تعززت أمس المدرسة العليا للعتاد بـ8 دفعات، كانت قد تلقت تكوينا عسكريا نظريا وتطبيقيا متكافئا، منحها قدرة عالية من الكفاءة ستؤهلها على أداء مهامها بكل ثقة واقتدار في ميدان الإسناد واللوجستيك، وتشمل كل من الدفعة 30 لدورة القيادة والأركان، الـ 64 لدورة الإتقان والـ 16 لدورة التطبيق والـ 6 للطلبة الضباط تكوين خاص والـ41 للأهلية العسكرية، درجة ثانية والـ77 للأهلية العسكرية درجة أولى والرابعة للطلبة الضباط العاملين “أل،أم،دي” والدفعة 41 لضباط الصف المتعاقدين.
استهلت مراسيم حفل التخرج بتنصيب مربعات الاستعراض بساحة العلم، تبعها خروج الطلبة المتفوقين وسط الساحة، حيث قام اللواء علي عكروم بتفتيشها رفقة مدير المدرسة العليا العميد حمادي بن عيسى.
وعقب تفتيش الدفعة المتخرجة، والتي ضمت أيضا متربصين من دول شقيقة وصديقة نوه مدير المدرسة العميد حمادي في كلمة ألقاها بالمناسبة بالدور الذي يضطلع به المتخرجين، مما يؤهلهم لأداء مهامهم بكل احترافية، خصوصا وأن برنامج التكوين الذي تلقوه داخل المدرسة، يشهد تحديثا مستمرا ليواكب آخر المستجدات والتطورات، ما يولّد حسبه كفاءات بشرية على استعداد تام لرفع أصعب التحديات.
وأكد حمادي أن الدفعة المتخرجة تلقت تكوينا نظريا وتطبيقيا عسكريا اشتمل على مختلف المواد منحها قدرة عالية من الكفاءة ستؤهلها مستقبلا على أداء مهامها بكل ثقة واقتدار في ميدان الإسناد واللوجيستيك، بالإضافة لتدريب وتكوين يتماشى ومختلف التطورات الحاصلة، على اعتبار أن هدفهم الاسمى يتمثل في تطوير القدرات خدمة للوطن وصونها.
وأفاد مدير المدرسة، انه وبعد أن طبقت هذه الدفعات جميع البرامج الدراسية البيداغوجية المقررة وبعد تزويدهم بالعلوم والمعارف الضرورية النظرية منها والتطبيقية وفق متطلبات العصرنة واحترافية قواتنا، أصبح لزاما على أفراد هذه الدفعات الالتزام بقواعد الانضباط، والتحلي بروح المسؤولية والأمانة والانسجام والقناعة والثبات، حتى يكونوا في مستوى شهدائنا الأبطال جاعلين هدفهم صون الوحدة والسيادة الوطنية وما يمليه عليهم الواجب المقدس ضمن جهاز دفاعي عصري ومتطور.
وتواصلت بعدها مراسيم الحفل بأداء الدفعة المتخرجة لقسم الإخلاص حيث تعهدت بالسهر على خدمة الوطن وتكريس تقاليد شهداء ثورتنا المجيدة، ليفسح المجال بعدها لتكريم الطلبة المتفوقين، قبل أن تحظى هذه الأخيرة بقبول اللواء عكروم علي المدير المركزي للعتاد تسميتها باسم شهيد الواجب الوطني “مسعودين عيسى” الذي خلد اسمه على غرار الدفعات المتخرجة سابقا أرواح شهدائنا الأبرار.
واستطرد مدير المدرسة يضيف قائلا “لا يمكن أن نتكلم على نجاح مدرستنا دون التطرق إلى المجهودات الجبارة المبذولة من طرف الجميع وخاصة الإطارات والأساتذة المكونين والمدربين في مختلف الاختصاصات، الذين أدوا ما عليهم بكل صدق وإخلاص يحذوهم في ذلك حبهم لعملهم النبيل ووفائهم لمنظومتهم التكوينية التي تبقى الورشة الأساسية لصناعة الرجال والكفاءات العسكرية والقادرة على التكيف مع التطور العسكري المتسارع الذي يعرفه عالم اليوم”.
وأوضح أنه وبالإضافة إلى الجانب الراقي الذي سهرت عليه المدرسة تم التركيز كذلك على الجانب التطبيقي بدءا بمتربصي دورة القيادة والأركان بالتعاون مع الاكاديمية العسكرية لشرشال والمدرسة العليا للإشارة بالقليعة، وهذا بإنجاز مشاريع مشتركة كما تمت إقامة تربصات تطبيقية قصيرة لضباط التطبيق وكذا للطلبة الضباط العاملين وطلبة ضباط الصف المتعاقدين، على مستوى وحدات المديرية المركزية للعتاد ما مكنهم من اكتساب معارف علمية جديدة.
كما ابرز أن الجهود لا تكتمل إلا بنجاح هؤلاء المتخرجين في حياتهم المهنية العلمية والعسكرية، نجاح يطبعه التفاني والإخلاص والانضباط والسلوك الحسن والأخلاق الحميدة، نجاح يكون في مستوى سمعة الجيش الوطني الشعبي.
ورسمت الاستعراضات العسكرية خلال الحفل لوحات تعكس مدى التنظيم والاحترافية التي تشهدها المدرسة العليا للعتاد، وكانت للحضور بعدها وقفة عند أجنحة المعرض الثري المنظم على هامش حفل التخرج شمل بحوثا عسكرية في مختلف المجالات إلى جانب العتاد المتطور المعروض.
وتبقى هذه المدرسة العريقة والتي تعد من أهم المدارس العسكرية التي تكون في اختصاص الميكانيك وكهرباء العربات والآليات والأسلحة ومنظومات الأسلحة والبصريات والإلكترو بصريات والصواريخ والذخائر والوقود، وكذا تسيير الموارد المادية تنفتح على جميع مستجدات التكنولوجيات وتواكب مختلف التطورات الراهنة.
ليفسح المجال بعدها لتكريم عائلة شهيد الواجب الوطني مسعودين عيسى من مواليد 8 أوت 1919 بولاية بجاية التحق بجبهة التحرير الوطني سنة 1954 توفي عن عمر يناهز 38 بعد اختطافه من طرف المظليين الفرنسيين الذين قاموا بتعذيبه ثم إلقائه في عرض البحر.