لإنجاح موسم الاصطياف لسنة 2021، سخّرت السّلطات المحلية لولاية مستغانم كل الإمكانات اللاّزمة لاستقطاب عدد أكبر من المصطافين، ولتدارك الخسائر الكبيرة التي تكبّدها قطاع السياحة جرّاء انتشار فيروس كورونا، الذي أدّى إلى الغلق الاحترازي للمؤسّسات السياحية والفندقية، وتعليق نشاطات فضاءات التسلية والترفيه ووكالات السياحة والأسفار، ممّا انعكس سلبا على الحركية الاقتصادية والتجارية للولاية.
من هذا المنطلق، تمّ التحضير للموسم الحالي في وقت مبكّر، وتحديدا بدءاً من شهر فيفري من خلال عقد عدّة اجتماعات برئاسة والي الولاية، عيسى بولحية، أين تمّ التطرّق إلى مجموعة من النّقاط التي تمّ معالجتها على غرار توفير الإنارة العمومية على مستوى كل الشّواطئ مع تدعيم تهيئتها وتجهيزها، تدعيم طاقة الإيواء الاجمالية، تهيئة الطّرقات والواجهات البحرية والأحياء من أجل تحسين المظهر الحضري للبلديات لاستقبال المصطافين في أحسن الظّروف، أضف إلى ذلك تحسين الخدمات السياحية لاسيما تلك التي لها صلة بالنّظافة وحماية الصحة والأمن المرتبطة بالنشاط السياحي.
وفي هذا الإطار، تمّ إنشاء لجنة ولائية تعمل على قدم وساق لتدارك الّنقائص الموجودة عبر شواطئ الولاية، والتي قامت بخرجات ميدانية وقدّمت بطاقات فنية على وضعيات الشّواطئ، مع تسجيل الملاحظات والوقوف على مدى جاهزيتها وأهم احتياجاتها من أجل توفير الجو الملائم للمصطاف، حسب ما كشف عنه المدير الولائي للسياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي، عبد السلام منصور.
وكشف المتحدّث عن رفع عدد الشّواطئ المسموحة للسّباحة لموسم الاصطياف إلى 42 شاطئا لاستقبال المصطافين في ظروف جيّدة، مع توفير كل التّجهيزات الخاصة بالشّواطئ فيما يخصّ 53 مرشا و42 خاصا بموقف السيارات إلى جانب 47 محلا تجاريا، مع أخذ جملة من التّدابير والإجراءات الاحترازية من أجل تحسين ظروف العمل لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة..
وعرفت شواطئ الولاية الممتدة على مسافة 124 كيلومتر توافدا قياسيا للمصطافين لسنة 2019، أكثر من 10 ملايين مصطاف على الشّواطئ مقارنة بسنة 2020 التي جاءت في ظرف صحي استثنائي، وبالرّغم من ذلك سجّلت خلال شهر واحد توافدا نوعيا قارب 50 في المائة مقارنة بسنة 2019، كما استقبلت مواقع التسلية والتّرفيه وغابات الاستجمام نفس النّسبة التي عرفتها الشّواطئ.
كما استقبلت حظيرة التسلية «موستا لاند»، 718070 زائر خلال سنة 2019 و313947 سنة 2020، أمّا غابات الاستجمام والترفيه سجّلت 115355 زائر لسنة 2019 و14400 زائر لغابة كاب إيفي والحرية سنة 2020.
وعرفت حديقة الألعاب المائية «خروبة أكوابارك» زهاء 21 ألف زائر، إضافة إلى تخصيص 7 مساحات خضراء على مستوى الشّريط السّاحلي للولاية.
مناصب شغل مفتوحة للعمـّال موسميـّين
بالنّسبة لمناصب الشّغل المفتوحة في موسم الاصطياف الجاري، فتحت المؤسّسات الفندقية 1409 منصب شغل و132 منصب خاص بالوكالات السياحة والأسفار، ناهيك عن تسخير 400 عون موسمي لحراسة الشواطئ و320 عون للنظافة، منهم 199 عون على مستوى الشّواطئ، أما الباقي على مستوى أحياء الولاية، فيما بلغ عدد الحاويات على مستوى الشّواطئ 198 حاوية.
فيما يخصّ قطاع النقل، تمّ تخصيص 20 بالمائة من الحظيرة المستغلّة لنشاط النقل العمومي للمسافرين من أجل تغطية خطوط النقل الصيفي نحو الشّواطئ، خاصة خلال نهاية الأسبوع، وهذا من مراكز البلديات والدوائر الكبرى، حيث بلغ عدد الخطوط 84 خطّا و619 عدد الناقلين، فيما قدّر عدد الحافلات بـ 679 لـ 22417 مقعد، بالإضافة إلى توفير الأمن والحماية بتسجيل 40 مركزا خاصا بالحماية المدنية والدرك الوطني، إلى جانب مركزين للأمن الوطني.
كما تمّ بالمناسبة تفعيل مسابقة أجمل شاطئ لخلق جوّ تنافسي يساهم في تقديم أحسن الخدمات في هذا الموسم، ولذا تسعى العديد من البلديات السّاحلية على التّميّز لتكون مدينة سياحية بكل المقاييس، من خلال الاستغلال الرّشيد لجميع إمكاناتها الطّبيعية للظّفر بالمسابقة.
المصدر: مجلة التنمية المحلية العدد 4 شهر جوان