كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد، أنه من المرتقب استلام أزيد من 4 ملايين جرعة لقاح هذا الشهر ستوزع عبر القطر الوطني، مؤكدا أن الجزائر تعيش موجة ثالثة صعبة من الفيروس بعد تصاعد منحنى الإصابات في الأسابيع الأخيرة.
قال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال ندوة صحفية نظمت بمقر الوزارة، إن اللقاحات متوفّرة بكميات أكبر الآن مقارنة بالأشهر الأولى من بداية استيرادها بسبب المنافسة القوية بين الدول للحصول عليها، داعيا المواطنين إلى التلقيح ضد الفيروس من أجل كسر سلسلة انتشار العدوى والتقليل من عدد الوفيات المسجلة يوميا.
وأضاف بن بوزيد، أن مصالحه تسعى جاهدة إلى توفير كل الظروف والإمكانيات اللازمة من أجل مواجهة مخاطر فيروس كورونا، مشيرا إلى أن الوقت ضيق جدا والوضع الوبائي مقلق وغير مستقر ويقتضي أخذ المزيد من الحيطة والحذر والاستجابة لحملة التلقيح الوطنية، موضحا أن اللقاح يعدّ السبيل الوحيد للتخلّص من هذه الأزمة الصحية.
واستبعد وزير الصحة العودة إلى فرض الحجر الجزئي خاصة في فصل الصيف، مضيفا أن اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة فيروس كورونا لم تطلب بضرورة اللجوء إلى هذا الإجراء إلى حدّ الآن، ولكن إذا استدعى الوضع سيكون القرار - على حدّ قوله - بيد الحكومة لأن وزارة الصحة لا تملك الصلاحيات لاتخاذ قرار تطبيق الحجر الجزئي.
وأضاف وزير الصحة، أن العمل على تسريع وثيرة التلقيح في الجزائر يعد أولوية لتحقيق الأهداف المسطرة من أجل الحد من مخاطر الوباء، مفيدا بأن اللقاح لا يمنع من تنقل الفيروس ولكن يساهم في التقليل من الإصابات الصعبة وعدد الوفيات، زيادة على أنه يسمح بالعودة إلى الحياة العادية في أقرب وقت والتخلّص من القيود المفروضة وإجراءات الحجر.
وشدّد بن بوزيد على ضرورة الإقبال على مراكز التلقيح والساحات العمومية الجوارية لتعزيز الحماية ضد هذا الفيروس الخطير خاصة مع ظهور السلالات المتحوّرة التي - على حدّ تعبيره - تحمل نفس خصائص الفيروس الأصلي مع تغير في تركيبتها الجينية، كاشفا عن تسليم شهادة تلقيح للمواطنين من أجل تسهيل تنقلهم وتواجدهم في مختلف الفضاءات والأماكن العامة.
الاستعمال المتزايد للأكسجين تسبّب في النقص
من جهته، نفى المدير العام للمصالح الصحية البروفيسور الياس رحال، أن يتم تسجيل نقص في التزويد بمادة الأوكسجين على مستوى مصالح الإنعاش في المستشفيات، موضحا أن المشكل يكمن في الاستعمال المفرط والمتزايد لهذه المادة، مشيرا إلى توزيع 350 ألف لتر من الأكسجين للتكفل بـ 13 ألف مريض.
وأوضح البروفيسور رحال، أن مستشفى الدويرة الذي يشهد نقصا في مادة الأكسجين في الفترة الأخيرة حسب تصريحات بعض المختصين قد استفاد بشكل كبير ومستمر من هذه المادة مند شهر جوان، كان آخرها في 6 جويلية، من خلال تزويد المستشفى بـ 7 آلاف لتر من مادة الأوكسجين.
وأشار إلى وجود 1504 سرير استشفائي و156 سرير إنعاش مخصص لاستقبال الحالات الصعبة من مرضى كورونا من أصل 2001 سرير و231 سرير في الإنعاش، مؤكدا أن عدد المرضى الذين يتواجدون في المستشفيات يقدر بـ983 مريض، بالإضافة إلى حالات إنعاش ما يوضّح أن عدد الأسرة كافية لاستقبال جميع الحالات لحدّ الآن.
كما أفاد مدير المصالح الطبية، أن بعض المرضى الذين يخضعون إلى الجراحة بسبب أمراض أخرى يتواجدون بمصالح الإنعاش، ومن المستحيل أن يتمّ إخراجهم منها، مشيرا إلى الاستعانة بخدمات مستشفى البليدة الذي استقبل 150 مريض قادم من العاصمة و100 مريض وجهوا إلى مستشفى تيبازة، كاشفا عن السعي لتوفير مزيد من الأجهزة والوسائل ومادة الأوكسجين من أجل الاستعداد للتكفّل بجميع الحالات.
فورار: الأرقام المعلن عنها يوميا لا تعكس الواقع
من جانبه أعطى الناطق الرسمي باسم اللجنة العلمية لرصد ومتابعة وباء كورونا جمال فورار توضيحات حول حقيقة الأرقام المعلن عنها يوميا، معترفا بأن الإصابات اليومية المصرّح به لا يعكس الواقع، ولكن ذلك يرتبط بعدد الأشخاص الذين يتمّ إجراء لهم فحوصات «بي سي آر» باعتباره الفحص الوحيد الذي يأخذ بعين الاعتبار في إحصاء عدد الحالات.
وحذّر من خطورة الوضع الوبائي في البلاد والتزايد المقلق لعدد الإصابات والوفيات في الأسابيع الأخيرة مقارنة بالأشهر السابقة، مبرزا أهمية تقيد المواطنين بالإجراءات الوقائية اللازمة وكذا الاستجابة لحملة التلقيح ضد فيروس كورونا لتجنب مخاطر الموجة الثالثة ومن أجل المساهمة في عودة الاستقرار مجددا والحدّ من تفشي الوباء بصفة أكبر.