طباعة هذه الصفحة

رئيس مصلحة الأمراض الصدرية، البروفيسور كتفي:

الوضع الوبائي والموجة الثالثة ظهرت منذ شهر

خالدة بن تركي

 إجراءات استعجالية على الصعيدين الاستشفائي والوقائي

 حذّر رئيس مصلحة الأمراض الصدرية ورئيس وحدة «كوفيد -19»، بمستشفى الرويبة بالعاصمة، البروفيسور كتفي عبد الباسط، أن الوضع الوبائي في بلادنا مقلق، مشيرا أن الرهان، اليوم، يقوم على التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية للحد من انتشار الموجة الثالثة التي ظهرت، منذ شهر تقريبا.

أوضح البروفيسور كتفي في تصريح خص به «الشعب»، أن المنحنى التصاعدي للإصابات بالكوفيد يستوجب اتخاذ تدابير استعجالية سواء على المستوى الاستشفائي لمواجهة العدد المتزايد من المصابين، أو في الجانب الوقائي الذي يستوجب إجراءات أكثر صرامة للحد من انتشار المرض، داعيا المواطنين إلى ارتداء الكمامات واحترام مسافة التباعد الاجتماعي للقضاء على الوباء، في انتظار تقدم عملية التلقيح على المستوى الوطني.
واستغرب المتحدث حالة تهاون وتراخي المواطنين في الأسابيع الأخيرة في التقيد بالتدابير الوقائية، خاصة في الأماكن العمومية والفضاءات الكبرى التي تشكل خطرا على الصحة العمومية، لاسيما مع حلول فصل الصيف، أين تزداد الحفلات والأعراس التي قد تؤدي إلى ارتفاع منحنى الإصابات بالكوفيد أو بالسلالة المتحورة التي شهدت ارتفاعا كبيرا بالرغم من الجهود والإمكانيات التي وفرت من أجل مسح وردع انتشارها، إلا أنها تتزايد بشكل مخيف.
وأضاف الدكتور بخصوص الموجة الثالثة،أنها ظهرت منذ شهر تقريبا، بدليل المنحنى التصاعدي المنتظم للإصابات بالفيروس،أي تزايد وتيرة الإصابات بشكل جعل كل شخص معدي لأكثر من شخصين، مؤكدا على ضرورة احترام التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي وارتداء القناع الواقي إلى غاية تعميم عملية التلقيح التي تعتبر الحل على المدى المتوسط والبعيد، وليس لحصر العدوى حاليا، لأنه يحتاج إلى تطبيق صارم للبروتوكول الصحي.
وعن إمكانية انتشار الفيروسات المتحورة الجديدة، قال البروفيسور كتفي، أن المتحورات تنتشر وتتفشى بالتزامن مع تنامي الإصابات بجائحة كوفيد-19، وهذا يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة،الأمر الذي يستوجب التوعية والتحسيس بخطورة الوضع الصحي، مع ضرورة أخذ الحيطة والحذر للحد من تفشي فيروس كورونا والسلالات الجديدة.
وصرح في ذات السياق، أن عددا من الولايات الكبرى ببلادنا، تشهد تناميا متزايدا للإصابات، وفي حال تسجيل ارتفاعا كبيرا يجب العودة لإجراءات الحجر الصارمة ببعض المدن لوقف زحف الفيروس وتطويق بؤر الوباء التي تعد السبب المباشر في تفشي العدوى في أوساط المواطنين، داعيا إلى التحلي بالوعي لتفادي العودة إلى نقطة الصفر.
وبخصوص عملية التلقيح كشف الأخصائي في الأمراض الصدرية، أن وتيرة التلقيح تتقدم بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة التي تزامنت مع استقبال عدد من الجرعات، إلا أنها لا تقضي على المرض حاليا، لأننا - يضيف المتحدث- لم نصل لتلقيح 20 مليون مواطن لضمان تحقيق المناعة الجماعية، لكن هذا لا يعني عدم محاصرة المرض عن طريق الفئات التي خضعت للتلقيح.
ودعا رئيس وحدة كوفيد البروفيسور كتفي عبد الباسط، إلى التطبيق الحازم لتدابير الوقاية والحجر الصحي التي فرضتها السلطات لمنع تأزم الوضع الصحي، مع ضرورة الاستمرار في مراقبة التطورات الوبائية من أجل الاستعداد لأي طارئ خاصة بالمؤسسات الاستشفائية، مشيرا أن تعميم التطعيم يستغرق وقتا طويلا،وعلى المواطنين احترام إجراءات السلامة إلى غاية الوصول إلى المناعة الجماعية.
وتجدر الإشارة، أن المستشفيات تستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين المشتبه بإصابتهم في الوباء، الأمر الذي جعل الأطباء يدقون ناقوس الخطر عبر صفحاتهم الخاصة، ويحذرون من أي تهاون قد يؤدي إلى انتكاسة وبائية جديدة.