طباعة هذه الصفحة

رئيس جمعية علم المناعة، كمال جنوحات:

الجزائـر مُهــــدّدة بأخطر سلالـة لكورونـا

صونيا طبة

 المتحوّر الهندي أكثر عدوانية بـ 64 %

 الوضع يستدعي قرارات فورية صارمة

أكّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، البروفيسور كمال جنوحات، أنّ الجزائر مهدّدة في الأيام القادمة بأخطر فيروس متحوّر، ويتعلّق الأمر بالسلالة الهندية «دلتا» الأكثر شراسة وعدوى وانتشارا من البريطانية، محذّرا من التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ومن عدم تطبيق السلطات العمومية لقرارات صارمة وفورية، أمر سيساهم في عودة الاستقرار واحتواء الوضع.

قال رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، ورئيس المخبر المركزي بالرويبة خلال نزوله ضيفا على «الشعب»، إن الموجة الحالية التي تعيشها الجزائر بدأت بوادرها منذ شهر أفريل ووصلت الى الذروة، ولكن بمنحنى متذبذب شهد تصاعد عدة أسابيع وانخفاضا مفاجئا بعدها. وأضاف أن الموجة الثالثة أكثر خطورة وفتكا من الأولى والثانية، وتستدعي مزيدا من الحيطة واليقظة والتزام واعي ومسؤول في تطبيق جميع التعليمات الصحية والشروط الوقائية التي تسمح بالتقليل من مخاطر الفيروس المتحور، والحد من تفشيه بصفة أكبر في الأيام القليلة القادمة.
وكشف البروفيسور جنوحات باعتباره رئيس المجلس الطبي لمستشفى الرويبة، عن تشخيص عدة إصابات بفيروس دلتا منذ 15 يوما الأخيرة، متوقعا أن يطغى هذا النوع من الفيروس المتحور على الموجة الثالثة التي بدأت بالسلالة البريطانية وتستمر بالهندية الأكثر عداوة وانتشارا وخطورة من «ألفا» بنسبة 64 %.
وقد تتسبّب ـ استطرد ـ مزيدا من الحالات المعقدة والوفيات في حالة عدم الحرص على احترام القواعد الوقائية اللازمة، خاصة ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي، وتفادي التجمعات وتهوية أماكن العمل.
وأشار البروفيسور جنوحات أنّ ظهور الفيروسات المتحوّرة أخلط الحسابات بعد أن تمكّنت البلاد بفضل المجهودات المبذولة من السيطرة على الوضع، وتسجيل استقرار في عدد الإصابات دام 4 أشهر، مبرزا بأن دخول هذه السلالات الجديدة تم خلال الفترة التي كانت فيها الحدود البرية والجوية مفتوحة، لأن إجراءات الغلق ساهمت بشكل كبير في الحد من تفشي الفيروسات المتحورة داخل الوطن وتسجيل مزيد من الإصابات.
وأوضح أن الفيروس الموجود حاليا تغير بشكل كبير عن الفيروس المرجعي الأصلي باعتباره يتميز بخصائص مختلفة تجعله أكثر خطورة من السابق، مضيفا أن احتمال الخلط بين تشخيص الإصابات المتعلقة بالسلالة البريطانية والنيجيرية أمر وارد نظرا للتشابه في جميع الخصائص والأعراض الى حد بعيد، ولكن يبقى الفيروس النيجيري غير معروف مقارنة بالفيروسات الأخرى.

العلاج المبكّر يقي من ظهور أعراض خطيرة

شدّد رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، على أهمية العلاج المبكر في يومين أو 3 أيام من بداية أعراض الإصابة بفيروس كورونا لتجنب الأعراض الصعبة، التي قد تصل بعد 7 أيام الى مشاكل تنفسية حادة، محذرا من الانتظار دون استشارة الطبيب وأخذ الأدوية اللازمة التي تساهم في التقليل من خطر حدوث أعراض صعبة مرتبطة بالفيروس، مشيرا إلى أن علامات فيروس «دلتا» تختلف عن الفيروس الأصلي وتشبه الأنفلونزا.
وأفاد البروفيسور جنوحات، بأنّ أقل من 10 بالمائة من الأشخاص الذين أصيبوا بـ «كوفيد-19» تستمر لديهم أعراض الفيروس لمدة طويلة تفوق 6 أشهر، ويمكن أن تظهر أيضا علامات جديدة لم تكن لديهم من قبل، مشيرا إلى أنّ المختصين لا يزالون يطرحون تساءلات حول أسباب اختلاف ظهور الأعراض لدى المرضى من شخص إلى آخر، والبعض تختفي عندهم العلامات تماما والدراسات قائمة لمعرفة ما إذا كانت هذه الأعراض ستستمر مدى الحياة أو تزول بعد عام أو عام ونصف.

العودة إلى الحجر الجزئي واردة

 يرى رئيس الجمعية الوطنية لعلم المناعة، أن العودة الى فرض الحجر الجزئي خاصة على المناطق الموبوءة ستسمح بالتقليل من انتشار الفيروس، وتجنب كارثة الاكتظاظ على مستوى مصالح الإنعاش التي تعد - على حد قوله - نقطة الضعف الوحيدة في مواجهة الأزمة الصحية الحالية، مضيفا أن تخطي الوضع المقلق مرهون بمدى التزام وتطبيق المواطنين للإجراءات الاحترازية.
في ذات السياق، لاحظ البروفيسور أنّ جميع الدول تتضرر بموجة عنيفة بمجرد تخفيف إجراءات الحجر الصحي بعد شهرين بسبب التراخي في الالتزام بالقواعد الوقائية، ما جعل السلالات الجديدة تنتشر بسرعة وبشكل رهيب مخلفة عدد كبير من الإصابات والوفيات، مشيرا إلى أنّ الشواطئ لن تشكّل خطرا على المواطنين باعتبار أنه فضاء مفتوح ومهوى يمكن أن يطبق فيه التباعد الجسدي عكس حفلات الأعراس التي تتسبب في 80 بالمائة من الإصابات لدى النساء، وكذا التجمعات عند حضور الجنائز.

أعراض صعبة ووفيات لدى الشّباب

أكّد البروفيسور جنوحات، أن الجميع معرض لمخاطر السلالة الهندية «دلتا»، التي لا تفرق بين الكبار والصغار عكس الفيروس الأصلي، الذي يؤثر على الفئات الهشة وأصحاب المناعة الضعيفة فقط، كاشفا عن تسجيل عدة حالات من الوفاة المفاجئ في الأيام الأخيرة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 18 سنة إلى 25 سنة لأسباب أرجعها المختصون في الطب الشرعي إلى تعاطي المخدرات وتأثير الإصابة بفيروس كورونا على القلب، قائلا إن أعراضا صعبة قد تمس صغار السن بسبب الإصابة بالفيروس المتحور.
وبحسب ضيفنا، فإنّ أغلب كبار السن في الدول المتقدمة خضعوا للتلقيح ضد فيروس كورونا، واكتسبوا مناعة عكس الشباب الذين هم آخر من يستفيد من اللقاحات كون الأولوية تكون للفئات الهشّة الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس كما كان سائدا مع الفيروس الأصلي «كوفيد-19»، ولكن السلالات المتحورة - على حد تعبيره - جاءت بخصائص تختلف عن السابقة، بحيث تمس حتى الشباب وتؤدي بهم إلى الإصابة بأعراض خطيرة تتطلب العلاج داخل المستشفى.