طباعة هذه الصفحة

المخرج هـارون الكيلاني في حوار مع «الشعب»:

انتـزاع مسرحيتي «بخور عصري» بمهرجان لبنـان تكريم للفـن الرابـع في الجـزائـر


أكد المخرج المسرحي هارون الكيلاني، أن مشاركة مسرحيته «بخور عصري» في مهرجان «صور» بلبنان مهم جدا، على اعتبار أن هذا البلد مركز إشعاع أدبي وفني معروف، مشيرا إلى أنهم يبحثون عن وجه جديد للمسرح اعتمادا على موروثنا الثقافي والفني وما تركه الذين سبقونا.
وقال الكيلاني بأن كل نجاح وكل خبرة يكتسبونها هي زيادة في التعلم ونبض جديد يمتن الفعل الثقافي بالجزائر والأغواط، معتبرا مسرح الجنوب منبعا للعطاء قدم للفن الرابع الكثير من الأسماء الفنية.

الشعب: بداية نهنئكم على فوز مسرحيتكم «بخور عصري» بجائزة أحسن عرض متكامل في مهرجان صور بلبنان، وتنويه من طرف لجنة التحكيم على الإخراج والسينوغرافيا والتمثيل الجماعي، كيف جاءت مشاركتكم، وكيف تلقيتم هذا التكريم؟
هارون الكيلاني: منذ تجربتنا الأولى في مسرحية «نوافذ الحال» ثم «فيزيوشظايا» جاءت مسرحية «بخور عصري»، لتضفي على تجربة 5 سنوات من التنقيب، في عالم مسرح ما بعد الدراما والبحث عن لون جديد ينافس الحاضر المسرحي الجزائري.
أجل أردنا ومازلنا نبحث عن وجه جديد للمسرح الجزائري اعتمادا على موروثنا وما تركه الذين سبقونا في الميدان، مشاركتنا في لبنان مهمة جدا على اعتبار أن لبنان مركز إشعاع أدبي وفني معروف، ومساهمة منا في ترسيخ لحظة عودة «سينما الحمراء» إلى الحياة بعد ثلاثين سنة من الغياب.
هذا المسرح الذي مرت عليه أسماء كبيرة في عالم المسرح والسينما وحتى السياسة، كان لنا حظ تدشين قاعة مر عليها كل من الإخوة الرحباني، فيروز، محمود درويش، السيد إمام، دريد اللحام، ياسر عرفات وغيرهم.. منذ انطلاقنا من مدينتنا المباركة ونحن نتدرب على النص، والتركيز في الحافلة في المطار في الطائرة.. أجل عملنا بدون هوادة وقدمنا عرضنا المسرحي مسحنا العرق بفرحة أحسسنا أننا قدمنا ما في وسعنا، وأن المسرح الجزائري خير من دشن المسرح والمهرجان ولأول مرة في تاريخ لبنان.
التكريم كاد يضيع منا وهذا في مخيلتنا على أساس أننا تعودنا في الجزائر على التهميش وعدم فهم ما نفعل، وتعمد إخراجنا من دائرة التقييم على أساس أن عملنا يخرج عن المألوف.
- تحصلتم وفرقتكم المسرحية على عديد التكريمات والجوائز في مهرجانات دولية، ما الذي أضفاه هذا التكريم لمسرح الأغواط ولفنانيها؟
* الأغواط معروفة كإسم ويحسب لها في المنافسات الفنية عبر المهرجانات المسرحية ألف حساب، وبكل فخر برأيي أنا سعيد بهذا الاحتضان من الجيل الجديد للمسرح وأملهم فينا كبير كي نقفز بالمسرح إلى الأمام.. في كل مشاركة نكتشف عوالم وخبرات جديد، وعلاقات إنسانية تزود حياتنا بالأمل والرغبة في العطاء.
مازالت أحلامنا صغيرة ستكبر كلما ابتعدنا في المسافات.. كل نجاح وكل خبرة نكتسبها هي زيادة في التعلم ونبض جديد يمتن الفعل الثقافي بالأغواط وبالجزائر.
- تألقتم مؤخرا بشكل ملفت للانتباه ومثلتم الجزائر أحسن تمثيل في المحافل الدولية، إلى ماذا تطمحون مستقبلا؟
* سعيد أنا بذلك سأعمل على نقر النجوم على حد تعبير صديقي المسرحي الإسباني فرناندو أربال.. أنا أثبت مكاني تحت شمس المسرح والأدب، سأبذل قصاري جهدي للتأسيس للوني الخاص في المسرح.
الآن الكثير من الفرق عبر الوطن وحتى المحترفة، تقلدني في طريقة الإخراج بعد أن كانوا يضحكون علي في سنوات ماضية، واليوم أصبحوا يعتمدون على الرمل والفحم والطين والألوان الوحشية، وفي نفس الوقت سعيد للذين يعتبرونني عرافهم في المسرح.. أنا أطمح لأبقى حيا بعد مماتي.
- كنتم أول من أسس جمعية مسرحية في الجنوب الجزائري، ما الذي قدمتموه لمسرح الجنوب، وما هو تقييمكم له في الوقت الراهن؟
* أجل فجمعية «مسرح الأغواط» أول جمعية متخصصة في المسرح فقط دون غيره من الفنون، والتسمية في ذاتها تحمل مشروعا متكاملا، مشروع مسرح خاص بولايتنا وللجنوب أيضا وكان ذلك سنة 1987.
بعد أقل من عشرة سنوات أصبح في منطقتنا أكثر من ثمانية فرق للمسرح، تتنافس على تمثيل الولاية و»مسرح الأغواط» هي أم جمعيات المسرح عندنا، أقمنا الكثير من الورشات وتنقلت بدوري في أرجاء صحراءنا الساحرة لأجل المسرح.
الجنوب اليوم منبع للعطاء، ومسرح الجنوب قدم للفن الرابع الكثير من الأسماء المهمة الآن ومن بينهم مصطفى صفراني، سحيري يوسف، حمزة جاب الله، عبد الله الهامل، زريبيع حليم، محمد إسلام، وهيبة، رواحي وغيرهم.. كلهم أثروا الساحة الفنية بالجزائر.
- مشاركتكم الدولية جعلتكم تقفون على مختلف المسارح العربية، كيف ترون الفن الرابع في الجزائر مقارنة بها؟
* اسم الجزائر في المسرح محترم جدا، وجيل بن قطاف ومجوبي وعلولة تركوا أماكنهم لامعة وأعلامهم مازالت ترفرف.. ولكن كنت أخجل أحيانا من تمثيل بعض الأعمال الجديدة للجزائر رغم الملايين التي صرفت عليها..
هناك الكثير من الأعمال التي تشرف الجزائر لكنها محاصرة، فمثلا نحن نحتاج إلى أن تقف وزارتنا المحترمة إلى جانبنا، ومستعدون نحن لنبرهن أن أبا الفنون في الجزائر قوي ومحترم.
- على ماذا يراهن هارون الكيلاني لنجاح أعماله الفنية؟
* أولا لابد أن أسدي شكري إلى والي ولاية الاغواط السيد شرفة يوسف، هذا الذي حررني من الكثير من القيود، ويقف معي لأجل المسرح بالأغواط وبالجزائر..
حريتي هي أول الرهان ولأجلها سأفعل كل شيء وسأتحدث بكل اللغات، أنا أيضا أراهن على أصدقائي من الدكاترة والأساتذة والمتعلمين حقا، بعيدا عن من تحملهم شهاداتهم فأنا لا اعترف بهم بتاتا لا أعترف بالأساتذة والنقاد المنظرين، والذين لا يستطيعون اشتمام رائحة عرق الممثل لحظة ولوجه إلى المسرح، أنا أراهن على أصدقائي الذين يؤمنون بما أحمل في قلبي، أؤمن بالله وأراهن على دعاء أمي.
- ماهي مشاريعكم المستقبلية؟
* كثيرا ما تكلمت على مشاريعي، لكنها تموت تحت عين الحسد وحروف الجر والكسر وعمليات التقسيم، وكثيرا من الأحيان تصبح وسادات للنوم لسعادة مدير الثقافة مثلا.
أنا أشتغل الآن على نصين، الأول لأحد الروائيين الجزائريين ليمضي به الممثل مصطفى صفراني عودته القوية للمسرح، ونصي «الشمس تركض للتذكر» وهو من سيقلب الموازين قريبا، ولدي مشروع كتابة ومساعدة في الإخراج مع صديقي المخرج جواد الاسدي ينتظر أن يفرج عليه من الجهة التي وضعنا لديها المشروع.
كما أنني سأتنقل إلى تونس لأجل إخراج عمل مسرحي من كتابة الأستاذ طيب سهيلي وإنتاج وزارة الثقافة التونسية، لكن كل ما أتمناه أن اعرف في حقبة الوزيرة الجديدة معالي السيدة نادية شرابي نورا أكثر وعملا أكبر.. شكرا لك ولكل من حج في حوارنا بفرح.