اختتمت مباريات السد لبطولة ما بين الرابطات «القسم الثالث»، في موسم استثنائي أسفر عن عودة نوادٍ عريقة غادرت القسم الثاني منذ سنوات، وظلت تبحث عن بوصلة العودة لحظيرة الكبار إلى غاية حلول موسم 2020 / 2021. عادت كل من فرق شباب برج منايل، إتحاد ورقلة، حمراء عنابة، اتحاد حجوط، غالي معسكر ومولودية البيض، لحظيرة القسم الوطني الثاني إثر تألقها وتركيزها إلى غاية آخر مباراة في موسم انطلق بدوري المجموعات واختتم بلقاءات السد. عاش جمهورها الغائب عن المدرجات طيلة الموسم، فرحة دامت لأيام وليالي، في وقت خاب فيه أمل أنصار الفرق التي لم تصعد، بالرغم من تألقها في مجموعاتها ولعبها المباريات الفاصلة، وهي الفرق التي قال عنها رئيس الرابطة يوسف بن مجبر، إنها أندية احترمت إلى أبعد الحدود نظام المنافسة واستحقت جميعها بلوغ القسم الثاني.
أجمع متتبعو الشأن الكروي في الجزائر، على نجاح رابطة بن مجبر في تسيير موسم استثنائي راهن الكثيرون حتى على عدم انطلاقه، لكن رابطة مابين الجهات كان لها كلام آخر وأعلنت انطلاق البطولة شهر مارس واختتمت في آجالها المحددة شهر جوان المنصرم، وفق نظام منافسة أعطى لـ96 فريقا فرصا متساوية للعب ورقة الصعود، فكانت من نصيب ستة فرق، مثلما ينص عليه نظام البطولة.
أول الفرق التي أعلنت أفراح عودتها للقسم الثاني كان النادي العريق وصاحب المغامرة الإفريقية سنوات التسعينيات من القرن العشرين، نادي برج منايل الذي أطاح بشبيبة جيجل بضربات الترجيح، في لقاء انتهى مثلما انطلق طيلة 120 دقيقة، فاستحق رفقاء آيت فرقان الصعود الرابع على التوالي. فمن جحيم الأقسام الجهوية، عاد أحفاد تاحانوتي إلى القسم الثاني حاملين أمجاد الماضي والغاية كتابة مجد جديد.
نادي حمراء عنابة كان ثاني الفرق التي أطلقت العنان للاحتفال بالصعود إثر فوزه على نادي اتحاد تبسة، في مباراة جرت بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف، فاستحق أشبال المدرب كمال بوعصيدة العودة إلى حظيرة القسم الثاني ورسم البهجة على مدينة بونة التي خاب أملها في عودة الاتحاد للقسم الأول، فكان نادي الحمراء راسم البهجة والابتسامة على وجه العنابيين.
ثالث الفرق الصاعدة كان أحد نوادي جنوبنا الكبير، فاتحاد ورقلة الذي وحّد أنصار الولاية رقم 30 على الوقوف خلف نادي عاصمة الولاية على اختلاف مشاربهم الكروية، أمثال نادي شباب بني ثور، المخادمة والرويسات..، استطاع خطف تأشيرة التأهل من الجار اتحاد سوف من علامة الجزاء بملعب الجيلالي بونعامة ببومرداس.
أما رابع الفرق العائدة لحظيرة القسم الثاني، فكان أحد أعرق النوادي في غرب البلاد وصاحب بطولة سنة 1987 نادي غالي معسكر، الذي انتزع ورقة الصعود من نادي وداد مستغانم في مباراة انتهت بهدف لصفر لصالح أحفاد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، لتنطلق الأفراح وتعيش مدينة معسكر احتفالات عارمة إثر عودة المدرسة التي أنجبت بلومي وماحي خنان ومختار شيباني لحظيرة القسم الثاني.
اتحاد حجوط خطف ورقة الصعود من نادي وفاق سور الغزلان في مباراة أكد فيها أبناء ولاية تيبازة، أن المباريات الفاصلة تربح ولا تلعب.
وعاد الاتحاد للاحتفال رفقة أنصاره بالصعود للقسم الثاني، الذي يعرف خباياه جيّدا بعد مواسم قضاها في بطولته.
آخر الفرق التي رسّمت صعودها للقسم الثاني، كان ممثل جنوبنا الكبير الثاني، نادي مولودية البيض، الذي استطاع أن يشّذ عن قاعدة المباريات الفاصلة، وأمطر شباك ممثل أدرار اتحاد فنوغيل، بثلاثية أعادت البيض لحظيرة القسم الثاني من ملعب بومرداس.
بن مجبر: راضون عن سير البطولة
أكد رئيس رابطة مابين الجهات، يوسف بن مجبر، لجريدة «الشعب» أن هيئته راضية تمام الرضا عا سير بطولة «القسم الثالث» في هذا الموسم الاستثنائي، والذي عرف انطلاقة جد متأخرة بسبب الوضعية الصحية التي تعيشها الجزائر، على غرار دول العالم، لكن نظام المنافسة الذي تمت الموافقة عليه من طرف الفرق 96 المنشطة للبطولة، وحرص الرابطة على الأداء والسير الحسن لها مكّن من اختتام الدوري في آجاله المحددة، بالرغم من التكاليف الكبيرة التي تكبدتها الرابطة والنوادي المعروفة بإمكاناتها المادية المحدودة من أجل احترام البروتوكول الصحي وضمان إجراء جميع المباريات المعنية بهذا البطولة.
وقال بن مجبر، «نوادي الرابطة المحترفة الأولى وكانت تشتكي من نقص الدعم المالي، فما بالك بفرق ونوادي رابطة القسم الثالث، أنا أقول إن مسيري الفرق 96 المشكلة للبطولة كانوا رجالا واستطاعوا إنهاء الموسم وإجراء جميع المباريات وفق الإجراءات الصحية المحددة».
وعن مباريات التي وصفها محدثنا بالصعبة والتي لا يمكن تقبل نتائجها من طرف الفرق المنهزمة بسهولة، فقد تأسف بن مجبر على النوادي التي احتلت المراتب الأولى طيلة الموسم، ثم أقصيت في مباراة فاصلة، لكن الجميع يعي ويعلم أن نظام البطولة لهذا الموسم استثنائي فرضته جائحة كوفيد 19، ورياضة الكرة معروفة، على غرار كل الرياضات، فيها الفائز والمنهزم.
لكن ما أبانته الفرق المشاركة من روح رياضية خلال هذه البطولة، أكد أن الجميع فائز والروح الرياضية هي التي انتصرت للكرة الجزائرية وللقسم الثالث هواة خصوصا، وقال بن مجبر «الروح الرياضية التي جرت فيها البطولة بشكل عام ومباريات السّد خصوصا، يضرب بها المثل. أنا أهنئ الفرق الصاعدة لكن الفرق التي لم يسعفها الحظ في مباريات السّد، بالنسبة لنا أيضا هم أبطال فهم من تزعموا مجموعاتهم وأضاعوا الصعود في مباراة فاصلة».
تحكيم في المستوى ومباريات متلفزة لأول مرة
أشاد بن مجبر، على غرار عديد المتتبعين، بأداء الحكام خلال مباريات السّد، موجها شكره للجنة التحكيم التي حرصت على تعيين حكام فدراليين في مستوى الحدث، إذ لم نسجل أي خطإ تحكيمي ولم يشتكِ أي نادي من الحكام الذين كانوا في المستوى طيلة المباريات الست، رغم أهميتها والمصير الذي حدّدته للنوادي التي بذلت جهودا طيلة الموسم، توجتها بمباريات الملحق.
أثنى رئيس رابطة ما بين الجهات، على القائمين بشؤون التلفزيون العمومي بعد اتخاذهم قرار بث مباريات ملحق السّد للقسم الثالث على المباشر، وهي سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية، إذ ولأول مرة تنقل مباريات القسم مابين الرابطات على التلفزيون مباشرة وهو الشرف المعنوي الذي نالته النوادي المنشطة لهذه المباريات، واستطاعت أن تذيع صيتها بين جمهور الكرة بالجزائر، خاصة الفرق التي لم تسجل حضورا في القسم الأول منذ تاريخ تأسيسها.
تغيير مكان إجراء لقاءات السد مرّ بسلام
أقرّ بن مجبر بالضغط الذي عاشه رفقة هئيته الكروية بعد لقاء شبيبة جيجل وبرج منايل، أين قررت مصالح ولاية الجزائر عدم إقامة مباريات السد المتبقية في العاصمة، وهو القرار الذي تقبلته الرابطة، لكنه أعلن حالة الطوارئ لدى مسؤولي الرابطة الذين طرقوا كل الأبواب لإيجاد أقرب ملعب في أقرب وقت، خاصة وان الفرق المعنية بلقاءات العاصمة كانت قد حلت بمدينة الجزائر أياما قبل مباريات السد، كما ان الرابطة حجزت لها في فنادق بالعاصمة.
لتأتي البشرى من ولاية بومرداس بعد قبول السلطات المحلية هناك باحتضان المباريات الثلاث المتبقية، ساعات فقط بعد طلب الرابطة نقل المباريات لملعب الجيلالي بونعامة، وهنا توجه محدثنا بتحية خاصة وخالصة للسلطات المحلية المدنية والأمنية وعلى رأسها والي ولاية بومرداس التي وفرت كل الظروف لإنجاح هذه المباريات.
عودة البطولة إلى نظامها السابق والانطلاقة مبدئيا في سبتمبر أو أكتوبر
كشف يوسف بن مجبر، عن عودة بطولة القسم مابين الرابطات إلى نظامها السابق الموسم المقبل، بست مجموعات في كل مجموعة 16 فريقا، يصعد كل متصدر عن كل مجموعة للقسم الأعلى مع الحفاظ على عدد النوادي المشكلة لهذا القسم بـ96 فريقا، وهنا قال رئيس رابطة مابين الجهات إن كل الأمور تبقى مرهونة بتطور الوضع الوبائي.
في حين أوضح أنه ومن المفترض انطلاق البطولة في موعدها العادي في المواسم السابقة، أي ما بين شهري سبتمبر أو أكتوبر على أن تختتم في شهري ماي من السنة الموالية. وتحفظ محدثنا على الإعلان الرسمي لشكل وموعد البطولة الموسم المقبل، وحتى بالنسبة للحضور الجماهيري، مؤكدا ان ما صرّح به يبقى برنامجا مسطرا وفق رؤية رابطته، في حال لم يكن للفدرالية رأي آخر، خاصة وأن الوباء إلى غاية كتابة هذه الأسطر لايزال في حالة انتشار، رغم استقرار الوضعية الوبائية، بحسب المختصين.
نايلي: برج منايل يطمح للصعود الخامس
قال رئيس نادي شباب برج منايل سمير نايلي، إن الصعود أتى إثر مجهود جماعي كان يبذل في كل موسم. فالنادي قبل ثلاث سنوات كان يعيش الويلات في القسم الجهوي الثاني واستطاع أن يحقق الصعود للمرة الرابعة تواليا. وبهذه المناسبة أكد محدثنا، أن هندسة الصعود لم تأت من كونه الرجل الأول في النادي، فالجميع يعرف ان رئيس الفرع أمين بورحلة بمثابة الرجل الذي يكّمل عمل رئيس النادي في كل موسم، لذا فعمل الرجلين كان مكتملا بفضل تقبل الآراء والتشاور.
وعن مشوار النادي خلال السنوات الأخيرة التي أشرف عليها هذا الثنائي، قال نايلي إن أصعب المواسم كانت أيام اللعب في القسم الجهوي الثاني، فالجميع يعي الجحيم الذي تعيشه النوادي التي لديها تاريخ في القسم الأول لما تنزل لهذه الأقسام وهو ما كلّف برج منايل البقاء لـ12 سنة بالجهوي الثاني.
أما عن الموسم المقبل فقد أكد رئيس نادي برج منايل، ان النادي ليس غريبا على هذا المستوى وبوقوف ودعم السلطات المحلية، كما وعدت في حفل تكريم النادي على الصعود للقسم الثاني، فالهدف سيكون لعب ورقة الصعود، فمكانة برج منايل بين كبار الكرة الجزائرية والتاريخ شاهد على ذلك.
وبالنسبة للاعبين، فالمدينة ولاّدة للمواهب وحتى لما كان النادي في الجهوي الثاني، فقد كوّن عدة لاعبين حملوا قميص المنتخب الوطني أمثال فوزي شاوشي وزين الدين فرحات.
بوعصيدة: الحمراء عادت لمكانتها
أكد كمال بوعصيدة، أحد مهندسي الصعود في الطاقم الفني لفريق حمراء عنابة، أن المهمة كانت صعبة والحمل كان ثقيلا، نظرا للخيبات التي عاشتها مدينة عنابة كرويا منذ سنوات.
وأشار محدثنا، أن مشوار حمراء عنابة خلال مرحلة المجموعات كانت صعبة، خاصة في لقاءات العودة، أين تعرص النادي لهزيمتين متتاليتين في بطولة لا تقبل التعثر، نظرا لقلة مبارياتها. لكن الفريق عاد واستطاع بلوغ مرحلة لقاءات السّد وحسم التأهل أمام نادي عنيد اسمه اتحاد تبسة، الذي لعب على شكل نهائي.
وأثنى بوعصيدة على لاعبيه الذين عرفوا كيف يتعاملون مع اللقاء رغم الظروف المناخية الصعبة. وأضاف مدافع مولودية الجزائر السابق، أن الحمل الذي كان على كاهل الفريق ازداد بعد خيبة صعود الجار اتحاد عنابة وسقوط نادي الحجار، ما حتم على أشباله لعب الصعود ومسح الحزن الكروي الذي ارتسم على الجماهير الرياضية العنابية.
عن الموسم المقبل، قال بوعصيدة إنه ينتظر موسما شاقا، نظرا لتركيبة النوادي المشكلة للقسم الثاني، لكنه أكد أن فريقه سيرتاح الآن وبعدها يعمل على الحفاظ على العناصر الأساسية وتدعيمها بأسماء بإمكانها إعطاء الإضافة للنادي.
نوح حجاج: استطعنا توحيد الصفوف
أكد رئيس نادي اتحاد ورقلة، أنه وبالرغم من المناخ الذي يميز المنطقة خلال الأشهر التي لعبت فيها البطولة، والتي عرفت انطلاقة متأخرة بفعل الوباء، إلا أن التنافس كان شديدا وجل الفرق المشكلة للمجوعة جنوب شرق «أ» حاولت اللعب على ورقة الصعود، غير أن الاتحاد استطاع الابتعاد في صدراة ترتيب مجموعته بفارق كبير ولعب مباراة السد.
وأكد رئيس النادي، أن المسيرين سهروا على وضع الجميع في أحسن الظروف للعب ورقة الصعود في مباراة السد وإعادة النادي للقسم الذي لعب فيه لسنوات عديدة سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وبخصوص الموسم المقبل، أكد نوح حجاج أن النادي لن يتردد في التشاور مع كل من له خبرة في اللعب في هذا القسم من أبناء ولاية ورقلة، على غرار رؤساء النوادي المنتمية لنفس الولاية والتي لعبت في السنوات الأخيرة طويلا في القسم الثاني، على غرار شباب بني ثور والمخادمة والرويسات.
كما أكد محدثنا، أن عنصر الثقة التي تشكلت خلال السنوات الأخيرة بين أسرة الاتحاد، سيجعل المهمة سهلة في التفاوض مع اللاعبين وتسطير برنامج طموح الموسم المقبل، منوها بالاستقرار الذي يعرفه النادي على جميع المستويات وهو ما أثمر الصعود في موسم استثنائي.
أضاف نوح، أن الموسم المقبل سيكون شاقا، خاصة من حيث مشكل التنقل نحو مدن الشمال للعب المباريات والذي سيرهق كثيرا النادي ولاعبيه، لذا فلابد من إيجاد راع رسمي يضمن التمويل بطريقة تمكن من وضع الجميع في أريحية الموسم المقبل.
دحماني: نستحق الصعود والمشكل المالي هاجس
قال رئيس نادي مولودية البيض، إن الصعود الذي حققه ناديه مستحق والأداء الذي قدمه في مباراة السد كاف للقول إن نادي مولودية البيض نال ورقة الصعود عن جدارة واستحقاق. وأضاف رئيس نادي البيض، إن الضغط الذي عاشه في لقاء السد متعود عليه، فمنذ أربع سنوات والنادي يعيش تحت ضغط لعب ورقة الصعود.
وأكد أن النادي يعاني من المشكل الذي صار أسطوانة ترددها كل النوادي الجزائرية، فالمشكل المادي أثر كثيرا على النادي الذي سيمثل منطقة الجنوب الغربي ولم يتوان في تشريف المنطقة في كل مناسبة، سواء في البطولة او الكأس.
وكشف دحماني عن اتصال المسؤول الأول عن ولاية البيض من أجل تحفيز اللاعبين عشية اللقاء، متعهدا بمساعد الفريق ماديا ودعمه الموسم المقبل للعب في القسم الوطني الثاني.
وأشاد رئيس النادي بالقائمين على القسم ما بين الرابطات، مؤكدا أن ناديه لم يجد أي مشكل في اللعب وفق نظام المنافسة الاستثنائي هذا الموسم.