حذّرت الأخصائية في طب العيون، الدكتورة صفية نمار، خلال لقاء جمعها مع جريدة «الشعب» من خطورة التعرض لأشعة الشمس من دون حماية العينين حيث أوضحت أن بلدنا بلد مشمس طوال السنة ويمتاز بكثافتها وارتفاع درجات الحرارة، خصوصا في فصل الصيف، ولذا أكدت على ضرورة اقتناء نظارات شمسية صحية بدلا من الاستعمال العشوائي لتلك المتداولة في كل مكان، والتي غالبا ما نجدها لا تنطبق مع أدنى المعايير الصّحية لحفظ البصر.
«الشعب»: هل يمكن ارتداء أي نوع من النظارات الشمسية لحماية العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية؟
دكتورة صفية نمار: ارتداء نظارات شمسية يسمح بتحقيق سلامة العينين بالدرجة الأولى من الأشعة فوق البنفسجية بشرط أن تكون هاته النظارات معتمدة طبيا، ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الحماية يجب أن تكون بدرجة 100 بالمائة لتفادي الإضرار بصحة العينين، واختيارها يتم على هذا الأساس ولا تختار النظارات على أساس ملاءمتها لوجه الشخص من حيث الطابع الجمالي والأنيق. ولكن للأسف أصبح عدد كبير من الأشخاص يقتنوننها من المتاجر كأحد الإكسسورات التي تتبع الموضة فقط بغض النظر عن وظيفتها الأصلية، فهي يجب أن تقتنى من أجل هدف أساسي ووحيد وهو الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية أولا وقبل أي شيء، كما سبق وأن ذكرت، وهي حماية العيون من الأضرار التي يمكن أن تصيبها من خلال التعرض المطول والمستمر لأشعة الشمس.
- فيما تتمثل خطورة ارتداء نظارات خالية من الحماية ضد الأشعة ما فوق البنفسجية؟
تكمن خطورة استعمال النظارات غير المرخصة طبيا ـ والتي تباع بصفة عشوائية في الأسواق والمتاجر، في كون معظمها ـإن لم نقل كلهاـ لا تحوي فيلتر للحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية التي تدعى UVA و UVB وهذا النوع من النظارات لا يمثل سوى عازل بلون أسود للضوء، وهنا تتوجب توعية الأشخاص، فعند ارتداء هذا النوع من النظارات الشمسية يكبر بؤبؤ العين المعروف لدينا بـ «المومو»، لأنه من المعروف أنه يتسع في فترات الظلام في الليل وفي النهار يتقلص بالنظر لكمية الضوء المستقبلة، وهنا تتمثل خطورة ذلك حيث تقوم هذه النظارات بالعملية ذاتها بصفة عكسية في حالة استعملت نظارة مغشوشة حيث تجعل الضوء لا يصل العينين بصفة كافية في النهار، مما يجعل بؤبؤ العين يتسع لاستقبال كمية كبيرة من الضوء، وهنا مع عدم توفر فيلتر تستقبل العينان كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية، وهذا ما يجهله كثيرون حول أضرار هذا النوع من النظارات، وهي تصنف خطرا من الدرجة الأولى على صحة العينين في هذه الحالة.
- ما هي أهم الإصابات التي يمكن أن يتجنبها الأفراد عند ارتداء نظارات شمسية معتمدة صحيا؟
من المهم حماية العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية، لأنها قد تتسبب في الإصابة بعدد كبير من الأمراض، نذكر من بينها حساسية العين المفرطة للضوء لدى الأطفال مما يستدعي حمايتهم منذ طفولتهم من أشعة الشمس الحارقة وأيضا يمكن أن ينجم عن التعرض المفرط للشمس الإصابة بمرض الساد المعروف بالكتاركت، وهو عبارة عن عتامة عدسة العين ويتسبب في فقدان شفافية عدسة العين، مما يضعف البصر كما يمكن أن تصاب العينين أيضا بالضمورالبقعي، وهو السبب الرئيسي للعمى، ويحدث بسبب تلف شبكة العين مع التقدم في السن ويسجل
لدى كبار السن خاصةـ بالإضافة إلى أمراض أخرى مزمنة تستدعي حماية العينين من أشعة الشمس من بينها هناك إصابة الظفرة (اللّحمية) والتي تحدث نتيجة نمو الملتحمة لتصل على القرنية، ويصيب هذا المشكل الصّحي الأشخاص الذين يعملون أوقات طويلة تحت أشعة الشمس بدون حماية مثل الفلاحين والعمال الذين يقومون بأشغال في الخارج، كما أنه من الممكن الإصابة بسرطان الجلد بسبب التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية حروق القرنية والتي تحدث نتيجة التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية ويمكن أن تكون مؤلمة للغاية وقد تسبب فقداناً للبصر (مؤقتاً).
- وبماذا تنصحون الأشخاص الذين يقتنون نظارات مغشوشة ؟
أهم نصيحة أقدمها لهم هي من الأفضل عدم ارتداء نظارات من هذا النوع إطلاقا، ففي بلدان كثيرة في العالم يمنع منعا باتا بيع هذا النوع من النظارات المغشوشة في المحلات، بالنظر للأضرار الصّحية التي تسببها للعيون ومن الأحسن ارتداء قبعة إذا تعذر اقتناء نظارات شمسية معتمدة طبيا، كما سبق وأن ذكرت هذا أحسن مليون مرة من استعمال نظارات لا يحترم في صناعتها المعيار الصّحي لذلك من المهم عدم اختيار النظارات على أساس جمالي فقط وإتباع الموضة، كما يعتمده كثيرون، وهذا يعتبر خطأ كبيرا، لأن الاختيار الصائب للنظارات يكون على أساس درجة ونوع الحماية تحت المسمى المعروف بالفيلتر الخاص بالأشعة الشمسية فوق البنفسجية والتي تحويه النظارات الشمسية المعتمدة طبيا.