لدينا تقاليـد عريقـة في المنافسـات القاريــة
قبل نهائي كأس «الكاف» الذي سيجمع شبيبة القبائل بنادي الرجاء البيضاوي المغربي، اتصلنا بالقائد الأسبق للكناري والمنتخب الوطني علي فرقاني، الذي تحدّث لنا عن موسم الشبيبة وبلوغه الدور النهائي في المنافسة القارية وكأس الرابطة، موضحا أنه حتى في حالة الهزيمة فموسم الفريق سيكون إيجابيا، لأن لا أحد كان يؤمن بهذا الفريق، كما تحدّث عن الكثير من النقاط المهمة في هذا الحوار الشيق:
«الشعب ويكاند»: بعد غياب دام 19 سنة عن التألّق ضمن منافسات الساحة القارية، ها هي شبيبة القبائل تعود لتنشيط النهائي القاري التاسع في تاريخها، أولا كيف ترى المواجهة التي سيخوضها الفريق، وهل تعتقد أن لديهم الإمكانيات للعودة بالتاج القاري من كوتونو؟
علي فرقاني: أولا سعداء بعودة شبيبة القبائل لخوض نهائيات المنافسات القارية، بالنسبة لي ما حققه الفريق يعد إنجازا، بعدما تمكّنت من السيطرة على المنافسة منذ بدايتها، أقول لك الحقيقة لا أحد بما فيهم أنا كنا ننتظر أن تصل الشبيبة لهذا الدور، ما حدث يعد مفاجأة جد سارة وهو ما أسعد كثيرا عشاق اللونين الأخضر والأصفر وكل الجزائريين بما أن الشبيبة تمثل الجزائر، الفريق تطوّر من لقاء لآخر وقام بمسيرة جيدة والآن هو في النهائي، والنهائي نتوج به ولا ننتظر فيه اللعب الجميل والفنيات، لكن بالرغم من ذلك حظوظنا متكافئة مع الرجاء الذي يعتبر أفضل فريق مغربي بجانب الوداد، صحيح أن الرجاء يعاني بعض الشيء من المشاكل هذا الموسم، لكن يبقى منافسا قويا وعنيدا، والنهائي يلعب في مباراة واحدة بكوتونو البينينية على ملعب محايد، والشبيبة تملك بعض الأسبقية من الجانب الذهني، بعدما فازت في أكثر من مناسبة في المنافسة القارية خارج الديار، وهذا ما سيكون عاملا مهم ليدخل اللاعبون اللقاء بقوة، كما أنهم كسبوا الثقة في النفس رفقة الذين لم يكونوا في أفضل حالاتهم في بداية الموسم، وأعتقد أن الشبيبة تملك كل الحظوظ لنيل اللقب القاري، وحتى في حالة الانهزام في نهائي كأس «الكاف» وكأس الرابطة فموسم الكناري ناجح، لأن لا أحد رشحهم لبلوغ هذه الأدوار المتقدمة.
الشبيبة فريق الألقاب ولديه تقاليد عريقة في المنافسات القارية، والآن هي في النهائي ولا يجب عليهم الاستهانة بذلك، هذا الموسم كان لديها هامش كبير من التطوّر في اللعب الجماعي والفردي محليا وقاريا، وتأكد ذلك على أرضية الميدان وعليهم المواصلة على هذا النهج، لكن يجب على الشبيبة وكل الفرق الجزائرية أن يكون لديها قاعدة حياة خاصة بها، من مراكز تدريب وتكوين وملاعب خاصة بالفريق حتى تكبر أنديتنا أكثر، وأتمنى أن تنال الشبيبة كأس «الكاف» كي تسعد الأنصار وكل الجزائريين.
- بالحديث عن قاعدة حياة، هذا الموسم تمّ ترقية بعض اللاعبين من الأصناف الدنيا، هل كان ذلك سببا في العودة القوية للشبيبة قاريا؟
في السابق كل الأندية الجزائرية كانت تملك روحا وهوية، وروح الفريق هو لاعبوه، لا أقول بأنه يتوجّب أن يكون هناك 28 لاعبا من خريجي مدرسة تكوين الفريق أو من الولاية، الأيام الزاهية للفريق كانت الشبيبة تملك فسيفساء من اللاعبين الذين تمّت ترقيتهم من الأصناف الدنيا وخيرة لاعبي البطولة الوطنية، وهذا ليس سحرا يجب العودة إلى التكوين مثل الماضي، يجب على كل فريق أن تكون لديه الروح والروح هي أبناء الفريق، وعلى الاتحادية أن تجبر الأندية على بناء مراكز تكوين في ظرف ثلاثة سنوات على الأكثر، وتسنّ قوانين تجبر فيها الأندية على إشراك عدد معين من اللاعبين الشباب في مباريات الأكابر، لا أفهم لماذا الجميع يذهب إلى عين البنيان هنا في العاصمة من بينهم مولودية الجزائر التي تملك أموالا ضخمة، ولا أفهم لماذا نلعب مبارياتنا على الساعة الخامسة في عز الصيف، ما يعني أن هناك ملاعب لا تملك الإنارة، كما أن هناك الكثير من الأمور على الاتحادية الجزائرية تعديلها للنهوض سريعا بكرة القدم الجزائرية.
- منذ مجيء لافان تغيّرت الكثير من الأمور في الشبيبة، أليس كذلك؟
البداية كانت مع المدرب التونسي الزلفاني الذي لا يملك شهادات وانتدابه كان خطأ من الإدارة، بعدها تمّ تعيين بوزيدي على رأس العارضة الفنية وبالرغم من النتائج الجيدة التي تحصل عليها، إلا أنه تمّ التخلي عنه وتمّ استبداله بالمدرب لافان الذي يملك خبرة واسعة في الملاعب الأفريقية، جراء إشرافه على عدد من الأندية بينها شباب قسنطينة، لافان قام بعمل كبير رفقة طاقمه واتخذ قرارات صائبة، وكما يقال الشهية تأتي بعد بداية الأكل وهو ما يحدث مع الشبيبة.
- كلام كثير عن تنقل الأنصار من مختلف بلدان العالم إلى كوتونو لمساندة الشبيبة؟
أمر رائع إذا تمّت مساندة الشبيبة بـ 200 أو 300 مناصر بالعاصمة البينينية كوتونو أمام الرجاء البيضاوي.. فمثلا، خلال اليورو شاهدنا مباريات دون جمهور وأخرى تملك عددا محددا، لكن هناك فرق شاسع، وحضور الجمهور سيكون حافزا معنويا كبيرا للاعبين، أمام منافس حائز على 8 ألقاب قارية، ومتعوّد هو الآخر على المباريات الأفريقية والمواعيد الكبيرة.
- ألا ترى أنه منذ تتويج الخضر بكأس أمم إفريقيا، تغيّرت عقلية اللاعب الجزائري الذي عاد له الأمل في التتويج بالألقاب القارية، وحمل القميص الوطني بعدما كان ذلك قبل قدوم بلماضي أمرا شبه مستحيل.
عمل بلماضي رائع ويتطوّر دائما وهو ما أدخله التاريخ ويسير لكي يبقى خالدا في ذاكرة بلادنا، الجزائر بلد كرة قدم ومعروف على الساحة القارية والدولية.
- أستوقفك، أتحدث عن عودة اللاعب الجزائري وكرة القدم المحلية؟
العودة ما زالت بعيدة، عودتنا محتشمة جدا عند الفرق ومختلف المنتخبات الوطنية، الآن ننتظر تأكيد هذه النتائج والعودة إلى الساحة الدولية، ومقارعة أنفسنا بالمستوى العالي، ولا يجب أن ننسى أننا في الأكابر والشباب نلعب باللاعب المكون خارج الوطن وتحديدا المكون في فرنسا، فرنسا أفضل بلد في التكوين بالقارة العجوز، علينا فقط أن نقوم بنقل ما يقام هناك ونطبقه على شبابنا هنا.