تشتغل الشاعرة نزيهة شلخي موسى على وضع اللمسات الأخيرة لمجموعتها الشعرية «ناصع كقلب»، والتي ستصدر عن دار خيال للنّشر والتّرجمة، أوراقها من الحجم المتوسط، خاضت فيها الشاعرة عبر 54 صفحة قراءتها عميقة للذّات الإنسانية بكل توقها وعشقها وعنفوانها، وبحثها الحثيث عن التّحرر من أوجاعها وآلامها، وحاولت الشاعرة من خلال النصوص المقدمة للقارئ أن تعيشها بأدق أدق تفاصيلها وكأنّها قِطعٌ مُقْتَطعَة من الحياة بكل تَدَفُّقها وعنفوانها وغموضها وسِحْرها الجميل، وأسئلتها المعلّقة المفتوحة على احتمالات شتى.
اختارت الكاتبة لوحة الغلاف والعنوان «ناصع كقلب» بدقة لا متناهية، مؤكدة أنّه يعبّر عن كل نص من النّصوص الموجودة بين دفتي المجموعة الشعرية، وعند قراءة الكتاب تضيف نزيهة شلخي «ستحسّ أنّ هناك صوت عميق يتردّد ويتوارى بين السّطور، فيئن تارة ويصرخ تارة أخرى ليعبّر عن رفضها واحتجاجاتها وثورتها ضد كل ما هو معادٍ للإنسان وللجمال للطّبيعة والحياة».
كتب مقدمة الديوان الشعري النّاقد السّعودي مشعل العبّادي، الّذي اعتبر أن ما جاء في المجموعة «ما يمكن اعتباره تخطيطاً بيانيّاً لقلب، مع أن الجميع يملك قلباً، لكن نزيهة تمتلك قلباً يسع احتجاجاتها على ذاتها والعالم، ويسع ثورات واختلاجات القلوب الأخرى، إذ يمكّنها هذا الحسّاس النّابض، القابع في يسار صدرها وموصولاً إلى ذاك القلم ما بين الإبهام والسّبابة - من تتبع هسيس الأرواح، ورصد احتجاجات القلوب، وإدراك خبيئة المضغات الأخرى التي تئن والّتي تنتفض فرحاً، شوقاً وتوقاً لقلوب أخرى».
أكّد الشاعر مشعل العبادي وهو يتجول عبر النصوص الشعرية في ديوان «ناصع كقلب»، أنّ «ضمنية التّنفيس عما تجيش به كثير من الصّدور، ربّما كان محض محاولة قلب للخفقان عبر كلمات وأحرف مُزجت من دمع ودماء، وخُطّت بخفقات فرحة وانقباضات قوية، والكثير». وفي الأخير، خلص ذات الناقد الى أن الزّفرات الصّادقة هي نصوص بالغة الحساسية، تخطت بها الكاتبة قانون «النّمذجة»، وتحدّت القولبة السّائدة لكثير من النصوص، ساعدها على ذلك امتلاكها رصيداً هائلاً من الّتجارب الإنسانيّة، والقدرة على تحريك النّسق الشّعري جماليّاً وصولاً إلى تنوّع المقومات الفنيّة.
للتذكير، الديوان الشعري سيكون متوفرا في المكتبات المعومية ونقاط البيع خلال الأيام القادمة.