كورونا يفرض صيفا جديدا على البائعين
بالرغم من تداعيات الموجة الثالثة لفيروس كورونا تتزين المحلات التجارية بالمناطق الواقعة بالقرب من الشواطئ والطرقات القريبة من البحر بالألعاب البلاستيكية والمناشف على اختلاف أشكالها خاصة الكبيرة منها، حيث يرتفع الطلب عليها من طرف المصطافين الذين يبحثون عن الراحة والمتعة على شاطئ البحر.
قامت «الشعب» بجولة عبر مختلف المحلات، لتنقل لكم هذه العينة التي اعتادت ممارسة مثل هذا النشاط الذي انحصر وقلت أرباحه منذ تفشي الوباء، في محاولة لتدارك الخسارة السنة الماضية وجد أصحابها أنفسهم امام تدني الطلب عليها خاصة مع ارتفاع عدد الإصابات بسبب عزوف المواطنين عن شرائها وتفضيل عدم المغامرة والذهاب الى أماكن تجمعات المصطافين.
سلع بلاستيكية تنتظر من يشتريها
«جميل - ب»، بائع محل بجزائر الشاطئ اعتاد على عرض مثل هذه السلع كل موسم اصطياف، سألناه بشأن ذلك فقال: «منتصف شهر ماي أبدأ بتعليق الدلاء البلاستيكية والمسابح المطاطية والألعاب المختلفة التي تستهوي الأطفال في الشاطئ، وكذا المنشفات من الحجم الكبير الخيار الأول للمصطافين، خاصة أولئك الذين يقطنون بعيدا عن الشاطئ فهم يفضلون شراء ما يلزمهم قبل حلول فصل الصيف بقليل حتى لا يثقلهم حملها في وسائل النقل التي عادة ما تكون مكتظة بالمصطافين حتى المساء، حيث تجدهم يتوافدون إلى الشاطئ بأعداد كبيرة، لكن وعكس السنوات الماضية نجد صعوبة في تسويقها خاصة مع بداية ارتفاع عدد الإصابات التي خلقت ارتباكا لدى المواطنين والمصطافين خاصة في وجود سلالة متحورة أكثر شراسة وقوة».
واستطرد «محمد س» حديثه قائلا: «كانت الجزائر الشاطئ تعرف حركية كبيرة للمصطافين في الصيف الأمر الذي يساعدني على ممارسة تجارتي بحرية تامة إلى وقت متأخر من الليل، لكن ومنذ ظهور الجائحة تقلصت حركة المصطافين حتى أصبحت تقتصر على أبناء الحي والأحياء المجاورة»
وأيده «رياض شومان» بائع بحي نسيم البحر برج البحري قائلا: «جرت العادة أن تعرف مثل هذه السلع المرتبطة بمثل هذا الموسم انتعاشا كبيرا، حيث تشكّل الألعاب البلاستيكية التي تباع بأشكال مختلفة والكراسي الصغيرة السهلة الطي والمناشف والألعاب المائية والعجلة المطاطية التي يقتنيها الأولياء من أجل أطفالهم الذين لا يعرفون السباحة أهم المشتريات في فصل الصيف، حيث يقبلون على هذه المقتنيات كلما حل هذا الموسم، وذلك بإلحاح من أطفالهم لأنها وسيلتهم للاستمتاع بشاطئ البحر واللعب برماله ومائه».
وأضاف قائلا: «ما يزيد إقبال المصطافين عليها أن أسعارها في متناول الجميع، فالدلو الواحد يتراوح ثمنه بين 300 دج و650 دج في كثير من الأحيان يتغير شكل الدلو إلى شاحنة او سيارة او رافعة، ما يعطي الطفل خيالا أكبر لتشكيل الرمل بصور مختلفة، كل ذلك أصبح مرهونا بالحالة الوبائية في الجزائر فبعدما استبشرنا خيرا بتخفيف تدابير الحجر المنزلي، واعتقدنا ان هذا الصيف سيكون مغايرا لسابقه، وجدنا أنفسنا امام متطلبات جديدة للمصطاف لعلّ أهمها الصهاريج والبراميل لتخزين الماء الشروب».
تفادي الأسوأ ضرورة
وعبّرت خديجة عن استيائها من اقتناء الأولياء لتلك الألعاب البلاستيكية التي غالبا ما تصنع من مادة بلاستيك غير آمنة وغير صحية، فهي تشكّل تهديدا حقيقيا على صحة الأطفال، وبعيدا عن فيروس كورونا لا بد من اقتناء سلع آمنة للأطفال حتى لا تتسبب لهم في حوادث منزلية أو في أي مكان يتواجدون فيه».
وأضافت خديجة، ان الوضع الوبائي في الجزائر يفرض على الأولياء خيارات معينة عند اقتنائهم للألعاب البلاستيكية، «إلى جانب ضرورة تقليص خرجاتهم إلى الشواطئ ومنع الأطفال من الذهاب بمفردهم إلى هناك، حتى لا نكون سببا في انتشار العدوى، فبالرغم من تطمينات الأطباء بألا خوف من العدوى على الشواطئ الا ان انتشار اللامبالاة والتراخي عندنا يجعل من كل الأماكن خطيرة ومهدّدة بان تكون بؤرة لانتشار العدوى، لذلك كانت الحيطة والحذر أهم عاملين لتفادي الأسوأ».