ذروة الوباء ستسجّل بعد أسبوعين
قال مسؤول التّنسيق بمصلحة «كوفيد-19» بباب الوادي، الدكتور كريم سعدي، إنّ الوضع الوبائي خطير والعدوى تضاعفت بشكل رهيب، موضّحا أنّ الموجة التي تشهد تفشيا جماعيا سببها الفيروس الهندي «دلتا» المعروف بسرعة الانتشار وشدة العدوى، والذي يعد أقوى متحورات كورونا.
أوضح الدكتور كريم سعدي في تصريح لـ «الشعب»، أن الموجة سببها السلالات الجديدة ومعهد باستور الوحيد الذي يقوم بالتحاليل الدقيقة لمعرفة أنواع المتحوّرات، إلا أن المتفق عليه أن المستشفيات دقت ناقوس الخطر مع تزايد الإصابات التي وصلت إلى أكثر من 25حالة في اليوم على مستوى مصلحة واحدة، بعدما كانت تسجّل 10 حالات في أفريل الماضي، في حين تستقبل مصلحة الإنعاش الواحدة أكثر من 6 مرضى يوميا.
وقرّرت إدارة مستشفى مايو - حسبه - فتح مصلحة جديدة لاستقبال مرضى كورونا، كانت مخصصة لمرضى الغدد والسكري، غير أنه مع ارتفاع الإصابات تم تخصيصها لمرضى كورونا، وهو نفس الأمر بمستشفى بوفاريك بعد تزايد عدد المصابين بولاية البليدة، حيث تم توقيف نشاط العديد من الخدمات الصحية المتخصصة لفسح المجال لرعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا.
وأضاف أن هناك تطورات ملحوظة للوضع الوبائي بعديد الولايات، خاصة المدن الكبرى التي تسجل ارتفاعا كبيرا، منوّها بالجهود التي تبذلها جميع المصالح للتكفل بالمصابين، ولكن الخطر ما يزال قائما مع انتشار العدوى الجماعية في أوساط المواطنين، علما أن شخصا واحدا أصبح يعدي بين 4 إلى 8 أشخاص.
وأكد مسؤول مصلحة كوفيد بمستشفى باب الوادي، أننا سنصل إلى ذروة الوباء بعد أسبوعين تقريبا، وهذا استنادا للواقع الميداني الذي يقول «إن إقبال عدد كبير من المصابين مؤشر على وجود أعداد أكبر خارج المستشفيات»، موضحا أن التحقيق الوبائي يشير إلى أن 80 بالمائة من حالات كوفيد بسيطة و20 بالمائة قوية و5 بالمائة خطيرة تصل للإنعاش، ما يعني أن وصول شخص إلى المستشفى دليل على نقل العدوى لأشخاص آخرين تظهر عندهم الأعراض بعد أسبوع، وهنا تبدأ الذروة حسب الحسابات العلمية.
وبخصوص عمليات التلقيح، فإنّ الجرعات متوفّرة لكن يقابلها عزوف عن التلقيح ضد فيروس كورونا، معتبرا أنه الحل الوحيد للوقاية من مضاعفات الفيروس وتحسين الوضع الوبائي، مستندا في ذلك لما يحدث في الدول الأوروبية التي تشهد ارتفاعا مذهلا في الإصابات مقابل نقص في حالات الاستشفاء والوفيات، وهذا دليل أنّ اللقاح بدأ يعطي نتيجة.
وفي رده على سؤال حول التلقيح وفعاليته للوقاية من المضاعفات الخطيرة للمرض، قال الدكتور سعدي إنّ الواقع الميداني أثبت الشخص الذي أصيب بكورونا نسبة العدوى للمرة الثانية ضعيفة جدا، أي 5 بالمائة كأقصى تقدير، وفي حال الشخص مرض وقام بالتطعيم، فإن المرض للمرة الثانية مستبعد، وإن حدث بأعراض بسيطة تشبه الأنفلونزا العادية.
وأوضح أنّ اللقاح من جرعتين يمنح في المرة الأولى حماية بنسبة 30 بالمائة والثانية بنسبة 70 بالمائة، وعلميا إذا قدم هذا الأخير حماية لأزيد من 50 بالمائة فهذا إيجابي، ويجب أن يعتبر منه المواطن، خاصة وان جميع الخاضعين للتطعيم تم شفاؤهم دون أخطار أو مضاعفات.
ودعا المواطنين إلى الابتعاد عن الإشاعات المروجة عبر الوسائط الاجتماعية، ووضع ثقتهم الكاملة في الأطقم الطبية التي خدمتهم أزيد من سنة ونصف، من خلال الاقتداء بهم والقيام بالتطعيم، مع ضرورة التقيد الصارم بالبروتوكول الصحي والقواعد الوقائية للخروج من الأزمة بأقل الأضرار.