شدّدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر المقبل. وأشارت غرينفيلد، خلال لقائها رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة إلى أن «إنجاز الانتخابات يعد خطوة أساسية لإنهاء عقد من الصّراع في ليبيا».
بدأت الأمم المتحدة عملية إعادة توحيد البلاد وإعادة الاستقرار لها، فتمّ التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيدا للانتخابات المقررة أواخر العام الجاري.
لكن العملية الانتخابية تلقّت ضربة قوية الشهر الماضي، بعد فشل ملتقى الحوار السياسي في التوافق على قاعدة دستورية، لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الأمر الذي أثار شكوك البعض حول الالتزام بموعدها.
وينظر إلى الانتخابات المقبلة على أنها الخطوة الرئيسية في إعادة توحيد ليبيا وتثبيت الاستقرار فيها.
وقال رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، إنّه لا علم له بأي تفاهم بين روسيا وتركيا بخصوص انسحاب المقاتلين الأجانب، لكن مثل هذه الخطوة ستكون محل ترحيب.
وقال الدبيبة أيضا إنه ملتزم بإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر، غير أنّه حذّر من أنّ بعض النواب قد يحجمون عن التخلي عن السلطة.
وقال الدبيبة، وهو رجل أعمال عين رئيس وزراء مؤقتا في فيفري، إنّه لم يقرر بعد ما إذا كان سيخوض الانتخابات.
ولم تشهد ليبيا استقرارا يذكر منذ 2011، ونجحت عملية سلام تقودها الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار الصيف الماضي، ثم تشكيل حكومة وحدة بعد ذلك.
وقال مسؤولون أمريكيون وألمان، عقب مؤتمر بدعم من الأمم المتحدة في برلين الشهر الماضي، إنّ تركيا وروسيا، توصّلتا إلى تفاهم أولي على انسحاب تدريجي لمقاتليهما الأجانب.
توحيد الجيش سيكون صعبا
قال الدبيبة «لم أسمع بهذا الاتفاق بشأن سحب المقاتلين، ولكن نحن نرحب بأي اتفاق..ونرحّب بخروج أي قوات أو مقاتلين أو مرتزقة بأي دعم من أي طرف». وأضاف «نحن نتحدث مع كل الأطراف بخصوص سحب القوات الأجنبية من ليبيا».
وقال ديمتري بوليانسكي، نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الخميس إن موسكو تؤيد «انسحابا تدريجيا على مراحل لكل القوات والوحدات الأجنبية». وأضاف «في الوقت نفسه، نود التأكد من عدم الإخلال بتوازن القوى الحالي على الأرض، لأنه بفضل هذا التوازن لا يزال الوضع في ليبيا هادئا ولم تظهر تهديدات بتصعيد مسلح».
وقال الدبيبة لمجلس الأمن إنّ «استمرار هذا التواجد يشكل خطرا حقيقيا أمام العملية السياسية الجارية حاليا وجهود استمرار وقف إطلاق النار، واستكمال توحيد المؤسسة العسكرية».
وأضاف أنّ توحيد الجيش اللّيبي سيكون «صعبا جدّا».