استمتع جمهور العاصمة بساحة البريد المركزي، سهرة أول أمس، بباقة من الأغاني والموسيقى الجزائرية والفرنسية، احتفاءا بعيد الموسيقى المصادف لـ21 جوان، في حفل نشطته نخبة من الفرق، أدت وصلات غنائية وموسيقية تراثية وعصرية.
هذا الحفل الفني، أقيم تحت رعاية والي العاصمة، ونظمته بلدية الجزائر الوسطى بالتنسيق مع مؤسسة فنون وثقافة والمعهد الفرنسي بالجزائر العاصمة، وحضرته مجموعة من الشخصيات، على رأسهم عبد الحكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، وسفير فرنسا بالجزائر، ومدير المعهد الفرنسي «جون كلود فوازان»، وسط حضور قوي للعائلات والشباب، الذين تجاوبوا مع الوصلات التي امتدت على مدار 5 ساعات.
تناوب على المنصة أربع فرق من الجزائر، مثلت جهات الوطن في الطابع الشعبي والفلكلوري والغناوي، وأخرى من فرنسا أدت أغاني تقليدية وعصرية. وأفتتحت فرقة الزرنة الحفل بمقاطع موسيقية ألفها الجمهور الجزائري ورقص على ايقاعاتها، ثم أعقبتها الفرقة الفرنسية «لي بالوشيان» التي تحط الرحال بالجزائر لأول مرة وتضم أربعة عناصر، أدت الغنائي الشعبي الفرنسي، سافرت بالجمهور الحاضر إلى النورموندي والشمال الفرنسي بلحن متميز.
وتواصل الحفل برقصات فلكلورية لفرق محلية من ولاية بلعباس أمتعت الحضور، زادها رونقا اللباس التقليدي الذي زين أعضاء المجموعة. وتصاعد ريتم الحفل بصعود فرقة الراب الفرنسي «فيفي»، التي ألهبت الشباب الذين انفعلوا معها بشكل كبير، جعل مغني الفرقة «سامويل أديبيي» ينزل من المنصة لتقاسم الجمهور حركاته. وأختتم الحفل الذي عرف تنظيما محكما بصعود الفرقة الفرنسية «سيي راسينا»، وفرق الغناوي كديوان البهجة، وفرقة من غرداية.
بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى:
سهرة في «جزائر لاتنام»
أكد، عبد الحكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى، لـ«الشعب»، على هامش السهرة، أن هذا الحفل يدخل في اطار البروتوكول الممضى مؤخرا بين البلدية وسفارة فرنسا بالجزائر، لتنظيم نشاطات ثقافية على مدار السنة بأحياء وقاعات البلدية، مشيرا إلى أن الاحتفاء بعيد الموسيقى هو أول نشاط ثقافي بالتنسيق مع المعهد الفرنسي، بمشاركة فرق جزائرية تمثل ربوع الوطن، وأخرى فرنسية. وذكر أن هذه المناسبة ستكون شوارع العاصمة مسرحا لها في الأعوام القادمة.
وأضاف بطاش، أن تنوع النشاطات على مستوى الجزائر الوسطى، يدخل في اطار برنامج «العاصمة لاتنام»، تحتضنها مختلف الأحياء والقاعات والحدائق، التي هيأت لأجل ذلك، وتستمر التظاهرات لأوقات متأخرة من الليل، مشيرا إلى أن منافسة الكرة الشاطئية ستنظم لاحقا، وأن الشاشة العملاقة التي وضعت على مستوى البريد المركزي ستبقى هناك إلى غاية 31 أوت القادم، تُبث فيها مقابلات كأس العالم ومختلف التظاهرات التي تنظمها البلدية.
وكشف بطاش أن 3 ملايير دينار وضعت لتنفيذ هذا البرنامج، الذي سيدوم إلى ما بعد شهر سبتمبر في ظل توفر كل الإمكانيات كالأمن والنقل وغيرها.
مدير المعهد الفرنسي:
الثقافة همزة وصل بين الشعوب
من جهته، أعتبر مدير المعهد الفرنسي بالجزائر «جون كلود فوازان»، تنظيم حفل عيد الموسيقى بساحة البريد المركزي، ثمرة الاتفاق الحاصل مع بلدية الجزائر الوسطى، كاشفا أن المعهد الفرنسي يحتفل بعيد الموسيقى منذ 10 سنوات على مستوى حديقة المعهد، باستضافة فرق غنائية جزائرية وفرنسية، ولأول مرة ينظم خارج المعهد بأحياء العاصمة، مشيرا إلى أن الاتفاق يشمل أيضا استغلال بعض القاعات والهياكل الثقافية بالبلدية لاحتضان نشاطات المعهد، الذي سيبقى ـ كما قال ـ مسرحا لـ80 بالمئة من تلك النشاطات على مدار العام.