طباعة هذه الصفحة

في انتظـار تسليمهـا في آجـالها المحـدّدة

مشـاريـــع تنمـويــة في مختلـف القطـاعـات بعنـابـة

هدى بوعطيح

 الوبـاء لم يقف حائـلا أمـام استكمالهـا

 مشاريع تنموية عديدة تشهدها ولاية عنابة في مختلف القطاعات، على غرار التعليم، الصحة، الرياضة والسكن والتي تعرف متابعة متواصلة من المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية جمال الدين بريمي، الذي يشدد في كل خرجة تفقدية له على الإسراع في وتيرة الانجاز وتسليم المشاريع في آجالها المحدّدة، دون تسجيل أي تأخر أو تجاوزات، في إطار تجسيد جميع البرامج التنموية على أرض الواقع، لا سيما على مستوى «مناطق الظل».

الاستماع لانشغالات السكان والتكفل بها، العمل الميداني الجاد والتسريع من وتيرة انجاز المشاريع المتأخرة في مختلف القطاعات، من أجل تحسين ظروف المعيشة والحياة بمختلف بلديات إقليم الولاية، هو ما يسعى والي عنابة إلى تجسيده، مستخدما سياسة الوعد الوعيد مع كل مسؤول يتقاعس عن أداء مهامه الموكلة إليه، حيث قام مؤخرا بسحب مشاريع من مديرية الإدارة المحلية وتحويلها لمديرية التجهيزات العمومية بعد تسجيل تأخر في إنجازها.
مع العلم أن المشاريع تتواصل بمدينة بونة بنفس الوتيرة السابقة، بالرغم من الوباء الذي لم يقف حائلا أمام استكمالها من قبل السلطات المحلية التي تواصل الالتزام بالتدابير الصحية والإجراءات الوقائية للحدّ من انتشاره.
وينتظر سكان بونة استكمال مختلف المشاريع في آجالها المحدّدة، لا سيما في ما يخصّ قطاعي السكن والتربية، وعلى وجه الخصوص على مستوى الأقطاب الحضرية الجديدة التي يتطلّع سكانها إلى مختلف المرافق، التي تغنيهم عن مشقة التنقل إلى المناطق المجاورة لتلبية حاجياتهم اليومية.

 مجمعات مدرسية ومقاعد بيداغوجية هامة

ستتدعّم عنابة بمنشآت جديدة تخصّ قطاعي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، وعلى وجه الخصوص ببلديتي عنابة والبوني، والتي أشرف الوالي على معاينتها مؤخرا للوقوف على تقدم وتيرة الأشغال بها، حيث سيتم إنجاز على سبيل المثال لا الحصر مجمع مدرسي نمط «د» بحي بوقنطاس، 400+1000 مقعد بيداغوجي بجامعة باجي مختار، بالإضافة إلى مشروع إنجاز ثانوية 1000، 300 بحي بوزعرورة البوني.
 كما سيتدعم حي الريم بمجمع مدرسي بمساحة 2856 متر مربع، يضم 102 قسم، و15 قسم توسيع، مع العلم انطلقت أشغال المشروع شهر ماي المنصرم، على أن يتمّ تسليمه خلال الدخول المدرسي لسنة 2021 - 2022، فضلا عن مشروع إنجاز 70 مسكن لفائدة موظفي التعليم العالي والبحت العلمي ومجمع مدرسي «D1» حي 3100 بعين جبارة البوني، حيث شدّد والي الولاية على ضرورة احترام أجال الانجاز، مع توفير مطاعم مدرسية والتدفئة وقاعات الرياضة المدرسية، حتى يتسنى استغلال هذه المرافق التربوية في أحسن الظروف، لاسيما في المناطق المعزولة التي تعاني من نقص التنمية المحلية، ناهيك عن التحسين في نوعية الأشغال المنجزة في ما يتعلق بالمرافق الجامعية، واستغلالها خلال الدخول الاجتماعي المقبل.

مشاريع لتأهيل الطرقات وانجاز منشآت

وبدوره قطاع الأشغال العمومية بعنابة سيعرف انجاز مشاريع عديدة، من بينها انجاز موقف الطائرات وحظيرة وطريق الربط والسير بمطار عنابة، إلى جانب انجاز منشأتين فنيتين بالمدخل الجنوبي لمدينة عنابة، كما سيتم تأهيل بعض الطرقات، على غرار الطريق الولائي رقم 12 بواد العنب والطريق الولائي رقم 23 بالبركة الزرقاء وادي النيل بالبوني.
 ناهيك عن مواصلة أشغال صيانة الطريق البلدي الرابط بين عين الشهود والطريق الولائي رقم 56 سيدي عمار، إلى جانب صيانة الطريق الوطني رقم 16 A الحجار، والطريق الوطني رقم 84 على مسافة 34 كلم (العلمة،الشرفة، وعين الباردة)، فضلا عن مشروع الهام المتمثل في انجاز الطريق البلدي الرابط بين رأس الحمراء وواد بقرات على مسافة 08 كلم، بتكلفة تجاوزت 500 مليار سنتيم، حيث يعدّ طريقا استراتيجيا لتسهيل الاستثمارات السياحية وخلق فضاءات ومساحات للدفع بعجلة السياحة بهذه المدينة، وسهولة التنقل من رأس الحمراء والشواطئ المجاورة لها إلى شاطئ واد بوقراط،

  بعث مشروع انجاز المسجد القطب.. معلم ديني

 كما ستشهد ولاية عنابة بعث مشروع انجاز المسجد القطب الذي يتسع لأزيد من 10 ألاف مصلي، حيث قامت السلطات الولائية على اعتبار أن هذا المشروع مجمد، على مراسلة وزارة المالية للنظر في إمكانية انطلاق الأشغال من خلال استغلال الرصيد المالي الموجود في حساب الجمعية الدينية للمسجد الكبير، إلى أن يتمّ رفع التجميد عن الغلاف المالي المخصّص لهذا القطب الذي اختيرت له أرضية بمساحة تقدر بـ7.3 هكتار بالمنطقة المحاذية للقطب الجامعي ببلدية البوني، وسيتضمن العديد من المرافق، من بينها مدرسة قرآنية، قاعة للمحاضرات، دار الفتوى، بالإضافة إلى المنارة التي يصل علوها إلى 100 متر.

«كرابس» مكسب هام للرياضيين

 القطاع الرياضي بدوره تعزّز بمشاريع متعدّدة، على غرار إنشاء قاعة متعددة الرياضات بحي 2000 مسكن بالمدينة الجديدة، حيث طالب الوالي بتوفير كافة المرافق الضرورية للمواطنين المرحلين الجدد بـ»ذراع الريش» بما في ذلك الرياضية.
وستتدعّم «الصفصاف» بقاعة متعدّد الخدمات، والتي كان من المفترض أن تنتهي الأعمال بها، فضلا عن تخصيص 250 مليار سنتيم لإعادة تهيئة ملعب 19ماي 1956، على غرار هيئة المضمار والإنارة والشاشة العملاقة، بالإضافة إلى السياج كما سعى جمال الدين بريمي إلى رد الاعتبار لنادي الفروسية وإعادته تحت تصرف البلدية وتوفير 3 ملايير و800 سنتيم من أجل تهيئته.
 ولا يمكن الحديث عن المشاريع الرياضية التي تدعّمت بها الولاية دون أن نعرج على مركز النخبة الرياضية «كرابس» الذي يعد مكسبا هاما لعنابة من جهة ولمختلف الرياضيين من جهة أخرى، حيث يتربع على مساحة 6 هكتارات، ويتوفر على ثلاث بنايات للمبيت بطاقة استيعاب تفوق 120 سرير، إلى جانب فندق مجهز بمطعم فاخر وقاعة للمحاضرات بسعة 700 مقعد، ومسبح بطول 30 مترا وملعب لكرة قدم.

 قطاع الصحة في انتعاش

من المنتظر أن يتعزّز قطاع الصحة بمستشفى جامعي ببلدية البوني، والذي سيمكن من استقبال المرضى من داخل عنابة والولايات المجاورة لها، كما تدعّمت العديد من بلديات الولاية بهياكل صحية جوارية، على غرار المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرحال والتي دخلت مؤخرا حيز الخدمة، وتتوفر على 3 عيادات متعدّدة الخدمات.
 كما أنه من المتوقّع أن تدخل العيادة المتعدّدة الخدمات ببلدية التريعات حيز الخدمة قريبا، وبدورها تتوفر على مصلحة للاستعجالات، فضلا عن هياكل صحية تدعم بها حي سيدي عاشور ببلدية عنابة، وأخرى ببلدية سيرايدي والتي تعزّزت المؤسسة الاستشفائية المتخصّصة بها بمصلحة الأطفال للتأهيل الوظيفي، ومصلحة الطب الرياضي، بالإضافة إلى مركز حقن الدم.

السكن في انتظار الفرج

بالرغم من المشاريع السكنية التي تشهدها الولاية وفي مختلف الصيغ، والتي تفوق 25 ألف وحدة، إلا أن السكن ما يزال يشكل العائق الأكبر بعنابة، على اعتبار أن احتجاجات السكن ما تزال هي الغالب بشوارع بونة، على غرار مكتتبي السكن الترقوي المدعم «lpa» البركة الزرقاء بالبوني، والذين يطالبون إلى يومنا هذا بالتدخل العاجل لوالي الولاية لإيجاد حل لهذا المشروع السكني الذي انطلقت به الأشغال في 2013، دون أن يستفيد منه المكتتبين، ناهيك عن طالبي السكنات الاجتماعية، خصوصا وأنه لحدّ الساعة ما يزال أصحاب الطعون يطالبون بالإفراج عن القائمة السكنية التي طال انتظارهم لها.

المحطة البحرية تنتظر التسليم

وفي إطار الإنعاش الاقتصادي والسياحي بعنابة فإن المحطة البحرية بميناء عنابة تعد واحدة من أكبر الانجازات التي ستتعزّز بها مدينة عنابة، مشروع عملاق ينتظر سكان بونة افتتاحه بفارغ الصبر، خصوصا وأن الأشغال انطلقت بها سنة 2016، على أمل تسليمها بعد 30 شهرا فقط، إلا أنه إلى يومنا هذا ما تزال الأشغال جارية بها، بالرغم من وعود القائمين على المشروع بتسليمه في أقرب الآجال، مع العلم أن المحطة البحرية رصد لها 2.5 مليار دج مقتطع من الأموال الخاصة لمؤسسة ميناء عنابة وتتربع على 8 آلاف متر مربع وفق تصميم عصري يستجيب للمعايير الدولية.
 ومن المنتظر أن تضمّ المحطة البحرية المهيأة لاستقبال 100 باخرة، رصيفين للمركبات وممرين للمسافرين، إلى جانب مركز تجاري، مقهى، شركات التأمين، وفضاء لترويج المنتجات التقليدية المحلية، ومختلف المستلزمات التي من شأنها تقديم خدمات راقية لجميع مستخدمي المحطة البحرية، والتي تستوعب 125 ألف مسافر سنويا، في الوقت الذي تستقطب فيه المحطة الحالية 16 ألف مسافر سنويا، إضافة إلى أن المشروع سيسمح باستحداث 200 منصب شغل مع العلم أكد مسؤولون بميناء عنابة على تسليم المحطة البحرية نهاية السنة الجارية في انتظار تحقيق هذه الوعود.

استحسان السكان  للمشاريع المنجزة

 استحسن سكان بونة المشاريع التي تشهدها مدينتهم، سواء تلك التي تسليمها أو هي في طور الانجاز، لا سيما المتعلقة بالمرافق الصحية والرياضية، على أمل تجسيد مشاريع أخرى مماثلة، وعلى وجه الخصوص بالأقطاب الحضرية الجديدة ومناطق الظل التي تشهد نوعا من التهميش واللامبالاة ما جعلها تفتقر إلى التهيئة والمرافق الضرورية التي من شأنها تحسين المستوى المعيشي للسكان بتوفير الماء الشروب، الكهرباء والغاز والإنارة العمومية.
بالإضافة إلى الإسراع في تهيئة الطرقات، وتوفير النقل والعلاج والمرافق التربوية التي تشكل عائقا كبيرا بافتقار أغلبها للابتدائيات والمتوسطات التي تسبب معاناة كبيرة للتلاميذ وتؤثر على تحصيلهم العلمي والمعرفي.. مشاريع تصب في إطار إخراج سكان مناطق الظل من العزلة التي يعيشونها، وتلبية جميع انشغالاتهم والتكفل بمطالبهم المشروعة، بالتسريع من وتيرة التنمية والابتعاد عن سياسة البريكولاج في انجاز المشاريع والتي بات يعتمدها بعض المقاولين بعيدا عن أعين الرقابة.