أفاد مناجير فرع السباحة لنادي المجمع الرياضي البترولي، رشيد لوراري، أنّ انسحاب فريقه عن البطولة الوطنية الصيفية المفتوحة التي اختتمت أمس بالجزائر، راجع «لأسباب مالية»، معبّرا عن «استيائه الشديد» بعدم ترخيص الاتحادية الجزائرية للسباحة لعناصره الدولية بالمشاركة في المنافسة.
صرّح لوراري في حديثه مع «وكالة الأنباء الجزائرية»، موضحا: «سبب عدم مشاركتنا في البطولة هو نفسه الذي أدّى إلى انسحاب فروع النادي الأخرى مثل كرة اليد و كرة السلة، وهي الأزمة المالية التي يعاني منها المجمع البترولي منذ جانفي 2021. فريق السباحة يضم أغلبية سباحي النخبة الناشطين في الخارج، وبالتالي لم نستطع التكفل بمصاريف تنقلهم وكذا اختبارات الكشف عن فيروس كورونا وغيرها».
والتقت «وأج» بمجموعة من مدربي فريق الفئات العمرية للنادي العاصمي، والذين أبدوا «تذمرهم» من «تضييع رياضييهم» لموعد البطولة الصيفية بعد قرابة عام ونصف من توقف المنافسات المحلية، بسبب جائحة كورونا. وفي هذا الصدد، كشف رشيد لوراري أن ناديه قام بمراسلة الاتحادية لإخبارها بانسحابه من المنافسة، و»طلبنا منها أنه من المستحسن السماح لسباحينا» المتواجدين في مختلف المنتخبات الوطنية المشاركة في البطولة خارج المسابقة (أي دون احتساب ميدالياتهم في حال تتويجهم).
وأبدى مسؤول المجمع البترولي استياءه العميق من قرار الهيئة الفيدرالية: «صحيح أنه ممنوع على أي سباح يمتلك إجازة مع فريق أن يشارك في البطولة بصيغة خارج المنافسة. لكن المادة 94 من اللوائح العامة تنص على أن الاتحادية يمكنها عدم التقيد بهذه القاعدة من أجل الترخيص للسباحين الدوليين بالمشاركة خارج المسابقة».
وختم رشيد لوراري حديثه بالقول: «صراحة أنا جد مستاء من قرار الاتحادية لأنه تمّ حرمان السباحين الذين انطلقوا في التحضيرات منذ أكتوبر الفارط من خوض البطولة كمنافسة تقييمية لتشجيعهم فقط وليس بهدف التنافس على الألقاب».
وتعد هذه البطولة الوطنية محطة مؤهلة لبطولة العالم بالحوض الصغير (25 م)، المقررة في ديسمبر 2021 بأبوظبي (الإمارات العربية المتحدة) وبطولة العالم بالحوض الكبير (50 م) المبرمجة شهر مايو 2022 بمدينة فوكويوكا (اليابان).
الاتحادية تدعو إلى تغليب مصلحة الرياضة
من جانبه، أعرب رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة، محمد حكيم بوغادو، عن «استيائه» لغياب المجمع البترولي عن هذه المنافسة الوطنية المهمة، و»تساءل» عن «دور المسؤولين» في تسيير مشوار عدد كبير من الرياضيين الذين يمثلون مستقبل الرياضة الوطنية. «تلقينا مراسلة من النادي يعلمنا عبرها عن انسحابه من البطولة، وهو ما جعلني مستاء للغاية بالنسبة لنادي ذو تقاليد و مهيكل. أتساءل عن دور المسؤولين، فيجب عليهم التصرف بمسؤولية لأنهم بمثل هذه القرارات يرهنون مستقبل ومشوار جيل كامل من رياضيي النخبة وغيرهم، بما أنّ هذه الوضعية مست جميع فروع المجمع البترولي وهذا شيء غير مسؤول تماما»، صرح بوغادو. ومن الناحية الفنية، أثّر غياب سباحي المنتخب الوطني الأول الناشطين في البطولات الخارجية، وكذا عناصر نادي المجمّع البترولي الذي يشكلون أيضا نواة مختلف المنتخبات الوطنية، على المستوى الفني العام للبطولة الصيفية، التي اعتادت على التنافس الشديد وتحطيم الأرقام القياسية. وقال في هذا الصدد: «مخلّفات غياب المجمع البترولي ظاهرة للعيان لأننا نتكلم على عناصر المنتخب الوطني الذين تم حرمانهم من المشاركة. كاتحادية لا نستطيع تسجيل جميع سباحي النخبة لأنه اجحاف في حق بقية الأندية التي لا تمتلك عناصر دولية». وأوضح الرئيس من الناحية القانونية: «السماح لعناصر النخبة بالمشاركة بصيغة خارج المنافسة أمر غير قانوني، لأنّهم يمتلكون إجازات سارية المفعول مع ناديهم. نحن طبقنا القانون وكل طرف يتحمل مسؤولياته».
شدّد مدرّبو المجمّع البترولي على أن السباحين الدوليين الناشطين بالمجمّع البترولي «تنتظرهم استحقاقات دولية» هامة مع مختلف المنتخبات الوطنية، وتضييعهم للبطولة هو «تكسير للتحضيرات» التي انطلقت منذ أكتوبر الفارط على ضوء موسم استثنائي جدا.