طباعة هذه الصفحة

في ندوة نظّمتها جمعية «مشعل الشهيد»

الثّــورة الجزائريـة كــانت مصدر إلهـام نيلسـون مانديـلا

سهام بوعموشة

 السّفير الصّحراوي: مكّة الثوّار ما تزال تدعّم قضايا التّحرّر

 آيـت موهوب: ما يقوم بـه المخزن انـزلاق خطير

تطرّق المتدخّلون في ندوة نظمتها جمعية «مشعل الشهيد» في إطار منتدى الذاكرة بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد بمقر هذا الأخير، أمس، بعنوان «نيلسون مانديلا من الثّورة التحريرية إلى دعم حركات التحرر: جبهة البوليساريو أنموذجا» لنضال هذه الشخصية الإفريقية والعالمية في محاربة نظام الأبرتايد، والسّنوات الطويلة التي قضاها في السجن وعلاقته بالجزائر التي بقي مرتبطا بها، مستنكرين الهجمة الشرسة لنظام المخزن المغربي ضد الوحدة الترابية للجزائر.
أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير التراث بالوزارة بنضال مانديلا، واصفا إياه برمز من رموز العالمية البارزة أمثال غاندي وغيرهم، الذين صنعوا عزة وكرامة بلدانهم، والمربي والمناضل والفيلسوف الذي حارب نظام التمييز العنصري الأبرتايد ضد السود بجنوب إفريقيا، قائلا: «هذا الرجل الفذ الذي اعترف له العدو قبل الصديق بنضاله، كان رمز التعذيب في السجون لمدة 27 سنة».
ويضيف وزير المجاهدين أن مانديلا كان مؤمنا بضرورة محاربة الفصل العنصري قضى نصف حياته في السجون، وكانت له علاقة صداقة مع الجزائر وثورة التحرير كانت مصدر قوة وإلهام له، ويوضح أن مانديلا حين زار الجزائر تلقّى تكوينا عسكريا واستفاد من التجربة الجزائرية في مكافحة الإستعمار، وكان يعتبر الجزائر بلده الثاني ومرجع التحرر.
في المقابل، ذكر الوزير بالأولوية التي أعطاها القطاع في حفظ وصون الذاكرة الوطنية، وضمان تلقينها للناشئة حفاظا على المكتسبات.
ونصح ممثل وزير الخارجية صالح قوشية بقراءة كتاب «الطريق الى الحرية»، الذي يلخص حياة مانديلا ونضاله والكفاح ثم الحرية، مذكرا بمقولاته، مطالبا بتوثيق الذاكرة، وفي المقابل استنكر الهجمة الشرسة من طرف نظام المخزن على وحدة الجزائر.
وقال سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر عبد القادر طالب عمر، إنّ مانديلا قدم الدروس في كل الظروف والأوضاع وكيف يواجهون الإستعمار أمام قلة الوسائل، وأيضا عندما يصلون إلى الحكم أظهروا كيف يكون التسامح والتعايش مع الحضارات، مشيرا إلى أن الجزائر مكة الثوار وما تزال في دعم قضايا التحرر.
ويضيف طالب عمر أنّ هذا الزعيم استقبل العديد من القادة الصحراويين، وعمل بكل الطرق لإقناع نظام المخزن بتنظيم الإستفتاء، لكن المغرب عرقل كل الطرق السلمية وتخلى عن كل إلتزاماته، ويؤكد أن الصحراويين سيواصلون كفاحهم، واستنكر الهجمات التي تعرضت لها الجزائر من طرف المغرب. في المقابل يبرز القائم بالأعمال بسفارة جنوب إفريقيا بالجزائر تقدير بلده للجزائر والجهود التي تبذلها في دعم القضايا العادلة، ويشيد بكفاح جبهة البوليزاريو من أجل إستقلال الأراضي الصحراوية.
وقدّم السفير السابق بجنوب إفريقيا نور الدين جودي شهادته حول مانديلا لأنه رافقه كمترجم سنة 1962 حين زار الجزائر بتكليف من الرئيس الراحل هواري بومدين بحكم أنه كان يتقن اللغة الإنجليزية قائلا: «هذا اللقاء كان نقطة أساسية لتوسيع فكرة مانديلا عن الحركات التحررية».
ويضيف أن مانديلا اتصل بقيادة جيش التحرير الوطني التي نصحته بتحضير القواعد الخلفية قرب جنوب إفريقيا قبل تكوين جيش، واستشهد بمقولة الرئيس الراحل هواري بومدين: «الجزائر ليست مستقلة حتى يستقل كل شبر من إفريقيا»، ويشير جودي فيما يخص موقفه من الصحراء الغربية أنه كانت عليه ضغوطات من عدة أطراف.
من جهته، قال رئيس شبكة الصحفيين الداعمين للقضية الصحراوية، مصطفى أيت موهوب، إن إفريقيا تزخر بتاريخ نضالي من أجل التحرر عرف أوجه في حركات التحرر من القرن الماضي، وأسماء ثقيلة في إفريقيا غيبت، مشيرا إلى أن هناك عمل على مستوى الذاكرة لمحو كل ما هو قامة، مؤكدا أن مانديلا كان مشروع فكري مفتوح لابد من الإستلهام من تجاربه لمستقبل بلادنا.
واعتبر ما قام به السفير المغربي في الأمم المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر بالتوجه إلى منطقة القبائل المعروفة بنضالها إبان الثورة التحريرية بأنّه انزلاق خطير للمغرب التي تستعمل كل الطرق للعدوان على جيرانها.