مواضيع ثرية تضمنها العدد الأخير لمجلة «الجيش» الصادرة بأبهى حلة زادتها جاذبية وإغراءا الومضة الاشهارية عن الفريق الوطني في مغامرات كأس العالم بالبرازيل بعنوان «حظ سعيد للخضر». وهي التفاتة تثبت بالملموس مدى تلاحم الجيش الوطني الشعبي مع الأمة وتقاسمها تطلعاتها وغاياتها في كل الظروف والأحوال.
ليس باكتشاف في القول بان هذا المبدأ يسير عليه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير تحرص عليه القيادة العليا باعتبارها الرسالة الخالدة التي تجسد في الميدان وتحدث التواصل مع الشعب.
العدد 611 لمجلة «الجيش» لشهر جوان سار على هذا الدرب واظهر وفاء لمضمون الرسالة المستمدة من قيم وأسس نوفمبر وما تمثله من أهداف وغايات تصب في حماية السيادة الوطنية وتعزيز استقرار الجزائر في محيط جيواستراتيجي دولي وإقليمي مضطرب لا سيما بدول الجوار ومنطقة الساحل.
وجاء في العدد ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لمجلس الوزراء عقب تجديد غالبية الجزائريين الثقة فيه بالتصويت على برنامج انتخابي يصبو نحو ترسيخ دولة المؤسسات والديمقراطية التشاورية والتلاحم الوطني باعتباره عامل أساسي في تعزيز الاستقرار وتأمين المكاسب المحققة بشق الأنفس ونضالات وتحديات جديرة بالتنويه والإشادة.
وتضمنت المجلة ملفا عن الاجتماع الوزاري الـ17 لبلدان حركة عدم الانحياز الذي احتضنته الجزائر وتمخضت عنه توصيات في غاية الأهمية تثبت قوة الدبلوماسية الجزائرية ونجاعتها في المرافعة بالتضامن الدولي ومساندته اللامشروطة لتحرر الأمم وتقرير مصيرها بفلسطين والصحراء الغربية وفي أية بقعة من المعمورة التواقة للحرية والانعتاق.
وكم هي مهمة التوصيات الأخرى المنبثقة عن دورة الجزائر المطالبة بالتجنيد ضد الإرهاب عابر الحدود والأوطان، وتجريم دفعة الفدية لتجفيف منابع شبكات الإجرام الأخطبوط الممتد عبر الأقاليم والمناطق متخذا من أعماله شعارات وتسميات ما انزل الله بها من سلطان معطيا للإسلام قيما أخرى غير قيمه وتعاليم غير تعاليمه المعروفة بالأخوة والتسامح.
من هذه الزاوية برمجت مجلة «الجيش» موضوعا حول إشراف الفريق احمد قايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش على تمارين تكتيكية لتشكيلات مختلف القوات. وهي تمارين تظهر مدى جاهزية عملياتية وكفاءة قتالية. وتعد رسالة غير مشفرة للمشككين في قدرات الجزائر الدفاعية وقوتها في إحباط كل مؤامرة تستهدف أمنها وسيادتها، وتيقنتورين الشاهد الحي.
وقد لخصت افتتاحية «الجيش» هذه الإستراتيجية وأعادت الى الأذهان تلك المواقف المشرفة للمؤسسة العسكرية بالقول: «إن الرفع من القدرات القتالية يمكن قواتنا المسلحة التصدي لأي تهديد ومواجهة كل خطر على حدودنا الوطنية. وهو ما يدفع الجيش الوطني الشعبي إلى بذل المزيد من الجهود والعمل بتفان ومسؤولية وإخلاص انطلاقا من وفائه لمبادئه السامية ومثله العليا والتزامه الأبدي بحماية الوطن وسيادته».