي الذي سيبحث على الفوز في مباراة يوم الخميس، قائلا: “لنا فكرتنا على الفريق الروسي، اين ستكون المباراة فاصلة وتعتبر نهائي من اجل مكان في ثمن النهائي ونحضر بشكل جدي لتحقيق انجاز اخر في في هذا المونديال”.
وصنع الفوز الذي حققه الفريق الجزائري الحدث في البرازيل اين تحدثت كل القنوات والصحف على هذه النتيجة العريضة والمدوية وبالطريقة التي اشار اليها العديد من النجوم، وتقرب الينا احد الصحافيين البرازيليين المعروفين في اول قناة بها البلد “ غلوبو” .. اين قال لنا: “ انكم تلعبون على الطريقة البرازيلية ولديكم لاعبين فنانين فوق الميدان، والطريقة التي سجل بها عناصركم الأهداف لا أشاهدها في كل مرة خاصة في كأس العالم” واشار لنا بأرقام اللاعبين وهم جابو – براهيمي – فغولي الذين كانوا في المستوى من حيث الاداء الفني والتنسيق فيما بينهم.