طباعة هذه الصفحة

10 أرتال، مروحيتان و500 إطفائي يواصلون الإخماد

احتراق 1500 هكتار من غابات الأوراس

خنشلة: إسكندر لحجازي/ وأج

تتواصل بولاية خنشلة عمليات إخماد أكبر حريق مسجل في الموسم الحالي، بتسخير ترسانة من الموارد البشرية المختصة والمادية من مختلف ولايات الوطن لليوم الثالث على التوالي، حيث تم تسجيل خسائر جد معتبرة في الغطاء الغابي.
تجاوزت الخسائر أكثر من 1500 هكتار من أشجار الصنوبر البحري والبلوط والأرز الأطلسي والأشجار المثمرة وأصناف أخرى، بحسب ما كشف عنه المدير العام للغابات علي محمودي، في ندوة صحفية، أمس، رفقة المدير العام للحماية المدنية بوعلام بوغلاف بمقر الولاية.
وبحسب ذات المصدر، فقد تم تسخير 500 إطفائي و10 أرتال متنقلة من 10 ولايات، 50 شاحنة إطفاء، مروحيتين، إلى جانب وحدة التدخل والتدريب للدار البيضاء، يعكفون في عمل متواصل بمساعدة مواطنين متطوعين وناشطين جمعويين على عمليات الإطفاء بمختلف التقنيات، في الوقت الذي امتدت ألسنة اللهب إلى إقليم دائرة بوحمامة بفعل الحرارة وقوة الرياح.
وبلغت نسبة التحكم في الحرائق 90 بالمائة، بحسب آخر حصيلة، حيث تم إخماد 9 بؤر من بين 12 بؤرة حريق، وكذا إجلاء 24 عائلة من بين العائلات الساكنة بجوار الغابة ووسط الكتل الغابية، مع تسجيل إصابات بالإغماء والاختناق وسط بعضهم.
وتواصل السلطات الأمنية المختصة تحقيقها في أسباب الحادثة، التي يرجح أن مافيا الاتجار بالفحم وراءها وهذا بعد توقيف شباب مشتبه فيه من طرف السكان وتسليمه إلى الدرك الوطني.
ولم يستبعد المدير العام للحماية المدنية، إمكانية الاستعانة بخدمات قوات الجيش الوطني الشعبي خلال الساعات القليلة المقبلة لاحتواء الوضع في حال إذا استمرت الأوضاع على حالها أو اتساع الرقعة التي شملتها الحرائق.

والي خنشلة لا يستبعد فرضية الفعل العمدي

ذكر والي خنشلة علي بوزيدي، في ذات الندوة الصحفية، أن تحقيقا أمنيا قد فتح لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع هذه الحرائق، التي من غير المستبعد إمكانية ضلوع مواطنين فيها.
وأكد الوالي، أن الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، يتابع شخصيا كل صغيرة وكبيرة بخصوص حرائق الغابات بولاية خنشلة، ويؤكد على ضرورة تسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية لأجل إخمادها دون تسجيل أي خسائر بشرية تذكر.
وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية قد أشارت، الأثنين، في بيان لها، إلى تجنيد، إثر الحرائق المندلعة، الأحد، بخنشلة، وسائل وإمكانات بشرية ومادية معتبرة من سبع (07) ولايات مجاورة تدعمها مروحيتان (02) تابعتان للحماية المدنية، وناشدت الجميع التحلي بالحيطة والحذر اللازمين في مثل هذه الحالات.

وزارة الفلاحة تؤكد تجنيد كل الإمكانات لإخماد الحرائق

أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، في بيان لها، أمس، أنها قامت بتجنيد كل الإمكانات المادية والبشرية الضرورية لإخماد الحرائق التي تشهدها حاليا ولاية خنشلة.
وجاء في بيان الوزارة: «نظرا للحرائق التي تشهدها ولاية خنشلة، تعلم وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أنه تم تجنيد كل الإمكانات والوسائل المادية والبشرية من مختلف الولايات المجاورة لإخمادها، حفاظا على أرواح المواطنين والثروة الغابية والمستثمرات المحيطة بها».
في هذا السياق، ذكرت الوزارة بأن أعوان الغابات، بمرافقة أعوان الحماية المدنية، جندوا منذ اندلاع الحريق بغابة أولاد يعقوب (خنشلة)، وذلك تنفيذا لتعليمات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية المسداة إلى كافة المصالح المحلية تحت الوصاية (مديريات المصالح الفلاحية، محافظات الغابات، مجمع الهندسة الريفية وغيرها) «من أجل تسخير كل الوسائل المادية والبشرية، لإخماد هذا الحريق الذي مسّ مساحات غابية ومستثمرات للأشجار المثمرة».
وأضاف البيان، أن عمليات إخماد البؤرتين المتبقيتين تتواصل إلى حد الساعة من طرف أعوان الغابات والحماية المدنية وكذا المواطنين الذين هرعوا منذ اللحظات الأولى لمد يد المساعدة.
ولفتت الوزارة في نفس الإطار، الى ان القطاع يقوم، ككل سنة، ابتداء من أول جوان، بوضع نظام خاص بمكافحة حرائق الغابات، حيث يتم تسخير وسائل «معتبرة» من طرف مصالح الغابات، بالإضافة إلى إمكانات الحماية المدنية مع مشاركة عدة قطاعات أخرى والمجتمع المدني.