لا يختلف اثنان أن المدية مهد الحضارات، بعد أن توطنت بها الكثير من الشعوب وصنع أصالتها وتراثها الكثير من الشخصيات.. فالتيطري أو المدية، يعود تاريخ وجودها إلى ألف سنة، وهي مؤهلة لتكون أجمل المناطق السياحية وبديلا لخلق فرص عمل لكثير من الشباب البطال .
حمامات معدنية بخصائص علاجية فريدة من نوعها
تمتاز هذه الولاية الوسطى والبعيدة على العاصمة بنحو 80 كم، حسب مديرية السياحة والصناعات التقليدية بعدة معالم سياحية وفضاءات حموية، على غرار حمام الصالحين بالبرواڤية الذي يستقبل العديد من الزوار، فيما تبقى أخرى تعاني الإهمال واللامبالاة ونخص بالذكر حمام سيدي الحبشي ببلدية بني سليمان، فبالرغم من أن تاريخه يعود إلى سنين غابرة إلا أنه في حالة يرثى لها حيث لا يتوفر على أدنى شروط الراحة، إذ يقوم بتسييره شيخ طاعن في السن اجتهد في بناء كوخين بأكوام القصب، لاستقبال المرضى والزائرين له لكونه برهن على مرور السنين وبأن مياهه عالجت العديد من الأمراض كالروماتيزم
والأمراض الجلدية في حين يبقى حمام مولاي أحمد بمنطقة بالعيسوية بالجهة الشرقية أيضا يصارع الزوال بعد أن أصبح منسيا، إذ يفتقر للتأطير والتهيئة على الرغم من استقطابه للكثير من السياح لغزارة مياهه وخصوصياتها الطبية في علاج العديد من الحالات المستعصية، كما أنه دافئ شتاء وبارد صيفا، إلا أن عوامل الاندثار تحاصره من كل جانب وهو يتحداها في صمت، على أمل أن يجد من يرد له الاعتبار وسنوات زهائه.
مساحات غابية شاسعة
كما تتربع الكثير من بلديات المدية على مساحات غابية شاسعة، منها غابة الذراع لكحل ببلدية بوسكن، التي تغطي 580 هكتار من الأشجار النادرة رسمتها الطبيعة في أحسن صورة، ولذلك فحلم السكان منصب على إنجاز منتجع سياحي على غرار منتجع بن شكاو الذي يقصده المواطنون قصد الراحة والاستجمام، كما أن هذه الغابة ذات موقع استراتيجي والتي لا تبعد سوى بعض الكيلومترات من الطريق الوطني رقم 8 ويتوسط موقعها البلديات الشرقية.
هذا وفيما تم إعادة الإعتبار لبعضها، على غرار آثار رابيدوم ببلدية جواب، والتي كانت مهملة في عز الأزمة وذلك تسييج هذه الآثار في السنوات سابقة وإنجاز نزل لتسهيل استقبال الزوار، وهو نفس الواقع الذي عني به موقع أشير الإسلامي، حيث أصبح هو الآخر لا يخلو من الزوار المتوافدين، ولاسيما من جامعة يحي فارس بالمدية، فضلا عن ترميم دار الأمير بعاصمة الولاية التي تبقى شاهدة على ثورية وعبقرية سكان التيطري.
وفي هذا الصدد كشف مدير قطاع السياحة بالمدية موسى زاهد لـ «الشعب» أن المنطقة تزخر بجملة من المعالم الأخرى على غرار حوش الباي منارة الجامع الأحمر ضريح سيدي البركاني، والقصر القديم بقصر البخاري، وآثار سانق، وهو ما جعلها قبلة للكثير من السياح.
وأضاف موسى زاهد أن حديقة بن شكاو، الواقعة على محور الطريق الوطني رقم واحد والتي تبعد عن عاصمة الولاية بحوالي 10 كلم، هي المكان المفضل لمن يرغب في الراحة
والاستجمام، حيث تعتبر الفضاء الأخضر الوحيد الذي تزخر به الولاية، بعد أن أعيد لها الاعتبار وأصبحت قبلة للعائلات في عطلة الصيف، في حين تفتقر المدن الكبرى على غرار قصر البخاري وبني سليمان وشلالة العذاورة وعين بوسيف وتابلاط، إلى أي فضاء أخضر في وقت تستعد الولاية لإستغلال غابة وامري لتكون متنفسا أخر لسكان المدية .
كما طالبت الكثير من العائلات التي التقينا بها هذه الأيام بحديقة بن شكاو، السلطات الولاية بإعادة بعث مشروع حديقة التسلية بتبحيرين الواقعة في أعالي المدية، نظرا لموقعها المتميز نحو الكنسية.