يعكف القائمون على مركز فنون وثقافة بقصر رؤساء البحر، حصن 23، على وضع اللمسات الأخيرة لمعرض تفسيري حول مجموعة من رياس البحر التي كانت تؤرخ إلى محطة مهمة، أي مرحلة «البايات» خلال التواجد العثماني، والتي كان لها دور كبير في تطور الأسطول البحري الجزائري والانطلاقة الفعلية والحقيقية له»، حسب ما صرحت به لـ «الشعب» مديرة المركز، فايزة رياش.
كشفت فائزة رياش أن «هذا المعرض سيكون دائما وسيقام بالتعاون مع المكتبة الوطنية الحامة ومؤسسة الأرشيف الوطني، وسيعرف أيضا مشاركة البحرية الوطنية من أجل معرفة تطور البحرية الجزائرية».
وأشارت مديرة مركز فنون وثقافة، أنّ المعرض يحاكي «مسيرة مجموعة رؤساء البحر ويسلّط الضوء على دورهم في تطور الأسطول، أسماءهم وكذا الأسلحة التي كانوا يصنعونها هنا بالقصر والأعلام التي كانوا يرفعونها في البحر حين يخرجون إلى الواجهة البحرية للجزائر، وأيضا مساهمتهم في تعزيز النظام الدفاعي لمدينة الجزائر».
وسيتناول المعرض الأسطول البحري الجزائري خلال «فترة التواجد العُثماني وأيضا فترة ما بعد الاستقلال، كما سيكون دائما إلى جانب معرض آخر يحاكي تاريخ مدينة الجزائر».
ومن بين المشاريع المبرمجة لتنشيط قصر رياس البحر، تضيف فائزة رياش «مشروع إعادة تهيئة المدرسة القرآنية الموجودة على مستوى قصر الرياس التي ساهمت في وقت مضى في نشر معالم الدين الإسلامي والوعي والثقافة الدينية السمحة..».
هذا إلى جانب «فتح فضاء لتعليم الحرف والمهن التقليدية، وآخر مخصّص للأطفال، سيكون بالتنسيق مع دور النشر ومن يكتب في أدب الطفل، يبحث له المركز على شركاء لتجهيزه وتهيئته والهدف منه تقول رياش» هو تشجيع الفكر والقراءة والإبداع لدى الطفل».
وفي سياق متصل، يبقى التكوين من أهم البرامج التي سطّرها مركز فنون وثقافة، حيث شكل صلب التوصيات لليوم الإعلامي الذي نظّم في 13 افريل، 2021 في إطار إحياء شهر التراث، حيث شهد مؤخرا قصر الرياس «إقامة تظاهرة «الأمن الثقافي رهان لتنمية ثقافية مستدامة «، والتي عرفت مشاركة مؤسسات أمنية عامة، كالدرك الوطني، الأمن الوطني، الجمارك وحراس السواحل وإضافة إلى المؤسّسات الثقافية.
وقد خرجت هذه الأخيرة بدورها بتوصيات من أهمها، حسب مديرة المركز: «أن تكون هناك قائمة لخبراء في مجال حماية التراث الثقافي لتسهيل عملية الخبرة، إضافة إلى دورات تكوينية لفائدة فرق أفراد وخلايا حماية الممتلكات الثقافية بقيادة المؤسسات الأمنية من أجل رفع مستوى العمل لهته الدوريات».
«البداية كانت مع عناصر الدرك الوطني، وكانت دورة ناجحة جدا افتتحت فعالياتها بقصر الثقافة مفدي زكريا، تلتها جولة عبر متاحف الجزائر لتعريف المشاركين عن قرب على مختلف التحف والقطع الأثرية والفنية عن قرب، وأخرى في القصبة لمعرفة الممتلك الثقافي العقاري، وبعدها كان يوم تكويني بمعهد الآثار نعرف خلاله المشاركون على القوانين الخاصة بالحفرية الأثرية وما بعدها».
ومن أهم توصيات الدورة التكوينية التي ستتواصل دائما مع عناصر الدرك الوطني في المستقبل القريب، «وضع قاعدة للبيانات للممتلكات الثقافية تضعها وزارة الثقافة والفنون تحت تصرف خلايا حماية التراث التابعة للمؤسسات الأمنية، إضافة إلى استكمال عمليات الجرد على مستوى كل المتاحف وديوان استغلال وتسيير الممتلكات الثقافية».